تذكار القدّيس سمعان الصدّيق القابل الإله وحنة النبيّة
لقد قيل الكثير عن سمعان وحنّة. الشيء الثابت الوحيد بشأنهما هو ما ورد في نص لوقا الإنجيلي، الإصحاح الثاني.
فأما سمعان فكان رجلا في أورشليم، بارا تقيا، والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي له أنه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب. هذا جاء بالروح إلى الهيكل. فعندما دخل يوسف ومريم بالصبي إتماما لمقتضيات الشريعة، أخذ سمعان الصبي على ذراعيه وبارك الله. هل كانت لسمعان صفة معيّنة أخذ الصبي بين ذراعيه على أساسها؟ لا نعرف. ثم فتح فاه قائلا :” الآن تطلق عبدك يا سيّد حسب قولك بسلام، فإن عينّي قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كل الشعوب، نورا لأستعلان الأمم ومجدا لشعبك إسرائيل”.وبعدما صلى كذلك وجّه كلامه إلى مريم قائلا :” ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم. وانت أيضا يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة”.
قيل عن حنّة إنها نبيّة، وهي بنت فنوئيل، احد أسباط إسرائيل الإثني عشر.عاشت مع زوجها سبع سنوات ثم ترمّلت، وقد بلغت في تلك الأيام التي ألتقت فيها الطفل يسوع الرابعة والثمانين.خلال هذه الفترة الطويلة من عمرها لم تفارق الهيكل وكانت عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا. ووقفت آنئذ تسبّح الرب وتحّدث عنه جميع المنتظرين فداء في أورشليم.
كل ما عدا هذا الذي ورد في إنجيل لوقا عن الصدّيقين أبدعه وجدان الأجيال المتعاقبة تعبيرا عن الصورة التي ارتسمت عنهما في الأذهان. أنّى يكن الأمر فإنه يتوقع ان يكون سمعان قد رقد بعد فترة قصيرة من معاينة مسيح الرب. وقد ورد أن رفاته كانت تكرّم في القسطنطينية في كنيسة القدّيس يعقوب، في القرن السادس للميلاد، ايام الأمبراطور يوسينوس.
اما حنّة فنموذج للأرامل والعذارى والرهبان الذين يلازمون العفة ويداومون على الصوم والصلاة ولا يفارقون العبادة ليلا ونهارا.
القديس نيقولاوس رئيس أساقفة اليابان
هو مبشّر اليابان. ولد في العام 1836م في إحدى قرى مقاطعة سمولنسك الروسيّة، كان والده شمّاسًا، رقدت والدته وهوفي الخامسة. كَلا والديه كان تقيًّا، مال أول أمره إلى الحياة العسكريّة، لكنّه ما لبث أن اتجه إلى الخدمة العسكريّة لكنّه ما لبث أن اتجه إلى خدمة كنسيّة خاصة ألا وهي العمل ضمن الإرساليات التبشيريّة. فكّر أن يذهب إلى الصين ثم أستقرّ رأيه على اليابان بعدما قرأ عن هذه البلاد المقفلة التي تكتنفها الأسرار. عام 1860 سيم شمّاسًا فكاهنًا ثم انطلق إلى الشرق الأقصى. لم تكن ظروف الحياة في البلاد ملائمة لإنشاء إرسالية أرثوذكسيّة، خاصة أن العادات اليابانيّة بعيدة كلذ البعد عن المسيحيّة والسلطات لا يسمح بالتبشير. تلقّن اليابانيّة على نفسه، وبعد سنوات من العمل الدؤوب الذي تعرّض خلاله لأخطار جمّة من جانب السلطات المحليّة تمكّن من هداية كاهن وثني يدعى ساوابي وطبيب يدعى ساكايا، وبمعاونتهما تمكّن من تأسيس رعية صغيرة ضمّت خمسة عشر شخصًا عملت الجناعة بكثير من الحيطة، دونما ضجّة فترة من الزمان. نقل الكتاب المقدّس والنصوص الليتورجيّة إلى اللغة اليابانيّة. وكان نيقولاوس نموذجًا إنجيليًّا طيبًا لجماعته. انتظرت الجماعة خمسة عشر عامًا حتّى أذنت السلطات لهم بإنشاء إرسالية روسيّة أرثوذكسيّة رسميّة بإدارة الأرشمندريت نيقولاوس. انتقل المركز البشاريّ إلى طوكيو العاصمة الجديدة للأمبراطوريّة، وبفضل حمّية القدّيس ونشاطه الدؤوب بلغ عدد المهتدين الألف.
عام 1875 جرت سيامة أول كاهن ياباني وفي 1885 صُيّرَ نيقولاوس أول أسقف على اليابان. فأسّس مدارس لتعليم الموعوظين ومدرسة لاهوتيّة لإعداد الكهنة الناطقين باليابانيّة، كان القصد منها إعداد أشخاص مناسبين انقل النصوص المقدّسة اللازمة للحياة المسيحيّة إلى اليابانيّة. وفيما اندلعت الحرب الروسيّة اليابانيّة سنة 1905م، أبدى القدّيس محبّة وحكمة فائقين. سمح لكهنته أن يقيموا الصلوات لنصرة اليابان فيما امتنع هو عن الإشتراك فيها.
رقد القدّيس في السنة 1912م بعد حمسين سنة من العمل الدؤوب. للحال أكرمه أبناء كنيسته معادلاً للرسل وتحوّل ضريحه إلى محجّة وإلى مصدر للبركة للكنيسة اليابانيّة.
القديس سابا
أصل القدّيس سابا من جزيرة يوانيتا، كان من عائلة شريفة. عاش في الفقر الطوعي. سلك في النسك في دير السابق المجيد في جزيرة يوانيتا. لم يكن لديه لا ثوب جديد ولا حذاء غير الذي ضمّ قدميه. كان كلّما رأى محتاجًا أو مريضًا يعطيه ثيابه وطعامه. كان الأب الروحي للقدّيسين نكتاريوس وثيوفانيس، هذان شهدا أنّهما لم يرياه يومًا غاضبًا أودائنًا لأحد. لسان حاله كان أن التواضع هو حجر الأساس الذي تُبنى عليه الحياة الروحيّة. كلّ مساء كان يستيقظ، بعد غروب الشمس، ليمضي ليله في الصلاة إلى الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم التالي. لم يكن يأكل إلا مرّة واحدة في اليوم. حتّى الزيت لم يستعمله في حياته. يوم أسلم روحه طلب الإشتراك في القدسات ، ثم أرسل تلاميذه لأداء الخدمة اليوميّة مدّعيًّا أنّه يود أن يرتاح قليلاً، فلما عادوا إليه في اليوم التالي وجدوه ممدّدًا على سريره، لابسًا إسكيمه الرهبانيّ ويداه متقاطعتان بشكل صليب وعلى وجهه مسحة سلام عميق، وكانت رائحة الطيب تملأ المكان. بعض رفاته موجود في دير روسانو في الميتيورة.
الطروبارية
+ إفرحي يا والدة العذراء الممتلئة نعمة لأنّه منك أشرق شمس العدل المسيح إلهنا منيراً للذين في الظلام وسرّ وابتهج أنت أيّها الشيخ الصدّيق حاملاً على ذراعيك المعتق نفوسنا والمانح إيانا القيامة.
+ أيها الشيخُ المجيدُ سمعان القابل الإله، إنَّ الكلمةَ الإله الفائقَ صار جسداً فاحتضَنتَهُ على الساعدَين في هيكل الله. ويا حنة المُكرَّمة إحمَديه كنبيَّةٍ مُلهَمة، ونحنُ المُخلَّصينَ فلنمدَحْ معهما لاهوتَ المسيحْ.