القدّيس البار إينوكنديوس الكوملي الروسيّ
أصل القدّيس من إحدى عائلات الأمراء في موسكو. ترهّب وصار أول تلميذ للقدّيس نيلوس سورسكيّ. ساعد معلمه في تأسيس إسقيط سورا وساهم في رعاية الإخوة. كان متواضعًا وديعًا. اعتاد أن يوّزع وقته بين الصلاة والتبحّر في الكتاب المقدّس. لمّا شعر القدّيس نيلوس بدنو أجله أرسل إينوكنديوس إلى كومل في مقاطعة فولودغا ليؤسس ديرًا شركويًّا هناك. أنشأ إينوكنديوس إسقيطًا على مثال إسقيط القدّيس نيلوس، الذي تحوّل إلى دير للشركة.
كان موضع الدير وسط الغابات الكثيفة بالكاد يصل إليه أحد، لكن ذلك لم يمنع الشباب من ارتياد المكان. وترك لتلاميذه قبل رقاده عهدًا أوصاهم فيه باجتناب الخلاف والتصادم وأن يسود بينهم حبّ المسيح والسلام الروحيّ وأن يسلكوا في أحكام القدّيس نيلوس الشيخ وأن يبنوا كنيسة على اسم القدّيس يوحنا المعمدان. رقد بسلام في العام 1419م وقد تحوّل الإسقيط الذي أنشأه ديرًا للشركة.
القدّيسين الشهداء خريسنثوس وداريا ومن معهما
كان خريسنثوس الابن الوحيد لأحد شيوخ الأسكندرية المعروفين، بوليمبوس, هناك تسنى لخريسنثوس أن يتلقى قسطا وافرا من الفلسفة، التي ظنّ أنها تروي عطشه لمعرفة الحقّ، خاب أمله فبات حزيناً إلى أن شاء التدبير الإلهي أن يقع على نسخة من الإنجيل قرأه بنهم فوجد فيه ضالته. ولقّنه الكاهن كاربوفوروس الإيمان القويم وعمّده.
وحاول والده ردّه عمّا حسبه ضلالاً بالحسنى ، ولما لم يذعن قفل عليه في مكان مظلم وعرّضه للجوع. وخاب ظنّ الوالد واستبانت نفس خريسنثوس أقوى من ذي قبل واشتدّ عزمه بدل ان يهن. ولم يشأ الوالد أن يستسلم فاستقدم من أثينا فتاة بارعة الجمال وأراد دفعها لابنه زوجة. وبدل ان تسلب الفتاة الشاب إيمانه بالمسيح سلبها تعلّقها بالوثنيّة فقرّرا، أن يحافظا على عفتّهما تحت جنح الزواج.
وما أن توفي بوليمبوس حتى خرج العروسان الإلهيان إلى العلن فشرعا يذيعان بالمسيح, فأمر الوالي ,بدسّ من الوثنيين, بإلقاء القبض عليهما وسُلِّم خريسنثوس إلى كلوديوس القاضي. تعرض الشاب الإلهي للتعذيب فأبدى من القوة والسلام الداخليّين ما جعل القاضي يعجب. وإذ مسّته نعمة الله مال إلى الإله الذي من أجله ارتضى هذا الشاب ان يكابد العذاب. وكان أن اقتبل كلوديوس وأهل بيته الإيمان بيسوع. زوجته كانت هيلاريا. وكان له ولدان: ياسون ومور. كلّهم قضوا للمسيح, كلوديوس وولداه. لما سمع نوميريانوس بخبرهم فتك بهم. القى بكلوديوس إلى البحر بعدما شد عنقه بحجر، وقطع هامتي ولديه. بعض الجنود أيضاً من حاشية كلوديوس قيل أنهم قضوا للسبب عينه. أمّا هيلاريا فمكثت تصلي عند أضرحة زوجها وولديها إلى ان ضمّها الرب الإله إليهم.
بالنسبة لخريسنثوس وداريا قيل إنهما عذِّبا. وفيما ألقي خريسنثوس في سجن موبوء ألقيت داريا في بيت للدعارة، لكن حفظتهما نعمة الله غير منثلمَيْن. كذلك ورد أن رجالاً عديدين اهتدوا بتأثيرهما. وأخيراً ألقيا في حفرة عميقة طمرت بالحجارة. وهكذا أكملا شهادتهما للمسيح.
يذكر أنه كانت بقرب تلك الحفرة مغارة اجتمع فيها المؤمنون، بعد حين، ليحيوا ذكرى القدّيسين الشهيدين فدرى الوثنيون بأمرهم وجاؤوا ودحرجوا حجرا سدّ مدخل المغارة فانضم من في الداخل شهداء لمن سبقوهم. من بين هؤلاء كاهن اسمه ديودوروس وشمّاس اسمه مريانوس
الطروباريّة
+ شهيداك يا رب بجهادهما، نالا منك الاكليل غير البالي يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوّتك فحطما المغتصبين، وسحقا بأس الشياطين التي لا قوّة لها، فبتوسلاتهما أيّها المسيح الإله خلص نفوسنا.