القدّيس ثيوكتيستوس
اسرت محبّة المسيح ثيوكتيستوس وهو فتى. فترك كل شيء وذهب إلى الأماكن المقدّسة وسجد لعود الصليب.ثم تحوّل إلى قلالي دير فاران، على بعد ستة كيلومترات من اورشليم، طالبا الحياة الرهبانية.
وتصادف في فاران مع الراهب افثيميوس الكبير، فتحابا على دروب الفضيلة وأتعاب النسك. وكان الأنسجام بينهما كبيرا لدرجة أن أضحى لهما فكر واحد وطريقة عيش واحدة، كما لو كانا نفسا واحدة في جسدين.
ومرّت على افثيميوس وثيوكتيستوس في فاران خمس سنوات، هداهما الله بعدها إلى مغارة فسيحة مطّلة على واد، فأقاما فيها، لا يقتاتان إلا من بقول الأرض.ولم نخف فضيلة هذين المجاهدين عن عباد الله طويلا، فأخذ طالبو حياة التوّحد يتهافتون عليهما. وقد أثر ذلك على الناسكين ايما تأثير. وبانت موهبة كل منهما. ففيما انصرف افثيميوس إلى النسك والخلوة أقبل ثيوكتيستوس على الناس يهتم بأمرهم. وتحول المكان إلى شركة وأضحت المغارة كنيسة الدير وثيوكتيستوس رئيسا له، فيما تحّول افثيميوس إلى الصحراء الداخلية.
رقد ثيكتيستوس في الرب يوم الثالث من شهر أيلول عام 467، ممتلئا بركات واياما.
الشهيد في رؤساء الكهنة أنثيموس أسقف نيقوميذية والذين معه
في يومٍ من أيّام العام 303م يوم عيد الميلاد، فيما يُظن، أحاط الجنود الرومان بكاتدرائيّة نيقوميذية حيث احتشد المؤمنون، فأضرموا النيران فيها بناء لأوامر الأمبراطور، فاستشهد من كان فيها وعددهم عشرون ألفاً. هؤلاء تعيّد لهم الكنيسة في 28 كانون الأول. حدث ذلك في أيّام الأمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس.
نيقوميذية كانت العاصمة الشرقيّة للأمبراطوريّة الرومانيّة، وكان المسيحيّون فيها رعيّة كبيرة، وعليها أسقف هو القدّيس أنثيموس.
ليس واضحاً تماماً إذا كان القدّيس أنثيموس موجوداً في كاتدرائيّة المدينة وقت حدوث المحرقة أم لا. جلّ ما نعرفه أنّه لجأ إلى قرية في الجبال القريبة من المدينة اسمها أومانا. ومن هناك أمّن اتصالاً برعيته فأخذ يرعى شؤونها بتوجيهاته ويحث المؤمنين على الثبات إزاء موجة الاضطهاد الحاصلة. وقد ظلّ على هذه الحال ردحاً من الزمن، إلى أن وقعت إحدى رسائله في أيدي الجنود الرومان، فجاء إلى القرية عدد منهم يبحثون عنه. ويشاء التدبير الإلهيّ أن يطرق الجنود باب المنزل الذي كان فيه وهم لا يعلمون فاستضافهم وأكرمهم. وبعدما قام بواجب المحبّة كشف لهم هويته، فاختشى الجند واحتاروا ماذا يعملون. وبعد تردّد، سألوه أن يخفي نفسه قائلين له، أنّهم سيعودون أدراجهم ويخبرون بأنّهم لم يجدوه، فرفض عرضهم لأنّه اعتبر ذلك كذباً، وبالتالي نكراناً من قبله للمسيح سيدّه. كيف يحتال على الوصيّة لينقذ نفسه! فقام واختلى بربّه مصليّاً، ثم عاد فأسلم نفسه.
وفي الطريق، آمن االجنود بالربّ يسوع واقتبلوا المعمودية بيد أنثيموس. وحضر الأسقف أمام الولاة فعاملوه بقسوة وتفنّنوا في تعذيبه ثم قطعوا هامته بفأس.
وقد استشهد معه كلّ من ثيوفيلس الشمّاس ودمنا العذراء وآخرون.
الطروبارية
+ صرتَ مشابهاً للرسل في أحوالهم، وخليفةً في كراسيهم، فوجدتَ بالعمل المرقاة إلى الثاوريا، أيّها اللاهج بالله. لأجل ذلك تتبعتَ كلمة الحق باستقامةٍ، وجاهدتَ عن الإيمان حتى الدم، أيّها الشهيد في الكهنة أنثيموس. فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.