تذكار القدّيس الشهيد تريفون
ورد أنّه من إحدى القرى القريبة من أفامية السوريّة وقيل لا بل من بيثينية أو فيرجية، وبالتحديد من قرية تدعى لمبساكة. امتهن رعاية الوز منذ حداثته وكان محبّاً لله. منّ عليه الربّ الإله بموهبة طرد الأرواح الخبيثة. القدّيس سمعان المترجم أورد أنّه أخرج روحاً شريراً من ابنة غوردياس قيصر. قُبض عليه في زمن داكيوس قيصر لمسيحيّته، فاستجوبه حاكم يدعى أكويلينوس أسلمه للتعذيب لاعترافه وتمسّكه بالايمان بيسوع إلى أن جرى قطع رأسه. كان ذلك في حدود العام 250 للميلاد. وقد درج الاستشفاع به في الكنيسة لردّ أضرار الجراد والزحّافات وسائر الوحوش عن المزروعات. اسمه “تريفون” ذو علاقة باللفظة اليونانيّة “تريفي” التي تعني “الطيبات”. فإنّه لمحبّته للربّ يسوع، على ما ذكر، استحالت الآم الشهادة التي تكبّدها طيّبات إلهيّة.
في سيرته أنّ أكويلينوس أحاطه علماً بأنّ عليه أن يقدّم الذبيحة للوثن وإلا فالقانون يجيز بمعاقبته الموت حرقاً. ثم نصحه بالرأفة بنفسه وفتوّته، فلم يأبه له فأجابه الحاكم: انت كامل السن، قادر أن تعرف ما ينبغي عليك عمله! فردّ عليه تريفون قائلاً: “أجل، ولذا أشتهي بلوغ كمال الحكمة الحق باتّباع يسوع المسيح”. ولمّا لاحظ الحاكم أن على تريفون أن يعمل ما فيه مصلحته قبل فوات الأوان، أجابه القدّيس: “لا يسعني، اتّباعاً لنصيحتك والتماساً لما فيه خير نفسي، سوى الثبات في الاعتراف باسم يسوع المسيح”.
شُيّدت للقدّيس كنيسة بقرب الكنيسة العظمى في القسطنطنيّة، وأقيمت له أخرى في رومية استمرت في الاستعمال إلى القرن السابع عشر. إرتبطت ذكراه في الغرب بذكرى شهيد يدعى رسبيكيوس. أجزاء من رفاته موفورة في كنيسة الروح القدس في ساكسيا، بين كنيسة القدّيس بطرس والتبير. أمّا في الشرق، وفق بعض الدراسات، فأجزاء من رفاته موجودة في عدد من كبير من الأديرة والكنائس في اليونان وفلسطين وقبرص وتركيا. جمجمته، على ما قيل، هي في حوزة دير كسينوفنتوس وذراعه اليمنى في دير فاتوبيذي، وكلاهما في جبل آثوس.
القدّيس الشهيد رزق الله بن نبع
أصل القدّيس رزق الله من دمشق، كان كاتبًا لدى نائب طرابلس كان مقدّمًا عنده وصاحب سرّه، مكرّمًا عند الخاصة والعامة من أهل المدينة، وكان القاضي يعتمد عليه ويحبّه، حرص على أن يحوّله عن إيمانه بالمسيح إلى الإسلام، وقد لنتهج أسلوب الرفق والملاطفة، لكن محاولته باءت بالفشل فشعر النائب بالمهانة واغتاظ وأمر بطرحه في السجن آملاً أن ينال منه مبتغاه بالشدة بعدما فشل باللين.
انتظر الوالي أيامًا أوفد بعدها بعضًا من حاشيته وعرضوا عليه عطايا جزيلة القيمة، فلم يصغ إليهم ولا أغرته عطاياهم، بل جاهر باسم يسوع غير مبال بوجودهم مؤكّدًا أن إيمانه ليس برسم البيع. وزاد امتناعه الوالي إصرارًا على نيل مبتغاه غير أنّه لم ينل شيئًا بسبب إصرار القدّيس، وبعدما فقد النائب الأمل في تغيير رأيه أمر بقطع رأسه، فصلّى إلى الربّ لكي يتقبله بين يديه كشهيد له وهكذا مدّ رأسه للسياف الذي قام بقطع رأسه. وجاء المؤمنون ليلاً وأخذوا جسده ودخلوا به إلى جزيرة قبرص حيث أقاموا عليه الصلوات بكلّ إكرام ووقار ودفنوه في أحد الهياكل المقدّسة.
الطروبارية
+ ألمصفُّ السماوي من القناطر السماوية، قد انحنى مُشرفاً على الأرض، فنظر بكرَ كلِّ الخليقة محمولاً إلى الهيكل كطفلٍ مُرضَع، من أمٍّ لم تعرف رجلاً، فدهشوا مرتلين معنا الآن لتقدمة العيد ترتيلاً رهيباً.
+ شهيدك يا ربُّ بجهاده، نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين، وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلات شهيدك تريفن أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.