القدّيسين سلوان وبطرس
قضى القدّيس سلوان في أيام الأمبراطور ذيوكليسيانوس، كان من غزّة في فلسطين. جعلوه كاهنًا للكنيسة. حكم عليه بالأشغال الشاقة في منجم النحاس في فاينو بسبب إيمانه. جعله المنفيون المسيحيون هناك أسقفًا عليهم. قطعت هامته، هو وأربعون آخرون من مصر وفلسطين.
كان القدّيس بطرس من مدينة الحرية في مصر، وإذ كان شابًا ممتلئًا نشاطًا وحيوية لم يشأ الإنكباب على ملذات هذا الدهر بل انبرى بعزم لمعركة الإيمان بالربّ يسوع المسيح. وقد قضى حرقًا عام 300 للميلاد، في أيام الأمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس.
القدّيسين الشهداء نزاريوس وجرفاسيوس وبروطاسيوس وكلسيوس
ولد نزاريوس في مدينة روما من أب يهودي وأم مسيحية. اعتمد وانطلق يكرز بالمسيح وهو في سن العشرين. ويبدو أنّه كان مفعما بالحيوية والحماس بدليل أنّه تمكن من هداية عدد من الوثنيين.
بعد ذلك بعشر سنوات انتقل الى مدينة ميلان حيث عرف بوجود أخوين توأمين، جرفاسيوس وبروطاسيوس، في السجن، فأقبل عليهما يفتقدهما ويخدمهما. وكان قد ذاع آنئذ صيت هذين الأخوين كرسولَين مجدَّين في نشر الكلمة وكصانعَي عجائب. وما ان بلغ خبر خدمة نزاريوس لهما أذنَي والي المدينة حتى استحضره وجلده وأرسله خارج الأسوار.
بعد ذلك انتقل نزاريوس الى بلاد الغال حيث أخذ يبشر بالانجيل بهمّة لا تعرف الكلل فاستمال العديدين الى المسيح. وقد عمّد خلال جولاته التبشيرية ولداً لا يزيد سنّه عن تسع سنوات. هذا أعطته أمه لنزاريوس تلميذاً ورفيق درب قائلةً له خذ الصبي معك، وليتبعك حيثما ذهبت علّني أحسب أهلة للجلوس عن يمين عرش السيّد، وكان اسم الولد كلسيوس.
ويشاء التدبير الالهي أن يعود نزاريوس من جديد الى مدينة ميلان، ولكن برفقة كلسيوس هذه المرّة. وكان جرفاسيوس وبروطاسيوس ما يزالا بعد في السجن. فقبض الوالي عليهما وألقاهما أيضاً في السجن.وهكذا التقى الأصدقاء من جديد وتعزّوا بعضهم ببعض وأخذوا يستعدّون للموت من لأجل اسم الرب يسوع.
ثم أن الأوامر صدرت بتنفيذ حكم الاعدام بحق الأربعة فقطعت هاماتهم جميعا. وقد كان ذلك في أيام الامبراطور نيرون حوالي العام 68 للميلاد. يذكر أن كلسيوس يومها كان قد بلغ من العمر تسع سنوات وسبعة أشهر.
ويبدو أن ذكر هؤلاء القديسين كان منسيا الى ان جاء يوم أمر فيه القدّيس أمبروسيوس، أسقف ميلان، باستخراج رفاتهم على أثر حلم.
أمّا جرفاسيوس وبروطاسيوس فأكتشفا في العام 386 للميلاد وكانا في تابوت من رخام عليه كتابة باسميهما وتاريخ استشهادهما وقد مسّ التابوت رجل أعمى فاسترد البصر، وآخرون شفيوا من أمراضهم. وبعض المجانين أيضاً استعادوا السلامة.
اما نزاريوس وكلسيوس فكانا مدفونين في بستان خارج ميلان. وقد تمّ كشف ذخائرهما في العام 395م .
القدّيس قوزما الأورشليمي المنشىء أسقف مايومة
ولد القدّيس في أورشليم لكنّه تيتّم باكرًا فأخذه وابد القدّيس يوحنا الدمشقي إليه لصلة قرابة كانت تربطه بذوي قوزما.
عاش مع يوحنا في بين واحد في مدينة دمشق، وقد وفّر لهما سرجيوس، والد يوحنا، كلّ أسباب التعليم العالي حيث كان من أعيان البلد ورجلاً مقتدرًا غنيًّا فأتاهما براهب اسمه قوزما من أصل صقلي كان قد جمع من المعارف وعلوم عصره القدر الوفير. وقد أبدى التلميذان تجاوبًا ممتازًا مع ما لقّنهما إياه معلمهما حتّى إنّهما تمكّنا في فترة وجيزة من الإحاطة باللغة والفلفسة والموسيقى وعلم الفلك والرياضيات إلى حد أذهل الجميع.
وكما أخذ قوزما ويوحنا عن استاذهما العلوم الدنيويّة، أخذًا أيضًا علم العلوم وفن الفنون: محبّة النسك والصلاة، الحياة الرهبانيّة. فانتقلا إلى دير القدّيس سابا وانخرطا في الحياة الرهبانيّة.
هناك في الدير اشتغل الأثنان في جمع الألحان الثمانية. وإلى قوزما يعود عدد من القوانين الليتورجية الخاصة بأعياد القدّيسين، وإليه ينسب قوانين سبت لعازر وأحد الشعانين وأحد الدينونة.
الطروبارية
+ شهداؤك يا ربّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنّهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين التي لا قوّة لها، فبتوسلاتهم أيّها المسيح الإله، خلّص نفوسنا.
+ ظهرتَ أيّها اللاهج بالله قزما، مرشداً إلى الإيمان المستقيم، ومعلّماً لحسن العبادة والنقاوة، يا كوكب المسكونة، وجمال رؤساء الكهنة الحكيم، وبتعاليمك أنرتَ الكلّ، يا معزفة الروح، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.