القدّيس داميانوس
ترهّب شابًا في دير اسفيغمانو في جبل آثوس، كان مطيعًا لا للرئيس وحسب بل لجميع الإخوة أيضًا كما لله نفسه. أضحى نموذجًا للحياة الملائكيّة يُحتذى. كان يشتاق إلى الصلاة المتواصلة. إستأذن أباه الروحيّ وتنسّك في جبل السامرة، على مقربة من الدير. ولكي لا يغتّر بنفسه كان يتبع مثال أحد النسّاك في الجهاد والأتعاب ويسير على خطاه. فاجأته عاصفة مرة وهو عائد إلى قلاّيته، استجار بالله للحال وجد نفسه على باب منسكه. رقد بسلام في الربّ في السنة 1280م، فاض الطيب من جسمه وفاحت رائحته حتّى إلى مسافة ميل من الدير.
تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة بوليكاربس أسقف أزمير
كان بوليكربوس أعظم الشهداء الذين استشهدوا في إزمير، بعد اضطهاد ادى إلى الأستشهاد، وكان قد بقي في المدينة ولم يرد ان يتركها.لم ينزعج قط ، وبعد إلحاح الأكثرية انسحب إلى مكان ليس ببعيد عن المدينة. كان يقضي نهاره وليله بالصلاة من أجل البشر ومن أجل الكنائس. تراءت له رؤيا قبل ثلاثة أيام من تقييده وهو يصلّي. رأى وسادته تحترق فقام إلى رفقائه وقال لهم “سأحرق حيا”.
في يوم السبت العظيم وفي طريقه إلى مدينة أزمير، التقى بالقائد هيرودوس وابيه نيقيتا، فأصعداه إلى عربتهما وحاولا ان يقنعاه قائلين “ما ضرّك لو قلت للقيصر يا سيدي وذبحت وقمت بما يتبع هذه الذبيحة ونجوت؟” بقي بوليكربوس صامتا إلا انه تحت إلحاحهما اضطر ان يقول لهما: “لن أفعل ما تنصحاني به”. وعندما يئسا من إقناعه أمطراه شتما وسبا ودفعاه بوحشية خارج العربة فسقط على الأرض وانسلخ جلد ساقه لكنه قام وتابع طريقه فرحا.
دخل بوليكربوس إلى الملعب ومثل أمام الحاكم الذي كان يحاول إقناعه ليحلف بقوة قيصر الإلهية، لكن بوليكربوس كان ثابتا في أجوبته ويشعّ نعمة إلهية. فأعلن منادي الوالي اعتراف بوليكربوس انه مسيحي. فأمتلأ الوثنّيون واليهود غضبا،وصرخ الجميع بصوت واحد ان يحرق حيا، فأخذت الجموع تجمع الحطب والأخشاب من المعامل والحمّامات. وعندما أعدّت المحرقة خلع بوليكربوس ثيابه وفكّ زناره وحاول ان يخلع حذاءه. كان المؤمنون يتسابقون لمساعدته بغية لمس جسده. كانوا يكرمونه لقداسته قبل ان يستشهد. ولما أراد الجلاّد تسميره قال: دعني حرا. ان الذي اعطاني القوة لملاقاة النار يعطيني قوة لأبقى بلا حراك فوق المحرقة. لم يسمّره الجلاد بل اكتفى بربطه، واوقد الرجال النار فارتفعت عالية وهّاجة.ولما عجزت النار عن إهلاك جسده أرسلوا جلادا ضربه بحربة فخرج دم وأطفأ النار. فألقى قائد المئة الجسد وسط النار وأحرقه حسب عادة الوثنّيين.فيما بعد تم إخراج عظامه التي فاقت قيمتها اللآلىء وكانت أشرف من الذهب النقي المختبر في البوتقة، وضعت في مكان لائق.
لم يكن بوليكربوس معلما شهيرا وحسب بل شهيدا لا مثيل له. بصبره وثباته تغّلب على القاضي الظالم وربح إكليل الخلود. انه الآن مع الرسل والصالحين يمجّد الله الكلي القدرة بالفرح ويبارك سيّدنا يسوع المسيح سيّد أجسادنا وراعي كنيستنا المنتشرة في أنحاء العالم.
الطروباريّة
+ صرت مشابهاً للرّسل في أحوالهم وخليفة في كراسيهم، فوجدت بالعمل المرفاة إلى الثيوريّا، أيها اللاهج بالله. لأجل ذلك تتبّعت كلمة الحقّ باستقامة وجاهدت عن الإيمان حتى الدّم أيها الشّهيد في الكهنة بليكربس. فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.