القدّيس مكاريوس أسقف كورنثوس
ولد القدّيس مكاريوس في كورنثوس في العام 1731، مال إلى الخدم الليتورجيّة وأعمال التقوى منذ الفتوة، إذ كان والده يكلّفه بجمع الإيجارات من الفلاّحين فكان هو يوزّعها على الفقراء. هرب ليترهّب في دير في الجوار لكن الرهبان لم يقبلوه لأنّهم خافوا ذويه الذين كانوا من ذوي الإقتدار. عاد إلى بيته وانكبَّ على دراسة الكتب الروحيّة. وفي سن الثامنة والعشرين أدار مدرسة كورنثوس رأفة بالفتية الغارقين في ظلام الجهل، وفي غضون سنوات اكتسب تقدير وإعجاب المدينة برمتها.
أختير خلفًا لأسقف كورنثوس الذي شاخ ومرض واضطر إلى إهمال شؤون الأبرشية سنين. اهتمّ مكاريوس بتنظيم شؤون الكهنة، فأحال المسنين والجهلة على التقاعد وأقال الذين كانوا يتدخلون في الشؤون السياسيّة. كان صارمًا في حفظ قوانين الكنيسة وكان لا يسيم إلا من كان معدًّا إعدادًا كاملاً، كما اهتمّ بإنشاء المدارس لتعليم الشعب.
إثر الحرب الروسيّة – التركيّة أجبرت الدولة العثمانيّة بطريرك القسطنطنية أن يعين أساقفة جدد وأن يقيل مكاريوس من مكانه، تحوّل إلى جبل آثوس ليعيش الهدوئيّة والسلام، لكنّه تركه بسبب انقسامًا كان في الجبل وغادره إلى خيوس فباتموس.
بعد سنة توفي والده فترك حصته لإخوته وعفا المديونين من ديونهم وانكبّ على تثقيف الشعب المؤمن. ساهم في نشر كتاب الفيلوكاليا وبعض المختارات من النصوص النسكيّة بالتعاون مع القدّيس نيقوديموس الآثوسيّ. بعد أن حصل على إسكيمه الرهباني أقلع عن ممارسة مهامه الكهنوتيّة لكنّه بقي يخاطب الشعب ويشدّد على ضرورة التواضع والعيش بسلام وبضرورة الصلاة المتواترة، كما جاهد لإستعادة المناولة المتواترة إذ كان في عصره المؤمنون يتناولون فقط مرّة واحدة أو أثنتين في السنة. شجّع عدد من أولاده من أجل المعارك المجيدة أمثال القدّيس بوليدوورس وثيودوروس البيزنطيّ وديمتريوس البلولونيزي، وهو الذي سجّل أخبار القدّيسين الشهداء الجدد.
أصيب بالفالج، وبقي ممدّدًا على سرير الألم ثمانية أشهر، كان يشكو دائمًا أنّه لم يبدأ بعد بالتوبة، رقد في العام 1805م.
تذكار القدّيس البار يوحنا الإيصافري
اصل القدّيس يوحنا هذا من إيصافريا.لما اعتمل الشوق في نفسه إلى المسيح، وهو شاب، نبذ العالم وأباطيله والتحق بالقدّيس غريغوريوس المدن العشر. البعض يظنّون ان المقصود هو المدن الواقعة إلى الشرق من بحير طبريا. لهذا ينسب القدّيس غريغوريوس إلى بانياس التي هي إحدى هذه المدن، شرقي طبريا.
خدم يوحنا أباه الروحي خدمة جميلة معتبرا إياه صورة حيّة للرب نفسه. وقد استمرّ على هذا المنوال سنين طوالا فكان بذلك راهبا مثاليا. وقد اشترك في المعارك المجيدة التي خاضها معلّمه دفاعا عن الإيقونات المقدّسة وإكرامها زمن اضطهاد الأمبراطور لاون الإيصافري لها.
رقد في الرب، مكملا بالفضائل، سنة 820 م فووري الثرى بجانب صديقه القدّيس يوسف المرنّم
الطروبارية
+ لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك، قانوناً للإيمان، وصورة للوداعة، ومعلماً للإمساك، أيّها الأب رئيس الكهنة مكاريوس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرّفعة، وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.