القدّيس قوزما
قرّر أن يترهّب عند سماعه صوت الربّ داعيًّا إياه إلى ذلك، وانضمّ إلى رهبان دير الكهوف في كييف.
لم يقبلوه أول الأمر لحداثته غير انّهم غيّروا رأيهم لما رأوا من نسكه وصبره. خرج من هناك إلى ضفاف نهر ياخروم، على بعد أيام من فلاديمير، سيرًا على الأقدام.
سلك في نسك شديد لكنّه كان يستقبل الحجّاج القادمين إليه بحب كبير. كان يزوّدهم بإرشاداته ونصائحه الحكيمة. بعضهم رغب في مشاركته طريقة حياته.
ما لبث المكان أن تحوّل ديرًا على اسم رقاد والدة الإله.
رقد بسلام ممتلئًا أيّامًا سنة 1492م.
الأب الجليل في القدّيسين لاون الكبير، أسقف رومية
ولد في رومية وانضمّ إلى مصاف الإكليروس في وقت مبكّر،و عندما صار رئيس شمامسة كنيسة رومية أتيح له الخوض في القضايا الكنسية المطروحة في زمانه. وسلك لاون الكبير كبيرا من أول السلم، وثمة ما يشير إلى ان تأثيره كان واضحا على سيكستس الثالث، أسقف رومية السابق له، وفي الشؤون الكنيسة بعامة، وكذا في العلاقات الدبلوماسية. و قد جرى انتخابه أسقفا على رومية حين كان في مهمة دبلوماسية في فرنسا.
ثلاثة ميّزت سيرته بعامة واستمرت بعد تبوئه السدة الأولى في كنيسة رومية :حرصه على دحض الهرطقات، وسعيه إلى توطيد السلام والنظام في كنيسة المسيح، وانتهاجه سبيل الوساطة في التعاطي مع المتخاصمين.
تحدّيات جمّة واجهته، في مستوى المتغّيرات العسكرية والسياسية ، وفي مستوى الهرطقات، وفي مستوى الوثنيّات الشائعة في فكر العباد وأخلاقهم وممارساتهم، وفي مستوى النظام الكنسي والحياة الرهبانية وفي مستوى الرعاية والعلاقة بكنيسة الشرق. وقد نجح هذا الحبر الفذّ في الجمع بين الصرامة والرأفة .
أول ما سعى إليه كان التجديد الإكليركي وتوطيد النظام في كنائس إفريقية وصقلّية بعد هجمات قبائل الفندال. ودعم أسقف سالونيك كما حال دون انفصال كنيسة الغال. وتصدى لعبث المانوية والبيلاجية، واهتم بالنظام الطقوسي ورعى الشعب والكهنة بالوعظ والتعليم والمثال الطيّب. واولى بناء الكنائس وتزينها وتشييد المضافات أهمية بينّة. وإليه تعود الرساله التي كان لها أكبر الأثر على المجمع المسكوني الرابع المنعقد في خلقيدونية سنة 451 م ، فبعد قراءة الرسالة على آباء المجمع الخليقدوني هتفوا: هذا هو إيمان الآباء، هذا هو إيمان الرسل. هكذا كلنا نؤمن وهكذا يؤمن المستقيمو الرأي. فليكن كل من لا يؤمن هكذا مبسلا. ان بطرس يتكلّم بفم لاون. هكذا علم الرسل
الطروبارية
+ لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان وصورة للوداعة ومعلّماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة لاون، فلذلك أحرزت بالتواضع الرّفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله، أن يخلّص نفوسنا.