تذكار أبينا الجليل في القدّيسين ميخائيل المعترف اسقف سيناذه
ترك ميخائيل موطنه إلى القسطنطينية باكرا، ربطته بالقدّيس ثيوفيلاكتس صداقة روحية عميقة. وصارا راهبين في الدير الذي أسّسه القدّيس طراسيوس على ضفة البوسفور. وتقدّما في مراقي الفضيلة تقدّما سريعا فجعلهما, رغما عنهما أسقفين، ثيوفلاكتس أسقفا على نيقوميذية، وميخائيل أسقفا على موطنه سيناذه.
أذاع ميخائيل كلمة الحق باستقامة، وقد بنى الكنائس وشيّد الأديرة وأسّس المضافات وأوجد مؤسسات الإحسان. وساند الموقف الأرثوذكسي لجهة إكرام الإيقونات المقدّسة. وواصل عمله الرعائي بهدوء وسلام.
عيّن ميخائيل رئيسا لسفارة أوفدها الأمبراطور نيقيفوروس إلى الخليفة هارون الرشيد. وهناك استبانت مزايا السلام والمصالحة لدى الرجل. وقد أوفد إلى رومية رسائل المجمع والتي تتضمن مؤازرته لإكرام الإيقونات، واستقبله شارلمان في أكس لا شابّل وحظي منه بمعاهدة سلام. وبعدما كشف الأمبراطور لاون الخامس الأرمني عن نواياه العدائية بشأن الإٌيقونات المقدسة. ألقى القبض على جميع المستعدين لبذل دمهم من أجل التقوى ونفاهم، وتم إبعاد ميخائيل إلى أفدوكيا حيث أقام عشر سنوات وعانى المعاملة السيئة فيما كان في شكر دائم لله وصلاة من أجل مضطهديه. كما ثابر على قانونه النسكي والصلاة الليلية. وهناك جرت على يديه عجائب جمّة فشفى، بصلاته، الناس والبهائم. ونجح بمعسول الكلام الإلهي الخارج منه في تلطيف وهداية سكان تلك الأصقاع.
فأبعده الأمبراطور إلى منافي أخرى. وحين وصل إلى أفرانتيسيا، رجاه السكان أن يصلي إلى الله من أجل أن يتخلّصوا من الجراد. فأمضى القدّيس ليلة بطولها في الصلاة وفي الصباح الباكر، ارتفعت الجراد في شكل غيمة في الهواء واختفت. وتابع القدّيس ترحاله، فكان يشيع رأفات الله على الناس وعلى المحاصيل. وتعرض للنفي من جديد وقد بلغ الثمانين وأضنته الأتعاب فلم يكف عن الصلاة من أجل الأمبراطور وسلام الكنيسة وخلاص العالم وخصب الأرض بالثمار.
في يوم اثنين العنصرة شعر القدّيس ميخائيل بتوعّك اضطر، إلى ملازمة الفراش. وفي اليوم الثالث كفّ عن الكلام ولفظ أنفاسه الأخيرة.
القدّيسة أفروسيني
القدّيسة أفروسيني هي ابنة الأمير سفياتوسلاف بولوتسك، الواقعة على بعد حوالي مئتي كلم من مينسك، في روسيا البيضاء. هذا الأمير هو الابن الأصغر للقدّيس فلاديمير. أمضت أفروسيني أيام شبابها في دراسة الكتب المقدّسة وكتابات الآباء القدّيسين. في الثانية عشرة من عمرها باتت محط أنظار الناس لجمال طلعتها وفهمها. أخذ ذووها يتهيّأون لزواجها. ما إن درت بالأمر حتّى هربت إلى عمّة لها، هي رومانا، كانت رئيسة دير، حيث لبست الزيّ الرهبانيّ. غير أنها لم تبق هناك طويلاً وأخذت من أسقف بولوتسك إذنًا بالإقامة بقرب الكاتدرائية. كانت تمضي وقتها في الصلاة ونسخ الكتب التي كانت تبيعها لتوزّع المال الذي تجمعه منها حسنات للمحتاجين. ظهر لها ملاك الربّ وأرشدها إلى مكان شاءها أن تؤسّس فيه ديرًا، في قرية قريبة من المدينة.
بنت كنيسة حجريّة وأسّست ديرًا. قبلت رغم مقاومة ذويها أختها أفدوكيا راهبة معها وابنة عمّها وابنتي أخيها وعددًا من الفتيات النبيلات الصغار. بعد ذلك بنت كنيسة أخرى لوالدة الإله وأسّست ديرًا للرجال. لما شاخت تركت رئاسة الدير لأختها أفدوكيا وخرجت في حجّ إلى الأرض المقدّسة حيث اشتهت أن تكون نهاية رحلتها على الأرض. مرّت بالقسطنطينية وتبرّكت من الأماكن المقدّسة فيها، فلمّا وصلت إلى الأرض المقدّسة ظهر لها ملاك الربّ وأعلن لها قرب وفاتها. رقدت بسلام في الربّ في العام 1173م. دُفنت في دير القدّيس ثيودوسيوس ثم نقلت رفاتها إلى لافرا المغاور في كييف حيث بقيت إلى العام 1910م حين أُعيدت إلى ديرها في بولوتسك.
القدّيس لاونديوس
ولد القدّيس لاونديوس في كييف. نال نصيبًا من العلم. تلقّن اليونانية. سافر إلى القسطنطينية وصار راهبًا. لما عاد إلى ييف انضمّ إلى دير الكهوف الذي كان القدّيس أنطونيوس رئيسًا له. رُقي إلى رتبة الأسقفيّة على روستوف. كان الأسقفان اللذان سبقاه على روستوف قد طُردا من الكرسي. الوثنيّون هناك كانوا عنفاء، كما أن الأمير بوريس، حامي المسيحيّين، كان قد قتل في العام 1015م. لذلك وجد لاونديوس نفسه في المعركة وحيدًا. اهتمّ أولاً بتعليم الكهنة. طردوه من المدينة فبنى كنيسة خارج الأسوار على اسم القدّيس ميخائيل. فيها كان يعلّم ويعمّد الأولاد. غير أن المحن لم تنتهي ففي العام 1077 سقط لاونديوس شهيدًا بأيدي الوثنيين.
القدّيس الشهيد ديسيداريوس جنوا
ولد في جنوا. بشّر في لاتفر. تسقّف عليها. في زمن الغزو البربري، خرج هو وكهنته خارج المدينة في محاولة لاقناع البرابرة بعدم التعرّض لرعيته، لكنه استشهد ومن معه.