الشهيدة ماريّا
ولدت القدّيسة من أبوين تقيّين من قرية كاتو فورني في كريت.
صارت هدفًا لتركي، من أصل ألباني، كان يشغل منصبًا مرموقًا. هذا وقع في هيام الفتاة وسعى إلى إغرائها بالزواج منه، فلم تشأ لأنّها لم ترد أن تتخلّى عن إيمانها بالمسيح. لهذا كانت كلّما التقت الرجل اجتنبته وكأنّها التقت شيطانًا رجيمًا.
الرجل المتيّم، كان يغازلها ويعدها بالرفاه والهدايا، وكانت هي تنفر منه بالأكثر.
مرّات حاول أن يكسر عزمها فخاب. أخيرًا عزم على الإنتقام من الصبيّة لكرامته الجريحة. ففي أحد أيام شهر أيار من العام 1826م أخذ سلاحه وأطلق عليها النار، فيما كانت تجمع أوراق التوت فأرداها قتيلة.
لم تبال السلطات بأمرها ولا فتحت أيَّ تحقيق في الجريمة.
أرميا النبيّ
هو أحد الأنبياء الكبار الأربعة وصاحب النبوءة المعروفة باسمه. مستهلّ السفر يفيد أن إرميا كان ابن كاهن يقيم في عناتوت، وهي شمال شرقي أورشليم، في زمن يوشيا بن آمون، ملك يهوذا، واستمرت إلى ان تم ّسبي أهل أورشليم إلى بابل. وكان إرميا شابا عندما باشر عمله النبوي. وامتداد نبوءته زاد على الأربعين عاما. وقد استمرت النبوءة حتى بعد سقوط أورشليم ودمارها. وهرب الشعب من وجه الكلدانيين، الذين أخذوا إرميا عنوة معهم، وأقام في أرض جنوب مصر، وهناك أيضا أوحي لإرميا بمزيد من النبوءات.
إرميا، الإسم معناه “الرب يؤسّس” او “الرب يثبّت” وقيل لا بل يعني “مرفوع الرب” او “معين الرب”. اختيار الرب لإرميا كان سابقا حتى لولادته. لمّا دعا الربّ إرميا، كان عليه أن يتأهب وينهض ليتكلّم بكل ما يأمره به الربّ الإله.
سقطت، يومها، يهوذا في الإلحاد العملي والتمرّد والفجور والظلم الإجتماعي. ومهم ة إرميا كانت أن يواجه بكلمة الله القوية المحذّرة الديّانة، شعبا رافضا تمادى في غيّه وما عاد يرغب من النبوءات إلا بما يناسب رغائبه. فراج، والحال هذه، سوق الأنبياء الكذبة ولم يشأ الشعب أن يتأدّب. فكان على إرميا أن يكابد نتائج رفض الشعب لإلهه. ونبذ الشعب لإرميا استبانه نبيّ الألم الكبير، جاء إلى خاصّته وخاصته لم تقبله، بين الأسى على مصير شعبه والشعور بالحسرة والإحباط لإصرار هذا الشعب على التمادي في الزنى والخيانة صاح إرميا “يا ليت رأسي ماء وعينيّ ينبوع ماء فأبكي نهارا وليلا قتلى بنت شعبي. يا ليت لي في البريّة مبيت مسافرين فأترك شعبي وأنطلق من عندهم لأنهم جميعا زناة جماعة خائنين”.
أول من قاوم إرميا كانوا مواطنيه، رجال عناتوت، هدّدوه. ومن عناتوت ذاع العداء لإرميا وانتشر. أما هو فحفظ الأمانة والتزم كلمة الرب إلى المنتهى. وجاءت كلمة الرب وأمرته، أن يملي نبوءاته التي كان قد نطق بها. وبلغ كلام الرب الملك، فلم يخف ولا أحد من خدّامه، بل ألقى الكتاب في النار فاحترق، فأمر الرب إرميا كتابته من جديد وزاد عليه إضافات أخرى. كان ردّ فعل الرؤساء، إلقاء القبض على إرميا، وبموافقة الملك ألقي في جبّ فيه وحل. ولكن خصيّا أثيوبيا مقيما في قصر الملك قام بإخراجه منه بإيعاز من الملك وجعله في دار الحرس حيث بقي إلى اليوم الذي سقطت فيه أورشليم. قال إرميا للملك صدقيا بعدما أرسل الملك في طلبه وسأل في ما هو آت. وبعدما أخذ منه إرميا الأمان: هذا ما يعلنه الربّ الإله له أن استسلم لقوّاد ملك بابل تنجو نفسه من الموت ولا تحرق المدينة بالنار. لكن قول الرب لم يقبل فسقطت أورشليم.
وكان بعد ذلك أن أطلق نبوخذ ناصّر، ملك بابل، سراح إرميا فكان مع الشعب المتبقّي إلى أن أنتقلوا إلى مصر وهناك، رقد.
الطروبارية
+ إننا معيدون لتذكار نبيم إرميا، وبه نبتهل إليك يارب فخلص نفوسنا.