القدّيس باسيليوس
هو أول قدّيس تمجّد على أرض سيبيريا الروسيّة. اقتبل ميتة الشهادة في العام 1602م. وهو يُكرم إكرامًا جزيلاً منذ أواسط القرن السابع عشر للعجائب الكثيرة التي جرت برفاته للمصابين بالعاهات والذين هم في الأحزان والشدائد اليائسة.
كان باسيليوس ابن عائلة متواضعة في معيشتها. اسم أبيه فيودور وهو من ياروسلافل. أخذه تاجر غني من المدينة إلى منغازيّا القطبيّة بائعًا. كان قويمًا في إيمانه. فمنذ سنيه الأولى, بدت استقامته واضحة للجميع. لمّا بلغ التاسعة عشر حدث وهو في الكنيسة يحضر صلاة السحر الفصحيّة، أن لصوصًا نهبوا سلع التاجر الذي يعمل هو عنده. اشتبه التاجر به واتّهمه بالاشتراك في الجرم. فلمّا عاد من الكنيسة عرّضه معلّمه للضرب والإهانات. استاقه معلّمه إلى القائد العسكريّ للمدينة. أخضعه هذا لتعذيب شرس، فلم يفتح فاه. اغتاظ التاجر لصمته وضربه بمفاتيح محلّه فأصابت منه مقتلاً. أُودِعَ الشهيد المدفن دون أن يُصلّى عليه. مرّت عليه سبع وأربعون سنة على هذه الحال إلى أن شاء الربّ أن يكشفه ويمجّده بعجائب جمّة.
أعان القدّيس باسيليوس المسافرين التائهين المعرّضين للأخطار مرّات. كما أبرأ العديد من المصابين بالشلل والعمى وأمراض أخرى. بصلوات الأمهات كان يشفي الأولاد ويحفظ المتضجّرين من الانتحار. في العام 1659م كُشِفَت رفاته وتمّ نقلها إلى دير بُنِيَ حديثًا هو دير توروخانسك للثالوث القدّوس.
القدّيس الرسول سمعان الغيّور، أحد الرسل الإثني عشر
هناك تقليدات شتى ارتبطت بالقدّيس سمعان الغيور. كناه لوقا في إنجيله ب”الغيور”. وهناك من يظن أن سمعان عرف بها لاحقا، بعدما عرف الربّ يسوع وغار له غيرة مباركة. فيما يحسب آخرون أن صفة “الغيور” التصقت به، قبل أن يأتي إلى المسيح، لأنه كان ينتمي إلى جماعة الغيورين, وهم المتطرفون الذين تركز سعيهم على تحرير إسرائيل من نير الرومان. القائلون بأن سمعان الغيور هو إيّاه الرسول نثنائيل يروون عنه أنه قتل إنسانا في صباه إثر مشاجرة ودفنه تحت شجرة التين ولم يعلم به أحد. فلما جاء به فيليبس إلى يسوع بدا متحفظا حياله إلى أن قال له السيّد: “قبل أن دعاك فيليبس وأنت تحت التينة رأيتك”. إذ ذاك خرج من تحفّظه وقال ليسوع: “يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل” مَن غير الله علاّم القلوب؟! قيل إنه كان من قانا وإنه هو إياه العريس الذي حضر يسوع عرسه برفقة والدته وتلاميذه. وقد ترك بيته وذويه وعروسه وتبع المعلم بعدما عرف بما جرى بشأن تحويل يسوع الماء إلى خمرا. أما صفة” القانوي” التي ذكره فيها (متى 10 :4 ،مر 3 :18 ) ثمة من يجعلها نسبة إلى قانا الجليل، وهناك من يعتبر أن اللفظة تعني “الغيور”، في اللغة المحكية، آنذاك.
أمّا عما جرى لسمعان بعد العنصرة فإن هناك من يدّعي أنه بشّر في مصر أو في موريتانيا وليبيا وأجزاء من إفريقيا. وثمّة من يجعل نطاق بشارته بلاد ما بين النهرين أو فارس أو حنى بلاد الإنكليز.
عن موته قال بعضهم إن كهنة وثنيين شقّوه شقا وآخرون أنهم صلبوه. وفيما يجعل التقليد شرقي الرها موضع استشهاده يجعلون الموضع، في الغرب، “صوفيان” أو “سياني” في فارس. هذا التقليد الأخير يعود إلى القرن السادس للميلاد. كذلك يجعلون انتقال القدّيس سمعان ، في الغرب، من مصر إلى بلاد فارس بمعيّة القدّيس الرسول يهوذا غير الإسخريوطي. وهذان الرسولان، يهوذا وسمعان، قيل إنهما استشهدا معا في صوفيان. وهناك ما يشير إلى أن معظم رفات هذين القدّيسين موجود في كنيسة القدّيس بطرس في الفاتيكان وفي كاتدرائية تولوز الفرنسية.
الطروبارية
أيها الرسول القدّيس سمعان، تشفّع إلى الإله الرّحيم، أن يُنعم بغفران الزلاّت لنفوسنا.