الشهداء ترنسيوس ونيونيلة وأولادهما السبعة
لم يبق لنا إلا القليل القليل من سيرة هذه العائلة المباركة. فنحن لا ندري لا مكان استشهادها بالضبط، مع أن بعض المصادر يشير إلى أن العائلة سوريّة، ولا الزمان ولا الظروف التي جرى فيها. نعلم فقط، كما هو واضح من صلوات هذا اليوم، أن أفرادها اعترفوا بالرب يسوع المسيح “أمام الحكّام المردة” وجاهدوا جهادًا شرعيًّا وعانوا “العذابات المتنوعة بشجاعة” وأخمدوا “نار العذابات بندى الروح الإلهي” فأضحوا “ضحايا مقبولة وتقادم طاهرة نقيّة”، “وقد حصلوا على النهاية الخالدة التي نورها لا يعقبه ظلام”.
هذا الكلام عن تلك العائلة المقدّسة عام يصحّ على كل شهيد. ولا هّم طالما أنّها “جاهدت عن الإيمان حتى الدم” وبقيت في وجدان الكنيسة مثلاً حيًّا للعائلة المسيحيّة يُحتذى به.
القدّيس أبينا البار استفانس الذي من دير القدّيس سابا بالقرب من اورشليم
ولد القدّيس استفانس في بداية القرن الثامن للميلاد في قرية من قرى عسقلان الفلسطينيّة. كان يتيم الوالدين، وقد أخذه إليه عمّه زكريا الذي كا راهبًا في دير القدّيس سابا، فاقتبل الإسكيم الرهبانيّ وأقام ملتصقًا بعمّه طائعًا، سالكًا في الجهادات النسكيّة خمسة عشر عامًا. بعد ذلك غادر عمّه إلى غير مكان ليرأس أحد الأديرة، وقد عمل في دير القدّيس سابا خبّازًا فمضيفًا ثم شمّاسًا فقيّمًا على نظام الصلوات. وقد أبدى في كلّ خدمة عينّ عليها طاعة وتواضعًا ومحبّة خالصة جعلته في أعين الرهبان الباقين أقرب إلى الملاك النازل من السماء.
تقدّم القدّيس في حياة التوحّد فعاش في خلوة خمس سنوات قضاها في الصلاة المستمرّة لا يخرج إلا السبت والأحد. ثم بعد خمس عشرة سنة اقتبل بعض التلامذة. منّ عليه الله بنعمة التأثير العجائبيّ في مجرى الأحداث لخير الإخوة في الدير. عرف بيوم وفاته سلفًا. وقد رقد في العام 794م.
الطروبارية
+ شهداؤك يا ربّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين التي لا قوّة لها. فبتوسلاتهم أيّها المسيح الإله، خلّص نفوسنا.
+ ظهرت أيّها اللاهج بالله استفانوس، مرشداً إلى الإيمان المستقيم، ومعلّماً لحُسن العبادة والنقاوة، يا كوكب المسكونة، وجمال رؤساء الكهنة الحكيم، وبتعاليمك أنرتَ الكلّ، يا مَعزفة الرّوح، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.