القدّيس لعازر
هو راعي بلغاري كان يسهر على قطيعه في جبال ناحية برغاموس (آسيا الصغرى). ذات يوم خلّص امرأة تركيّة هاجمتها الكلاب، لكنّها اتّهمته أمام زوجها بأنّه حاول إهانتها. قبض عليه الآغا وسجنه وعرّضه للتعذيب ثلاثة أيام. كان يمنّي نفسه بالحصول على فدية ماليّة. ولمّا لم يصب شيئًا أمر جلاّديه بأن يوقعوا عليه عذابات أقسى من المرة الأولى. أحرقوا أعضاء بدنه فقاوم القدّيس العذاب طالبًا رحمة الربّ وبعد كلّ ما أظهره من ثبات في إيمانه جرى قطع رأسه. كان عمره فقط 28 سنة.
القدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر
من أبرز قدّيسي كنيسة المسيح وأكثرهم شيوعاً في إكرام العامة من المؤمنين. ويبدو أن مركز إكرامه، منذ القديم، كان اللد . فهناك عدد من الرحّالة المبكرين، من الذين حجّوا إلى الأرض المقدّسة، بين القرنين السادس والثامن للميلاد، يذكر اللد باعتبارها مقام القدّيس وموضع استراحة رفاته. وإلى اللد كانت للقدّيس جاورجيوس مكانة مرموقة في حوران حيث أكثر الكنائس يحمل اسمه إلى اليوم. أبرز الموجود وأقدمه، هناك كنيسة القدّيس جاورجيوس في إذرع العائدة إلى العام 512 م والتي لا تزال قائمة. ويفيد تقليداً كان متداولاً، أقلّه في القرن العاشر، بأن القدّيس جاورجيوس استشهد في حوران.
ورد عند القدّيس سمعان المترجم أن القدّيس جاورجيوس ولد في بلاد الكبادوك من أبوين مسيحييّن شريفين. بعد وفاة والده انتقل مع والدته إلى فلسطين بلدها، وتجنّد جاورجيوس وصار ضابطاً وتبوأ مراكز مرموقة. ولما حمل الأمبراطور على المسيحييّن اعترض جاورجيوس ، فألقوه للحال، في السجن. وبعدما استجوبوه حاولوا استمالته وفشلوا، عذّبوه تعذيباً شديداً. ولا شيء زعزع إيمانه وتمسّكه بالمسيح. أخيراً استاقوه عبر المدينة وقطعوا رأسه.
ومن الروايات التي تُنوقلت عن القدّيس جاورجيوس واشتهرت واعتمدت موضوعاً لأعداد من إيقوناته رواية قتله التنين. وموضوع التنين في المسيحية وغير المسيحية قديم وليس هو بقصر، بين القدّيسين، على القدّيس جاورجيوس.
وثمة دراسات تبيّن أن رفات القدّيس جاورجيوس تتوزّع، في الوقت الحاضر، على أديرة وكنائس في أماكن شتّى في الشرق والغرب، قيل أن هامة القدّيس، أو الأكثر جزءا منها، جعله البابا زخريا الرومي، في القرن الثامن الميلادي، في كنيسة القدّيس جاورجيوس فيلابرو، في رومية. أما الأماكن الأخرى التي قيل إن فيها أجزاء مختلفة من رفاته فهي اليونان وفلسطين وقبرص وكريت ومصر والعراق وكوريا وسواها. أكثر الموجود، فيما يبدو، في اليونان والجزر. حتى بعض دمه محتفظ به في دير ديونيسيو ودير زوغرافو في جبل آثوس. وقد قيل إن عظم كتفه قاعد في دير القدّيس جاورجيوس في ليماسول.
الطروبارية
+ بما أنّك للمأسورين محرّرٌ ومعتقٌ، وللفقراء والمساكين عاضدٌ وناصرٌ، وللمرضى طبيبٌ وشافٍ، وعن الملوكِ مكافحٌ ومحاربٌ، أيّها العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابسُ الظفر، تشفّع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسِنا.