القدّيس كلّينيكوس
ولد القدّيس في بوخارست في العام 1745م. في كنف عائلة تقيّة. بعد دراسة حصّلها في مدرسة يونانيّة رومانيّة في بوخارست، انضمّ إلى دير تشرنيكا وهو في العشرين من العمر. اقتبل الإسكيم الرهبانيّ بعد ذلك بسنة واحدة. امتاز بغيرته النسكيّة.
في السنة 1813م إثر وباء تفشّى وأودى بحياة العديدين، من بينهم بعض الكهنة، سيم كاهنًا، وبعد ذلك سُمِّيَ أبًا معرِّفًا للدير، وصار الشعب يتوافد إلى الدير ليجدوا لدى القدّيس العزاء والمشورة الروحيّة. كان يوصي رهبانه أن يجتنبوا الأحاديث البطّالة لأنّها تجرّ إلى الاغتياب وأن يسعوا إلى تركيز قواهم على الصلاة الداخليّة المتواترة. هذا وقد امتدّت رعايته إلى كلّ مناحي الحياة، من القضايا الروحيّة السامية إلى تفاصيل توزيع المؤن على شعب الله الموكل إليه.
سيرته الإنجليّة أثارت حسد بعض الناس، وقد جعله أحد أعدائه يشرب سمًّا. في العام 1850م تمت سيامته ليصير أسقفًا، فأعاد بناء الدار الأسقفيّة وبنى كاتدرائيّة جديدة وضع تصميمها بنفسه، كذلك فتح مدرسة لاهوتيذة وجعل فيها مطبعة، كما أسّس دير فرنزيني.
بعد سبعة عشر عامًا من الأسقفية المباركة اعتزل في دير تشرنيكا حيث عاش قرابة السنة كراهب بسيط. ولمّا كان يستغرق في الصلاة كانت تحيط به، هالة من النور لا تُوصف. بعدما تنبأ برحيله قبل ذلك بثلاثة عشر يومًا، قام في ثاني الفصح على قدميه بعدما استعاد قواه فلبس ثياب الدفن واغتسل وبارك الحاضرين. ثم انحنى على صدر الراهب جرمانوس وقال له: إلى اللقاء في فرح العالم الآتي!
أُعلنت قداسة كلّينيكوس في السنة 1955، ولكن كان الشعب يكرمه قبل ذلك بكثير.
القدّيس الشهيد في الكهنة أنتيباس أسقف برغاموس
ان انتيباس هو الشهيد الأمين الذي قتل في برغاموس ، العاصمة الإدارية للمقاطعة الرومانية، حيث كان الشيطان سيدا.ولعل قول سفر الرؤيا عن هذه المدينة أنها الموضع الذي يسكن فيه الشيطان هو، الإشارة إلى عبادة الأمبراطور فيها. وكانت برغاموس مركز العبادات الوثنية لزوس وأثينا وديونيسيوس.
وفي التراث ان الشهيد أنتيباس كان معاصرا للرسل. وتلميذا للقدّيس الرسول يوحنا اللاهوتي، وأنه تسقّف علىبرغاموس.وكان مسنا حين أمسكه الوثنيون بعدما أعلنت لهم الأبالسة انها لا تستطيع بعد اليوم ان تقبل أضحيتهم لأن صلاة أنتيباس تدفعهم خارج المدينة. هذا أخافهم وأغاظهم فقبضوا على أنتيباس وسلّموه إلى الحاكم الذي سعى إلى حمله على الكفر بالمسيح والعودة إلى عبادة الأوثان. حجّة الحاكم ان المسيح قضي عليه لأنه حرج على القانون.
والقي قدّيس الله في جوف ثور برونزي محمّى كانت تلقى فيه، الذبائح للأوثان فقضى نحبه.
وكان ضريحه في برغاموس عبر العصور محجّة ومشفى للمرضى، لا سيما لمن يعانون الآم الاسنان.
الطروباريّة
صرت مشابهاً للرّسل في أحوالهم وخليفة في كراسيهم، فوجدت بالعمل المرقاة إلى الثاوريا، أيّها اللاهج بالله، لأجل ذلك تتبعت كلمة الحق باستقامة وجاهدت عن الإيمان حتى الدم أيّها الشّهيد في الكهنة أنتيباس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.