القدّيس فوتيوس
القدّيس فوتيوس من أصل يونانيّ من إحدى مدن البليوبونيز. ترهّب وهو فتيٌّ، في العام 1408 أختير متروبوليتًا على روسيا خلفًا للقدّيس كبريانوس. برز لقداسة سيرته وعلمه. سلك في خطى أسلافه الذين نقلوا مقرّ أسقفيتهم من كييف، حيث الصراع كان شديدًا مع كاثوليك بولونيا، إلى فلاديمير فإلى موسكو. واجه صعوبات جمّة: ظروف الحرب والصراع الدمويّ بين الأخوة وغزوات التتار. لكن انتعشت الكنيسة في زمانه، روحيًّا وماديًّا، انتعاشًا كبيرًا. كان معينًا لبطريرك القسطنطينية في ظروفه الصعبة. صارت للكنيسة الروسيّة في زمانه مكانة مرموقة في العالم الأرثوذكسيّ. انحفظت، بفضله، الوحدة، القانونيّة للكنيسة الروسيّة. استعاد الأرشيات الجنوبيّة والغربيّة. تصدّى لهرطقة عُرِفَتْ بالـ”Strigolniki”، نشأت في بسكوف قبل زمانه ووضع حدًّا لها. له مؤلفات عديدة. أعلمه ملاك الربّ بقرب مفارقته. رقد بسلام في الربّ في العام 1431م.
أبينا الجليل في القدّيسين جوفينال بطريرك أورشليم
تلقى تعليما ممتازا في اليونانية واللاتينية. اعتزل في دير بقرب أورشليم إلى أن جرى انتخابه أسقفا لأورشليم سنة 422 م.دامت رعايته ستا وثلاثين سنة. كان لاهوتيا، في خط القدّيس كيرللس الإسكندري، أورشليم، إلى ذلك الحين، كانت خاضعة لقيصرية فلسطين، وهذه بدورها، كانت تابعة لأنطاكية. برز في المجمع المسكوني الثالث في أفسس. كان، ثانيا، بعد القدّيس كيرللس الإسكندري ثمّ في الفترة القصيرة التي تعرّض فيها كيرللس للسجن استبان جوفينال القائد الوحيد للفريق الأرثوذكسي. ولكنّ جرت الإطاحة بنسطوريوس واشترك جوفينال في سيامة مكسيميانوس على القسطنطينية. إلى ذلك، في السنوات التي تلت، لعب دورا فاعلا في الحياة الكنسية في فلسطين. في ذلك الحين، ارتفعت فيها كنائس عديدة وأديرة بديعة. لكن سقط جوفينال،في المحظور وتبع ديوسكوروس إذ اشترك في مجمع أفسس اللصوصي سنة 449 . لكنّه تاب عن غيّه ، وفي المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونيا أقر بخطئه واقتبل الإيمان الأرثوذكسي بالكامل ، يومها أقرّ له المجمع حقوق كرسي أورشليم في فلسطين الأولى والثانية والثالثة التي كانت تتبع أنطاكية. يذكر أنّ فلسطين الأولى، في مطلع القرن الخامس للميلاد، كانت تتركّز في قيصرية وعدد أسقفياتها 21 والثانية في سكيثوبوليس وعدد أسقفياتها 11 والثالثة في البتراء وعدد أسقفيّاتها 11. ولكن ما إن عاد إلى فلسطين حتى واجه مقاومة ضارية من الشعب والرهبان الذين اتّهموه بخيانة الإيمان القويم وقبول اعتراف المجمع ب”مسيحيّن”. عاد إلى القسطنطينية حيث بقي ثلاث سنوات قبل ان تأخذ الأمور في الأستقرار في فلسطين. عاد إلى كرسيّه ونعم بسلام نسبي. في تلك الفترة بالذات رقد بالربّ في 2 تموز سنة 458 م.
تذكار وضع ثوب والدة الإله في كنيسة بلاشرن
خلال حكم الأمبراطور البيزنطي لاون الكبير (475 – 474) جرى وضع ثوب والدة الإله، الذي أحضره مستشارا الإمبراطور إلى القسطنطنيّة غالبيوس وكنديدوس من القدس، في كنيسة جميلة جداً على اسمها في فلاشرنس. هذه الكنيسة كان قد بناها، على رأي البعض، لاون المشار إليه وعلى رأي آخرين سلفاء مركيانوس وبلشرية الملكان، اشتهرت في ما بعد بإبادة الأباريّين، وهم قبيلة من السكيثيين، لمّا داهموا مدينة القسطنطينيّة. هي مبنيّة في جوف الخليج الذي يُقال له خليج القسطنطينيّة، على الساحل، حيث بُني بلاط للملك في ما بعد. وكان هناك باب للمدينة يُقال له أبواب فلاشرنس. وأمّا الآن فيُقال له عند الأتراك ايوان سراي قابوسي، اي باب سراي ايوان وفيها توّج الملك يوحنا كنتاكوزنوس وانعقد المجمع الذي اجتمع ضد أكنذينس المتشبث بمعتقد برلعام.
طروبارية وضع ثوب والدة الإله
يا والدة الإله الدائمة البتوليّة وستر البشر، لقد وهبت لمدينتِك ثوبَك وزنّار جسدِك الطاهر وشاحاً حريزاً، اللذَيْن بمولِدِك الذي بغير زرعٍ استمرّا بغير فساد لأن بكِ تتجدّد الطبيعةُ والزمان. فلذلك نبتهل إليكِ أن تمنحي السلامةَ لمدينتِك ولنفوسِنا الرحمةَ العظمى.