القدّيسين يوحنا وغريغوريوس
القدّيس يوحنا كوكوزاليس سلافي الأصل، أُتِيَ به صغيرًا إلى مدرسة الموسيقى في القسطنطينية. كان يتمتع بصوت ملائكيّ مميّز. أصبح أبرز المغنين في القصر الملكي والمفضّل عند الأمبراطور. أراد الأمبراطور تزويجه سرًّا، ففرّ إلى الجبل المقدّس حيث التحق بدير اللافرا الكبير مدّعيًا أنّه راعي غنم. اكتشفه أحد الرهبان مرّة يرنّم فأُخِذَ بصوته الملائكيّ ونقل الأمر إلى رئيس الدير، فاضطر يوحنا إلى كشف هويته، لكن الرئيس أبقى عليه في الدير رغم أن الأمبراطور كان يبحث عنه في كلّ مكان. أقام بالقرب من اللافرا في قلاية مكرّسة لرؤساء الملائكة حيث كان يبقى في خلوة ستة أيام في الأسبوع، ولا يعود إلى الدير إلا يوم الأحد، ليرتل في الكنيسة. وحدث ذات مرّة، في السبت الخامس من الصوم الكبير، أن تعب وجلس بقرب إيقونة والدة الإله وغفا، فظهرت له والدة الإله وقالت له: “إفرح يا ابني يوحنا، رتّل ولا تكف عن الترتيل ولن أتخلى عنك”. ثم أعطته قطعة ذهبيّة، فلمّا استفاق من غفوته كانت يده قابضة على القطعة الذهبيّة كما أعطته إياها. ثم إن والدة الإله شفته من الغنغرينا التي كانت قد اصابت ساقيه نتيجة اضطراره للوقوف ساعات طويلة في الكنيسة. قضى بقية حياته في الصوم والصلاة والتوبة والصلاة المستمرة. عرف مسبقًا يوم وفاته، فجمع الإخوة واستسمحهم، رقد في القرن الثاني عشر، وهناك من يقول أنّه عاش ورقد في القرن الخامس عشر.
القدّيس غريغوريوس كان مرتّلاً في اللافرا الكبير في الوقت الذي عاش فيه القدّيس يوحنا كوكوزاليس. كان البطريرك كاليستوس قد أدخل في صلب قداس القدّيس باسيليوس الكبير ترنيمة “إن البرايا بأسرها ….”، لكن خلفه البطريرك فيلوثاوس استبدلها بترنيمة “بواجب الإستيهال…” حبًّا بالإختصار. فحدث في برامون عيد الظهور الإلهيّ، مرّة، أن رتّل القدّيس غريغوريوس “إن البرايا بأسرها…” بحضور البطريرك غريغوريوس الإسكندريّ، فللحال ظهرت له والدة الإله وأعطته قطعة ذهبيّة قائلة له “أنا ممنونة لك أنك رتّلت إكرامًا لي هذه الترتيلة”، ومن ذلك الوقت، كما يُقَال، ثبتت العادة أن تٌقال هذه الترنيمة “إن البرايا بأسرها…” في قداس باسيليوس الكبير. هذا وإن الليرة الذهبيّة التي نفحته إياها والدة الإله ما تزال إلى اليوم في دير اللافرا.
القدّيس حنانيا الرسول
هو حنانيا، التلميذ المذكور في الاصحاح التاسع من سفر أعمال الرسل.
كان حنانيا في دمشق عندما جاءها شاول من أورشليم مزوّداً برسائل من رئيس الكهنة إلى الجماعات اليهوديّة في دمشق حتى إذا ما وجد أناساً تبعوا يسوع المسيح، رجالاً ونساء، ساقهم موثقين إلى أورشليم، لأن اليهود هناك كانوا يعودون في شؤونهم الناموسيّة إلى رئيس الكهنة في أورشليم.
وفي الطريق ظهر الربّ لشاول وأنّبه الربّ لاضطهاده المسيحيين ودخل مدينة دمشق لا يبصر منتظراً رسولاً من عند الله وهو يصلي. هذا الرسول الذي بعث به الربّ يسوع المسيح إلى شاول هو إيّاه حنانيا الذي نحتفل بتذكاره اليوم.
جاء في سفر أعمال الرسل أنّ الربّ قال لحنانيا في رؤيا أن يذهب إلى الزقاق المسمّى المستقيم ويسأل عن شاول لكي يشفيه، عند ذلك تهيّب حنانيا للأمر لأنّ شاول كان معروفاً كم من الشرور صنع بالقدّيسين الذين في أورشليم وهو جاء إلى دمشق ليكمل على القدّيسين هناك. لكنّ الربّ هدّأ من روع حنانيا وأخبره بأن بولس سيكون إناءً مختارًا ليحمل اسم الربّ أمام أمم وملوك بني إسرائيل. فمضى حنانيا كما أمره الربّ ودخل البيت ووضع يديه على شاول وأعاد له بصره وقام فاعتمد وتناول طعاماً فتقوّى.
كما ورد في التراث أنّه أحد الرسل السبعين وأنّه جُعل أسقفاً على دمشق وبشّر بالكلمة في بيت جبرين الفلسطينيّة وأتى بالعديد من الوثنيين إلى الإيمان، وأعطاه الله موهبة صنع العجائب، ويقال أن عمله البشاريّ في بيت جبرين كلّفه حياته وأنّه مات رجماً.
القدّيس رومانوس الحمصيّ
ولد في حمص وصار شماس كنيسة بيروت، ثم انتقل إلى مدينة القسطنطينيّة في أيام الأمبراطور أناستاسيوس الأول والبطريرك أوفيميوس (490 – 496)
كان منذ نعومة أظفاره، مشتعلاً بحب الله، سالكًا في الفضيلة، أمينًا على خدمة والدة الإله، مثابرًا على طقوس الكنيسة. رغبته في تمجيد والدة الإله كانت جامحة، لكن مواهبه ومقدرته الصوتيّة كانت دون طموحاته، حدث مرّة خلال سهرانية عيد الميلاد المجيد، في كنيسة بلاشيرن في القسطنطينيّة، أن ظهرت له والدة الإله وفي يدها درج ناولته إياه ليأكله وحالما ذاقه ملأت حلاوة فائقة فمه فصعد على المنبر وراح يرتل قنداق الميلاد ومنذ ذلك الحين تدفّقت موهبة الروح القدس فيه واستمرت إلى يوم رقاده. وقد أخرج عددًا هائلً من الأناشيد غطى معظم أعياد السنة الليتورجيّة. ورومانوس هو مبدع الأناشيد المعروفة بالقنداق، يُقال أنّه أنتج ألفًا من هذه الصلوات لم يبق منها إلا ثمانون.
يُذكر أنّه هو أول من اعتاد أن يضع حرف (T) باليونانيّة قبل اسمه والحرف يشير إلى عبارة التي تعني الحقير أو الذليل. هذه العلامة ذاتها اعتمدها الأساقفة فيما بعد فجاءت بشكا صليب صغير.
رقد القدّيس رومانوس في الربّ في مدينة القسطنطينيّة، شمّاسًا في الكنيسة العظمى، في العام 530 للميلاد.
الطروبارية
+ بنِعمةِ النُّورِ المثلَّثِ الشُّموسِ امتلأتْ، لبولسَ إناءِ المسيحِ المختار يا حنانيا الرَّسول أنرتْ. فلحسنِ العبادة، بالكلمة كرزتَ، ونعمةَ الخلاصِ بالجهادِ أدركتَ.فامنح بها العطايا للذينَ يمدحونكَ.
+ للتسابيحِ السماوية بوقَ الإلهامِ أصبحت، كنيسةَ المسيحِ بالأنغامِ والأناشيد الإلهية أبهجت. بإشراقِ العذراءِ قد ازددتَ إلهامًا، عُرفتَ في الأقطارِ للتَّسابيحِ إمامًا. فيا رومانسُ البار، بشوقٍ نكرمك.