القدّيس الجديد في الشهداء يوحنا يوانينا
ولد في تيروفون، يوانينا، في شمالي اليونان لأبوين تقيّين يخافان الله ربّياه على محبة الله والخدم الكنسيّة التي كان يشترك فيها بوقار شديد.
امتهن الخياطة واعتاد أن يوزّع دخله إلى ثلاثة أقسام: قسم يؤديه للفقراء وقسم يخصّصه لذويه وقسم يسدّ به حاجة نفسه. ما أن توفّي والداه حتّى انتقل إلى القسطنطينية حين كان البطريرك إرميا الأول متوليًّا لها هناك فتح محلاً للخياطة وعمل بجد.
في القسطنطينية تعرّض له عدد من المسلمين الذين حاولوا معه المستحيل لكي ينكر المسيح ويلجأ إلى الإسلام لكنّهم فشلوا بذلك وتحت إصرار هؤلاء قرّر أن يستشهد للمسيح ويقدم نفسه ذبيحة للربّ، وأراد أن يحصل على بركة أبيه الروحيّ الذي رفض في البداية أن يمنحه إياها لأن القوانين الكنسيّة تمنع إلتماس الشهادة من تلقاء الذات، فعاد بعد أيام وكان مصرًّا على موقفه من الشهادة للربّ خاصّة وأن المسلمين كانوا يضايقونه بشكل ملفت فبسبب إصراره اضطر أبوه الروحي أن يباركه فانطلق إلى محله متفكّرًا بالأمر فحضر المسلمون الذين أخذوا يستهزئون منه ومن مسيحه ويتهمونه بأنّه قال أنه سينكر المسيح فواجههم وأبدى شجاعة حتّى أنّه استهزاء بنبيّهم مما دفعهم إلى تسليمه إلى القاضي الذي لمّا رأى شجاعته وثباته أمر بقتله محرقًا إياه بالنار وهكذا قدّم نفسه بفرح ذبيحة للربّ.
تذكار أبينا الجليل في القدّيسين سمعان الفارسي ورفقته
يعرف القدّيس سمعان، عند السريان، بتسمية مار شمعون برصبّاغي، لأن آباءه كان من حرفتهم ان يصبغوا بدم ليس من دمهم ثيابا حريرية كسوة لمملكة عدّوة الحق. فيما صبغ قدّيسنا المعظم بدمه ثوب نفسه الذي تزيّن به في ملكوت السماء. كان رئيس أساقفة على سليق وقطفسون. والذين قضوا معه كانوا مائة وثلاثة.
مفاد استشهاد سمعان ورفاقه، كان زمن شابور الذي قام على النصارى واضطهد كهنتهم ورهبانهم وهدم كنائسهم واديرتهم.واصدر امرا بإلزام شمعون رئيس اساقفة النصارى، ان يوقع صكا يأخذ فيه على نفسه ان يجمع ويستلم الجزية من جميع النصارى مضاعفة.جواب القدّيس اتسم بتواضع عظيم وشجاعة كبيرة. واقّّرّ بأن أمر ملك الملوك يفوق طاقة المسيحيّين فنحن لا نقدر،على حد تعبيره،” ان نأخذ على أنفسنا إعطاء الجزية مضاعفة لأننا فقراء لا نملك شيئا.إلاّ ان مساكننا وأملاكنا قدّامكم فخذوها. …. ليس من شأن ملك السماء ان يأمرنا نحن المتضّعين ان نكون قساة ظالمين…أما إذا أراد الملك إبعادي عن محبّة إلهي فأشار عليّ بأن أوافقه دون إرادة سيّدي فبغضه أعزّ عليّ من محبّته ومقاومته أحبّ إليّ من طاعته والموت أود لي من الحياة الفانية”.
غضب الملك شابور من جواب القدّيس واتهمه بالخيانة، وإنه يشاء ان يجعل تلاميذه وملّته خدّاما لقيصر عدوّه. وقد سعى المجوس إلى إغارة صدر الملك شمعون بالأكثر. وأخذوا يهدمون الكنائس ويلاحقون المسيحيّين، وقد جمع شمعون الرهبان والكهنة والشمامسة ليقويهم، طالبا منهم التدرع بدروع الإيمان. وليحفظوا أوامر الرب فيحفظكم. “احبّوا الذي أحبّنا وقرّب نفسه ضحيّة عنا حتى يحيينا بموته… هذا ما أوصيكم به لأني عالم أنكم لن تروا وجهي بعد اليوم فإني مزمع أن أذبّح من أجل الشعب المسيحي والإيمان الحقيقي…” ثم صلى ورفع يديه وباركهم.
سلم القدّيس وبعض الكهنة أنفسهم واستيقوا إلى ليدان، ومثل شمعون أمام شابور، وإذ احتج على مضاعفة الجزية لأن شعبه فقير، واماالجزية فأكد انه ليس مستعدا ان يضايق شعبه ولو امر الملك بسلخ جلده.
ودار بين الملك والقدّيس حوار لاهوتي. اراد الملك ان يحمل شمعون على عبادة الشمس فامتنع لأن الشمس والقمر والنار ستطفأ وتزول. اما يسوع فهو إله وإنسان معا. وانه صار إنسانا لأن الله أراد أن يردّ الناس عن الضلالة.وعلم الناس الفضائل ومارسها هو نفسه وأبرأهم من أوجاعهم وردّهم عن عبادة الأوثان واسلم ذاته للموت طوعا لكي يحيا فيأتي بدليل قاطع على قيامة جميع الناس. فقام وصعد إلى السماء، وهو عتيد أن يأتي ليقيم الموتى.
وسعى الملك والمجوس إلى حمله لإقتبال آلهة الملك ولم يجدهم التهديد فأمر الملك بإلقائه في السجن. وفيما خرج به الجند ألتقاه كوشتازد رئيس الخصيان، دنا منه وسجد له فزجره القدّيس، وأنبه لأنه كفر بملكه الحقيقي خوفا من شابور. فعاد إلى بيته وغيّر حلته وجاء إلى الملك واعترف انه قتل نفسه حين سجد للشمس كذبا، فأمر الملك بقطع رأسه لأنه نصراني. وفرح شمعون حين بلغه خبر كوشتازد وارتاح إلى مصير شعبه. وفي الجمعة العظيمة جرى قطع رؤوسهم جميعا.
الطروبارية
+ شهيدك يا ربّ بجهاده، نال منك الأكليل غير البالي يا إلهنا، لأنه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين، وسحق بأس الشياطين التي لا قوّة لها. فبتوسلاته أيّها المسيح الإله، خلّص نفوسنا.