القدّيس البار سيلفستروس أوبنورسك
القدّيس سيلفستروس هو أحد تلامذة القدّيس الروسيّ البار سرجيوس رادونيج.
بعدما سلك في الطاعة في دير الثالوث القدّوس، أُعطيَ البركة أن يقيم في البرية، فأقام في عمقها بالقرب من نهر كوستروما.
بقي وحيدًا لفترة طويلة لا يعلم بأمره أحد. اكتشفه فلاّح إذ رأى نورًا ثم أعمدة غيم، فبكى القدّيس لأنّه جرى اكتشاف موضع عزلته وأخبره أنّه هو مقيمٌ في المكان منذ فترة طويلة يقتات من جذور النباتات وقشور الشجر.
ومنذ ذلك الوقت, انتشر صيته فشرع الفلاّحون يفدون إلى المكان وطلب العديدون الانضمام إليه فسمح لهم ببناء قلالي بالقرب منه وبعد أن ازداد العدد بنى كنيسة على اسم قيامة الربّ وأصبح هو ينفرد في داخل الغابة كلّما شعر بالحاجة إلى الهدوء.
وكان يزور الدير كلّ فترة ليشدّد الإخوة الرهبان والناس الزائرين.
رقد بالربّ بعد أن مرض ورفض أن يبقى في الدير بل اعتزل في البرية حتى رقاده ودفن عن يمين كنيسة القيامة.
القدّيس مرقس الإنجيليّ
هو الذي ورد في التراث أنه كاتب الإنجيل الثاني المعروف باسمه. وقد ذكر أن مرقص استمد إنجيله من بطرس الرسول. وتبين المصادر أن الإنجيل وضع بناء لطلب أهل رومية الذين رغبوا في أن يكون لهم سجل مدوّن لما سبق أن سمعوه من الرسول بطرس.
القدّيس الرسول مرقس، هو ابن أخت الرسول برنابا، يشار إلى أن بطرس الرسول كان عارفاً بعائلة مرقص منذ وقت مبكر. فمن سفر أعمال الرسل نعلم أن بطرس بعدما أخرجه ملاك الرب من السجن قصد البيت الذي اعتاد كثير من التلاميذ والمؤمنين أن يجتمعوا فيه للصلاة، هذا البيت هو “بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقص”.
وبداية خدمة مرقص مع بولس كانت بعدما استكمل برنابا وبولس الخدمة في أورشليم. يومذاك أخذا معهما مرقص في طريق عودتهما إلى إنطاكية. وأخذا معهما مرقص إلى قبرص خادماً، ومذ ذاك أخذ يساهم في عمل الكرازة. ثم رجع إلى أورشليم رافضاً مرافقتهما إلى آسيا الصغرى، ثم عاد وامتدّ إلى هناك وصار معروفاً عند الكثيرين من مؤمني آسيا الصغرى. وهذا الانطباع يستشف من رسالة بطرس الرسول الأولى التي وجهها إلى المتغرّبين من شتات البنطس وغلاطية وكبدوكية وآسيا وبيثينية. وفيها يبلغهم سلام مرقص عليهم.
الإنجيلي مرقص كان أول من أرسل إلى مصر ونادى هناك بالإنجيل الذي كتبه وأسّس الكنائس في الأسكندرية أولاً، وهو الذي أسّس الكرسي الإسكندري. وادّعت مدينة أكويليا، شمالي إيطاليا، ادّعت أن مرقص هو الذي أسّس الكنيسة فيها.
ويفيد القدّيس الشهيد دوروثاوس الصوري، أن القدّيس مرقص قضى شهيداً في الإسكندرية. وقد ورد أن جسد القدّيس كان محفوظا في فوكولوس في كنيسة بنيت عام 310 م. ومن المرجح أن جسده بقي يكرم هناك في القرن الثامن الميلادي، أيام المسلمين، لكن جماعة من البندقية الإيطالية سرقته ونقلته إلى بلادها في حدود العام 815 م. راهب فرنسي، اسمه برنابا، قصد الشرق رحّالة عام 870 م، ذكر أن جسد القدّيس مرقص لم يكن في الإسكندرية، يومذاك، لأن البنادقة نقلوه إلى جزرهم.
يشار إلى أن مرقص الإنجيلي هو شفيع البندقية الإيطالية. وقد خربت الكنيسة الأساسية التي أودعت فيها رفات القدّيس عام 976 م, فإن البازيليكا التي أعيد بناؤها تحتوي رفاته وفسيفساء مميّزة عن حياة القدّيس وموته ونقل رفاته. والقدّيس مرقص الإنجيلي شفيع لصنّاع الزجاج وكتاب العدل ومربي الأبقار الأسبان والأسرى.
ويشار أيضا إلى ان رمز إنجيل مرقص هو الأسد المجنّح. وهذا الاختيار, لأن إنجيل مرقص تكلّم على الرفعة الملكية للمسيح ولأن مستهّل القول فيه هو عن يوحنا المعمدان صوت صارخ في البرّية.
الطروبارية
+ أيّها الرّسول القدّيس البشير مرقس، تشفع إلى الإله الرحيم، أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا.