القدّيسين جوفنتيوس ومكسيموس
القدّيسان كانا ضابطين في إنطاكية في زمن الأمبراطور يوليانوس الجاحد عام 363م. مدحهما القدّيس يوحنا الذهبي الفم في إحدى مواعظه. كانا في احتفال عسكريّ وانتقدا الأمبراطور علنًا لاضطهاده المسيحيين . وشي بهما وألقي عليهما القبض. حاول رفاقهما الضباط اقناعهما بنكران المسيح كما فعل ضباط آخرون فرفضا قائلين: “إذن، علينا أن نضحي بنفسينا تكفيرًا عن خيانتهم!”. فقطعت هامتاهما تحت جنح الظلام، لكن وجد المؤمنون رفاتهما فتبيّن أنه كان لها مفعول عجائبيّ. كانت انطاكية تعيّد لهما في الماضي في كانون الثاني.
القدّيس عبدا الفارسيّ
عاش في زمن الأمبراطور ثيودوسيوس الصغير ويزدجرد الأول ملك الفرس. كان يقيم بين عبدة الأوثان. حاول جهده ليحمل الناس على ترك الأوثان فلم ينجح. هبّت فيه الحمية يوما، فدخل المعبد، فيما كان يجري فيه تقديم الذبائح بحضور الملك، وقلب النار المسمّاة مقدّسة أرضا، فتسبّب في إحراق الهيكل. فغضب الملك لفعلته غضبا شديدا وأرسل الجند فقبضوا عليه. سأله الملك: “لماذا تحتقرون وصايانا ولا تخضعون للمعتقد الذي ورثناه عن آبائنا؟”، فأجابه عبدا ورفقته: “نحن لا نتبع معتقد الناس الذين يطلبون عبادة عدة آلهة والعناصر والنور، هم يحتقرون خالق العالم بأسره. نحن نعبد مبدع الكون، وله وحده نقدّم الخلائق التي جعلها في خدمتنا. نحن نريد أن تكرمنا خلائق الله، لذلك نعبد خالقها ونكرّمه.” لم يدرك الملك، تماما، معنى ما قاله عبدا ورفاقه، لكنه أمرهم بأن يعيدوا بناء مذبح النار المقدّسة الذي حطّموه، وإلا فأنه سوف يهدم لهم كنائسهم، فامتنعوا، فسلّمهم إلى المعذبين ثم فتك بهم. وقد قضى، إلى جانب عبدا، سبعة كهنة وسبع عذارى وتسعة شمامسة، بينهم بنيامين، شماس القدّيس الخاص الذي نعيد له في الثالث من شهر تشرين الأول. وباستشهاد عبدا ورفقته، انطلقت موجة اضطهاد للمسيحيين دامت ثلاثين سنة.
النبيّ زخريّأ والد يوحنّا السابق
مع بشارة الملاك لزكريّا بمولد يوحنّا تنتهي مرحلة الوعد في العهد القديم بمجيء المسيح مخلّص العالم، وتبدأ مرحلة الاعداد المباشر في العهد الجديد. فالخلق والخلاص متلازمان، وهما عهد قطعه له، فخلق العالم ليشرك البشر في حياته الالهيّة. وعندما نقض الانسان هذا العهد بالخطيئة، صمّم الله ترميم الخلق بالفداء. فكان الوعد، وانطلقت منذ البداية عمليّة الاعداد.
دامت التهيئة البعيدة لمجيء ابن الله، مخلّص العالم وفادي الانسان، أجيالاً ودهورًا، توالت فيها طقوس وذبائح، وجوه ورموز، موجّهة كلّها إلى شخص المسيح، الذي أعلنه الآب بفم الأنبياء، بدءًا بإيليا ووصولاً إلى يوحنّا السابق، خاتمة العهد القديم وآخر أنبيائه. كلّ هذه المسيرة عبر الأجيال تشكّل القسم الأوّل من تصميم الخلاص الذي هو عمل الله الواحد والثالوث. أمّا الانسان، موضوع الخلاص، فهو معاون الله في تحقيقه، ببعدين: البعد الشخصيّ بالانفتاح على عمل الخلاص والتجاوب معه، والبعد الجَماعيّ بالالتزام في عمليّة خلاص الآخرين.
زكريّا وأليصابات
زكريّا كاهن من فرقة آبيا الكهنوتيّة المتحدّرة من هارون. كان موسى قد وحّد الكهنوت في عائلة شقيقه هارون، وخدمة العبادة في عشيرة لاوي. وبأمر من الله منح الكهنوت لهارون ونسله، فكرّس هارون بمسح رأسه بالزيت كاهنًا بامتياز، كرئيس الكهنة، وكرّس نسله برشّ الماء فقط (خروج 29/1-7 ؛ 30/13). انتقل الكهنوب من جيل إلى جيل بالوراثة وبدون مسحة جديدة (خروج 40/13). كانت مهمّة الكهنة القيام بخدمة بيت الله، وتطهير كلّ شيء، وحمد الربّ وتسبيحه كلّ صباح ومساء، وتقديم المحرقات للربّ في السبوت والأعياد. وقسم داود الكهنة إلى فرق من أجل استمراريّة الخدمة في الهيكلين: هيكل المحرقات وهيكل البخور. كان عدد الفرق اربعًا وعشرين، من بينها فرقة آبيا، وهي الثامنة حسب الترتيب (أخبار 24 ؛ لو 1/5 و 8-10).
بعد خراب هيكل سليمان في أورشليم سنة 70 بعد المسيح، انتزع الكهنوت من الشعب الاسرائيليّ، بسبب انتهاء تدبير موسى الكهنوتيّ وقيام كهنوت العهد الجديد مع المسيح الكاهن الأزليّ، وتأسيس الكنيسة وكهنوت الفداء، فلم يبقَ أيّ مبرّر للكهنوت الاسرائيليّ. وهكذا لا يوجد بعد الآن في الديانة اليهوديّة سوى المعلّمين (رابيّ) الذي يديرون العبادة المؤلّفة من صلوات وقراءات.
أليصابات من نسل هارون. كانت تعيش وزوجها في برّ الله والسير بوصاياه من دون لوم.
هذه الأسرة أنجبت يوحنّا السابق. زكريّا وأليصابات المسنّان أنجبا ولدًا هو خاتمة الأنبياء، بالرّغم من انتفاء كلّ رجاء “كيف أعرف هذا، وأنا رجل مسنّ وامرأتي متقدّمة في عمرها؟”.
الطروبارية
+ لمّا تسربلت حلّة الكهنوت أيّها الحكيم قرّبت لله يا زخريا محرقات كاملة مرضيّة حسب شريعة الله كما يليق بالكهنة وصرت كوكبًا ومعاينًا للاسرار وحاملاً عليك علائم النعمة واضحة يا كامل الحكمة وقُتلت بالسيف في هيكل الله فيا نبي المسيح ابتهل إليه مع السابق أن يخلّص نفوسنا