القدّيسين تيموثاوس وأغابيوس وتقلا
في السنة الثانية من الاضطهاد الكبير الذي أوقعه ذيوكليسيانوس قيصر بالمسيحيّين، في حدود العام 305م، أصدر مرسومًا أمر فيه جميع مواطنيه أن يُضحّوا ويقدّموا السكائب للأصنام. لما بلغ خبر ذلك غزّة، في فلسطين، عمد أوربانوس الحاكم إلى إيقاف تيموثاوس المغبوط المعروف بفصاحته وكمال سيرته. على أسئلة الحاكم أجاب باعتراف واضح صريح بإيمانه المسيحيّ وبالتبسّط في سرّ خلاص المؤمنين. جُلِدَ بعنف وعذّب وإذ لم يزعزعه شيء عن إيمانه عرّضوه لنار بطيئة وهكذا حظي بإكليل الشهادة ثابتًا صابرًا على العذابات وواروه الثرى غربيّ المدينة وكُرِّم شفيعًا لغزّة. وإلى القدّيس تيموثاوس جرى توقيف أغابيوس الصنديد وتقلا العذراء، هذان أبديا مقاومة حسنة لضغوط الطاغية فحُكِم عليهما بالإلقاء للوحوش. استمرّ حجزهما بعض الوقت، أخيرًا أنجزا شهادتهما بحضور الأمبراطور مكسيمينوس.
العظيم في الشهداء أندراوس قائد الجيش ورفاقه الـ 2593
كان القدّيس اندراوس محاميّاً في الجيش الأمبراطوريّ على الحدود الشرقيّة للأمبراطوريّة زمن مكسيميانوس غاليريوس (حوالي العام305م). ومع أنّه لم يكن قد اعتمد فإنّه لمع كوردة وسط الأشواك، سواء بتقواه أو بشجاعته.
أراد القائد الأعلى للجيش، المدعو أنطيوخيوس، الذي اشتهر بعنفه ضدّ المسيحيّين، مواجهة تسلّلٍ مفاجىء للفرس، فأرسل أندراوس على رأس فرقة خيّالة لصدّهم.
قبل أن تلتحم القوّتان حثّ أندراوس جنوده على الثقة بالمسيح الذي خلق السماء والأرض وأبطل الآلهة الكاذبة. على كلمته تضرّع الجميع إلى المسيح الربّ فتمكّنوا من دحر كتائب الأعداء وردّهم على أعقابهم.
إثر ذلك قرّر جنود الفرقة أن يقبلوا الإيمان بالمسيح. إلاّ أنّ خبرهم بلغ مسمع أنطوخيوس، فبدل أن يكافئهم أحالهم إلى المحاكمة.
فقرأ عليهم المراسم الملكيّة وذكّرهم بأعيان المسيحيّين وكيف فتك هو بهم. فأجابه أندراوس أنّ هؤلاء الشهداء قد حقّقوا الظفر عليه وإن العذابات الّتي أنزلها بهم صارت لهم ميداليات في ملكوت المسيح، فسخر أنطوخيوس منه وأمره بتمديده على سرير من البرونز المحمّى. حدّة الإيمان والمحبّة، اللذين تلظّيا في قلب أندرواس، جعلته أقوى من الحروق فلم يجسّ بها.
صمدت المجموعة بالرغم من كلّ أنواع التعذيب الذي تعرّضت له. وصدر أمر من الأمبراطور بأخذ كافة التدابير حتّى لا ينتشر هذا الإيمان الجديد بين أعضاء الجيش. فأطلق أنطوخيوس سراح أندرواس ورفاقه وتظاهر بأنّه يتركهم يذهبون حيث يشاؤون. لكن أندرواس علم بحيلة أنطوخيوس فانتقل إلى طرسوس مع رجاله وطلب من أسقف المدينة أن يعمّدهم. فلمّا علم أنطوخيوس برحيلهم كتب إلى حاكم كيليكيا يأمره بإيقافهم وإبادتهم.
تمّكن الحاكم من القبض عليهم وكانوا بحالة صلاة عندما هجم الجنود، وأعملوا السيف برقاب المجموعة الواحد بعد الآخر حتى قضت كل المجموعة مكلّلة بإكليل الشهادة.
القدّيس البار ثيوفانيس العجائبي الصغير
ولد في مطلع القرن السادس عشر في يوانينا في الأبيروس لعائلة تقية. انضمّ إلى دير دوخياريو، في الجبل المقدّس اثوس،وهوبعد شاب صغير، وكان مثالا يحتذى في سلوكه في الفضائل المقدّسة، لا سيما في محبّته لإخوته في المسيح. اختير رئيسا للدير.ساس قطيعه الروحي بكل حكمة مقدّما نفسه قدوة حسنة دون أن يلجأ إلى توبيخ أحد. علم، بعد حين، أن أبن أخيه وقع في أيدي الأتراك واستاقوه إلى القسطنطينية، خشي عليه أن يخور وينكر الإيمان بالمسيح فتوجّه إلى العاصمة. تمكّن، بنعمة الله، من إطلاق سراحه بعد لأي وأخذه معه إلى الجبل المقدّس حيث جعله راهبا رغم صغر سنه.ضغطه الرهبان خشية انتقام الأتراك فترك وابن أخيه جبل آثوس.لجأ إلى إسقيط للسابق المجيد القريب من بيريا حيث ذاع صيت تقواه. وطلب العديدون أن ينضمّوا إليه. نظم ثيوفانيس الشركة على التراث الآثوسي وبنى كنيسة لوالدة الإله. لما بلغ ابن أخيه النضج الروحي جعله سائسا للشركة وتحوّل هو إلى ضواحي مدينة ناووسا حيث أسس ديرا جديدا مع كنيسة للقدّيسين رؤساء الملائكة. المؤمنون، في تلك الناحية من مقدونيا، نفعهم نفعا جزيلا أن يكون لديهم ملجأ قداسة يجدون فيه العزاء والعون في تجارب أوقات العبودية تلك. وقد اقتبل العديد منهم السيرة الملائكية اقتداء برجل الله. عاد، بعد حين، إلى بيريا لتفقّد الدير وبلغ شيخوخة متقدّمة. عرف ساعة موته سلفا. جمع الإخوة وزوّدهم بتوجيهاته وحضهّم على الثبات في الخيراات الموعود بها، في الحياة الأبدية، للمختارين. ثمّ أسلم الروح شاكرا على كل شيء. أودعت رفاته دير بيريا إلا جمجمته التي نقلت إلى دير ناووسّا. بعد خراب هذا الدير، سنة 1822 م، نقلت رفاته إلى مدينة ناووسا حيث لا زالت، إلى اليوم، نبعا فياضا للنعمة الإلهية والأشفية.
الطروبارية
+ في ميلادك حفظت البتوليّة وصنتها، وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الإله، لأنّك انتقلت إلى الحياة، بما أنك أم الحياة، فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا.