القدّيس البار بوريس (ميخائيل) ملك بلغاريا
ولد القدّيس بوريس ونشأ في حضن الوثنيّة، عرف الإيمان المسيحيّ بفضل أخته وأحد أعمامه “بويان”. لأسباب سياسيّة أعطى المرسلين اللاتين، امتيازات خاصة لهداية شعبه إلى المسيحيّة. ثم ما لبث أن تحوّل إلى الفلك البيزنطيّ، فطلب من الأمبراطور ميخائيل الثالث العماد هو وكلّ شعبه. جرت معموديته على شكل مهيب بيد أسقف بيزنطيّ أوفد خصيصًا لهذه الغاية واتخذ في المعمودية اسم ميخائيل، إثر ذلك تبعه قسم كبير من الشعب، أمراء وعامّة، اعتمدوا بصورة جماعيّة. القدّيس فوتيوس الكبير، بطريرك القسطنطينية، اوفد عددًا من الكهنة المرسلين، لا سيما الخمسة المعروفين بتلاميذ القدَيسين كيرللس وميثوديوس: اكليمنضوس وناحوم وأنجيلاريوس وكورازد وسابا المعروفين بالخمسة الذين من أوخريدا. هؤلاء كرزوا بالإيمان باللغة السلافيّة المحليّة وعمّدوا بقية الشعب تدريجيًّا. ولما كان بوريس مؤازرًا لهم في عملهم فإن الكنائس ما لبثت أن غطّت أرض بلغاريا. انتظمت الكنيسة البلغاريّة على أساس النموذج البيزنطيّ. بوريس كان يطمح إلى أن تكون للكنيسة البلغاريّة استقلاليتها ثم بعد اتصالات عديدة برومية من ناحية وبيزنطية من ناحية أخرى جعل في بريسلافا مقرًّا لرئيس أساقفة جاء من القسطنطينية يعاونه عشرة أساقفة. في العام 888م. تخلّى عن العرش واعتزل في أحد الديورة. ولكن لما أخذ ابنه فلاديمير في هدم العمل الذي باشره أبوه مشجّعًا السكان العودة إلى الوثنيّة ترك مخائيل الدير ولبس حلّة العسكر من جديد وأطاح بابنه وجعل ابنه الأصغر، سمعان، محلّه. وإذ عاد الهدوء والنظام إلى الأرض البلغاريّة لبس ميخائيل الثوب الرهبانيّ وقضى بقية أيامه في النسك والصمت والصلاة، رقد بالربّ بسلام في السنة 907م.
القدّيسون الشهداء هسباروس وزوجته زويي وولداهما كيرياكوس وثيوذولوس
استشهد هؤلاء القدّيسون في زمن الأمبراطور الروماني أدريانوس الذي حكم بين العامين 117 و138 م. خبرهما، كما ورد في التراث، مفاده أنهم كانوا من أتاليا البمفيلية، في آسيا الصغرى. اشتراهم شخص رومي، اسمه كاتالوس، عبيدا ونقلهم إلى رومية. هم كانوا مسيحيّين وهو كان وثنيا. لازمت العائلة كاتالوس وخدمته طويلا. أخيرا لما ضاق بهم المقام في مناخ وثني ولمّا يشاؤوا أن تلوّثهم العبادة الوثنية، صارحوا سيّدهم الأرضي أن سلطانه عليهم لا يتعدى كونه على أجسادهم، أما نفوسهم ففي طاعة الرب يسوع المسيح وحده. أطال كاتالوس أناته عليهم قليلا إلى أن صادف عيد ميلاد ابنه فبعث إلى خدّامه بخمر ولحم سبق أن قدّم للأوثان، فقام كيرياكوس وثيوذولوس بإلقائه إلى الكلاب. إثر سماع كاتالوس بالخبر أمر بتعليق الشابين وضربهما ضربا مبرحا وتمزيق جنبيهما. بإزائهما وقف والداهما يشجعّانهما. هذا أثار غيظ كاتالوس بالأكثر فأمر بإلقاء الأربعة معا في آتون النار فقضوا شهداء للمسيح. وقد ورد أيضا أن الخدّام لمّا شاؤوا أن يفتحوا الآتون، في اليوم التالي، إثر سماعهم تسابيح تنبعث منه، وجدوا الأربعة راقدين وكأن النار لم تمسهّم بأذى.
القديس أثناسيوس الكبير
كانت ولادته في حدود العام 295 م. نحيف البنية، قصير القامة. اعتاد ان يمشي بانحناءة بسيطة إلى الأمام ولكن برشاقة ولباقة كأنه أحد أمراء الكنيسة. كان قبطيا أكثر منه يونانيا.
علّم الكنيسة من المعلّمين المسيحيّين وأوساط المؤمنين والدوائر الأسقفية في الإسكندرية حيث يبدو أنه انضم حدثا إلى حاشية القدّيس ألكسندروس، أسقف المدينة.
كتب أثناسيوس وهو في أوائل العشرينات من عمره، مقالتين إحداهما ضدّ الوثنيّين والأخرى بشأن تجسّد كلمة الله. وقليلا قليلا بدأ أثناسيوس يلعب الدور الأبرز في الصراع ضد الهرطقة الأريوسيّة، واجههم بقوة ودون هوادة.
بعد انتشار الهرطقة دعا الملك قسطنطين عدد كبير من الأساقفة و الكهنة والشمامسة إلى إجتماع، وكان أثناسيوس الكبير رئيس شمامسة فرافق أسقف الإسكندرية ألكسندروس وتكلّم باسمه. عرض آريوس أفكاره، فتصدى له الفريق الأرثوذكسي، واثناسيوس كان الأبرز في الردّ على آراء آريوس والتصدّي لحججه وتبيان عطبها واقترح هوسيوس وضع دستور إيمان يكون أساسا للإيمان القويم. في ضوء تعاليم الآباء، جرى اعتماد نص يشكّل أساس دستور الإيمان النيقاوي القسطنطيني الذي نتلوه اليوم.
أرسى القدّيس أسس الفكر اللاهوتي القويم. ولا مجال للمساكنة أو المهادنة. الزغل في الآراء، في هذا الشأن، قضاء على الكنيسة. أثناسيوس وعى دقّة المسألة وخطورتها حتى العظم، فأتت حياته، في كل ما عانى على مدى ست وأربعين سنة، تعبيرا عن تمسّك لا يلين بكلمة حقّ الإنجيل والإيمان القويم.
بعد ثلاث سنوات رقد ألكسندروس فأختير أثناسيوس ليحلّ محلّه، جال على مدى سنوات في كل الأنحاء المصرية، حتى الحدود الحبشية، يسيم الأساقفة ويختلط بالمؤمنين الذين اعتبروه إلى النهاية أبا لهم. كما تفقّد الأديرة، حتى التي في برّية الصعيد. وأقام، لبعض الوقت، في دير القدّيس باخوميوس الذي كان يقدّر أثناسيوس كثيرا، وقد سمّاه، “أب الإيمان الأرثوذكسي بالمسيح”.
فيما كان أثناسيوس يتابع اهتمامه بشعبه كأسقف جديد عليهم، كان الآريوسيون يحيكون خيوط المؤامرة عليه.ونقلوا الصراع من المستوى اللاهوتي إلى المستوى السياسي، وإمعانا في تشويه صورة أثناسيوس أمام القيصر والعامة، وجّهوا إليه تهما عدّة بينها الزنى والسحر والقتل. فأتى به الملك قسطنطين إلى صور لمحاكمته، ووجهت إليه شتى التهّم. ظنّوا انهم قضوا عليه. وإزاء هذه الشهادات انحلّ عقد المجتمعين على أثناسيوس دون ان ينحل حقدهم. وتمكّن قديسنا من التواري قبل ان يصدروا في شأنه حكمهم الأخير. وبعد محاكمة ثانية للقديس، أبقى عليه الملك أسقفا للإسكندرية لكنه حكم بنفيه إلى “تريف” عاصمة بلاد الغال حيث بقي إلى ان رقد قسطنطين في أيار 337 م.
الطروبارية
+ لقد صرت عموداً للرأي المستقيم، موطداً الكنيسة المقدسة بالعقائد الإلهيّة، يا رئيس الكهنة أثناسيوس، لأنك لما كرزت بمساواة الابن للآب في الجوهر، خذلت آريوس أيّها الاب البار، فابتهل إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.