القدّيس أثناسيوس
وُلد القدّيس أثناسيوس في كورفو في العام 1665، ونشأ في كاريتينا في البلوبونيز اليونانيّة. هناك شغل أبوه منصبًا مهمًّا في الإدارة المدنيّة التي كانت تابعة لسلطة البنادقة. مال منذ الصغر إلى الدرس وأبدى اهتمامًا خاصًا بالتعليم الدينيّ والحياة الروحيّة، رفض محاولات أهله لتزويجه وانتقل إلى القسطنطينة حيث قابل البطريرك غفرائيل الثالث ليطلب منه الإذن والبركة في اقتبال الحياة الرهبانيّة. وإذ لفتت البطريرك صفات الشاب المميّزة، أبقاه لديه وسامه شمّاسًا ثم كاهنًا. وفي العام 1711م، صار أسقفًا على خريستيانوبوليس، غير البعيدة عن موطنه، في البلوبونيز.
منذ وطئت قدماه المكان فرض على نفسه حياة ملئها الجهادات الروحيّة ليكون مبشّرًا أهلاً للثقة. وإذ لاحظ أن المحتلّين البنادقة يحاولون اجتذاب المسيحيّين الأرثوذكسيّين إلى معتقدهم معوّلين على النقص في التعليم الأرثوذكسيّ، عمد إلى تأسيس عدد من المدارس على نفقته الخاصة. كما شيّد الكنائس واهتمّ بتوزيع الحسنات على المحتاجين وتزويد الفتيات الفقيرات بالمهر اللازم وأصلح الضالين بحزم أبويّ وهدى الشاردين واجتذب القلوب القاسية إلى الندامة. كان مبشّرًا حارًا بكلمة الله ونموذجًا للفضلية والقناعة. كان للكل كلّ شيء وأضحى مدبّر النعمة الإلهيّة لبناء كنيسة المسيح وسندها. حين كان القدّيس أثناسيوس يقيم القدّاس الإلهيّ كان الأنقياء يعاينون نورًا متلألئًا يخرج من فمه. من أخباره أنّه فيما كان يُنقل ليوارى الثرى دنت من الموكب إمراة وهي تبكي وألقت بنفسها أمام جسده. كانت تشكو أنّه لم تتل صلاة الحلّ من خطاياها بعدما استكملت فترة تكفيرها كما فرضها عليها الأسقف القدّيس، فإذ بيد الراقد ترتفع وتبارك التائبة، فهتف الجمع “يا ربّ ارحم!”. بعد ذلك نُقلت رفات قدّيس الله إلى دير السابق المجيد في غورتيس في أركاديا. هناك كلّما تهدّدت الأمة كارثة كان يُسمع من صندوق الرفات صوت قرقعة.
القدّيسان الرسولان أندرونيكوس ويونيا
ورد ذكر القدّيسين الرسولين أندرونيكوس ويونيا في رسالة الرسول بولس إلى أهل رومية. ففي 16 :7 قال لأهل رومية: ” سلّموا على أندرونيكوس ويونيا نسيبيّ المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا قبلي في المسيح”.هل يونيا رجل أم امرأة؟ كلا الأمرين مقبول لغويا. البعض يورده باعتباره امرأة ويسمّيها يونيا والبعض يورده ذكرا ويسمّيه يونياس. في التراث أنها زوجة أندرونيكوس.
القدّيس يوحنا الذهبي الفم، في تفسيره للرسالة إلى أهل رومية، يكبر بها امرأة ويتساءل متعجبا: “ما أعظم تفاني هذه المرأة، يونيا، حتى إنها اعتبرت مستأهلة أن تكون رسولة!” كذلك ورد في التراث أن أندرونيكوس ويونيا كانا من أصل يهودي واهتديا إلى المسيح في أورشليم.
وقد هديا العديد من الوثنيّين إلى المسيح وعملا على دكّ العديد من الهياكل الوثنية وأبرأ المرضى بقوّة الروح القدس. ويبدو أنهما أوقفا حوالي العام 58 م واستيقا إلى رومية حيث تكمّلا بالشهادة.
يشار إلى أن رفاتهما وجدت في مطلع القرن السابع الميلادي في حيّ أفجانيوس في القسطنطينية.
الطروبارية
+ أيّها الرسل القدّيسون تشفعوا إلى الإله الرحيم، أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا.