القدّيس ماليتون
خلف القدّيس ماليتون القديس سابا المتقدّس في الدير الكبير المعروف باسمه في فلسطين. أتى على ذكره الراهب كيرللس البيساني في حديثه عن القدّيس سابا، يقول فيما كان القدّيس سابا يستعدّ للموت في أوائل شهر كانون الأول من سنة 532م، دعا شيوخ اللافرا وأقام عليهم رئيسًا راهبًا من مواليد بيروت اسمه ماليتاس، وقد أوصاه أن يحفظ التقاليد المسلّمة إليه غير منثلمة في كلّ أديرته. كما جعل تعيينه له كتابة. ساس ماليتون قطيع الأنبا سابا مدّة خمس سنوات ثم انصرف إلى ربّه.
تذكار النبي ملاخي
هو صاحب السفر الأخير من أسفار الأنبياء الإثني عشر الصغار. اسمه معناه” ملاكي” أو “رسولي”. لا نعرف ما إذا كان “ملاخي” اسما أم صفة. بعض الدارسين ظنّ ان عزرا الكاتب هو صاحب السفر، لكن أكثرهم يميل إلى اعتباره اسم علم لشخص حقيقي. ومن اللافت أن أوريجنس المعلم اعتبر الكاتب ملاكاً من السماء. وثمة تقليد يقول بولادته في بلدة تدعى صوفا في زبولون وإنه مات ولما يزل في عنفوان شبابه. لكن غيرهم يقول به من سبط لاوي.
تاريخ النبوءة غير محدّد بدقة. وأنى يكن الأمر فقد تنبأ ملاخي بعد الرجوع من السبي وبناء الهيكل. وكان الوضع مضطرباً على المستويين السياسي والعسكري، بين الفرس من ناحية والهلينيين من ناحية أخرى. وسرت في العالم موجة من القلق والفوضى.
لقد فترت الهمم عند الشعب الإسرائيلي العائد من السبي، أمام الواقع الذي لم يحمل للوطن المستعاد تغييرات على مستوى الطموحات. واستبان القيح في النفوس من جديد وكأن الفساد بلغ حدا لم يعد الرجوع عنه في طاقة الناس ولو سترته آمال العودة لبعض الوقت.
و ثمة حقيقة ثابتة ينطلق منها ملاخي وهي محبة الله لشعبه. “إني أحببتكم. قال الرب” (1 :2). هذه الحقيقة المفترض ان تكون بديهية في أذهان الشعب أضحت لديه موضع شك. لسان حال الناس باتت هكذا: “بمّ أحببتنا؟”. جعلوا الله في قفص الإتهام. ألزموه بالدفاع عن نفسه. إنها وقاحة الخطيئة. يخطئون ثم يتهمون الله ليبرّروا أنفسهم.
لم يعد الله يكرم كأب ولا يهاب كسيد. أزدرى الكهنة به. احتقروا مائدة الرب وقرّبوا على مذبحه طعاما نجسا.حادوا عن الطريق وأعثروا كثيرين بالتعليم ونقضوا عهد لاوي(2 :8) وحابوا الوجوه. فجعلهم رب القوّات حقيرين أدنياء عند الشعب(2 :9)، وأنذرهم بأن يسمعوا ويصلحوا أحوالهم أو يلعنهم ويقطع أذرعهم ويذهب بهم.
قال لهم رب القوات: “أنا الرب لا أتغيّر وأنتم لا تزالون بني يعقوب ..ارجعوا إليّ أرجع إليكم”(3 :7). على إنه ولو ثبتت الدعوة إلى التوبة فإن عين النبي كانت على كشف جديد مقبل. الله آت بنفسه. “ها آنذا مرسل ملاكي فيعدّ الطريق أمامي ويأتي فجأة إلى هيكله السيد الذي تلتمسونه وملاك العهد الذي ترتضون به. ها إنه آت. قال ربّ القوات. فمن الذي يحتمل يوم مجيئه ومن الذي يقف عند ظهوره”( 3 :1-2). وأيضا: “تشرق لكم أيها المتّقون لاسمي، شمس البرّ، والشفاء في أشعتها فتسرحون وتثبون كعجول المعلف… في اليوم الذي أصنعه، قال ربّ القوات “(4 :2-3). هنا الإنباء عن مجيء المسيح المخلصّ، نور العالم، الذي في إشعاعه الشفاء. كلام ملاخي النبي إطلالة على الملكوت الآتي.
أما الملاك المرسل ليعدّ الطريق أمام الرب فيوحنا السابق الذي شهد له الرب يسوع . غير ان يوحنا صورة عن إيليا النبي. جاء بروحه وغيرته. ملاخي النبي ختم سفره بالقول :” هاءنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل أن يأتي يوم الرب العظيم الرهيب فيرد قلوب الآباء إلى البنين وقلوب البنين إلى آبائهم، لئلا آتي وأضرب الأرض بالتحريم”(4 :5-6).
القدّيس البار بطرس الذي في أتروا الصانع العجائب
ولد القدّيس بطرس، بعد عقم، مارس النسك والصلاة الدائمة منذ الشباب. أقفل قندلفت حسود باب الكنيسة في وجهه، مرّة، فصلّى فانفتح له من ذاته. في سن الثامنة عشرة ظهرت له والدة الإله واقتادته إلى الحدود ما بين فيرجيا وبيثينيا حيث ضمّته إلى ناسك اسمه بولس ألبسه الثوب الرهباني وجعله، بعد الامتحان، كاهنًا. مشى ومعلمه على صفحة المياه في حجّهما إلى الأرض المقدّسة. أخرج روح الربّ بولس من مسكنه ودفعه إلى تأسيس دير للشركة في سهل أتروا. أظهر طاعة كاملة، وأختير بعد موت معلّمه رئيسًا للدير. تعرّض في عهد لاون الأرمني إلى اضطهاد فوّزع بطرس رهبانه على الأمكنة الأخرى وعاد إلى مسقط رأسه. جرت على يديه عجائب جمّة. أسس ديرًا للنساء في ليديا ونظم الرهبان في أكثر من دير. وتعرّض لعدّ اضطهادات من الأباطرة بدفع من الحسّاد، رقد في الربّ في العام 738م.
الطروبارية
+ إستعدِّي يا زبولون وتهيَّإي يا نفتاليم، وأنت يا نهر الأردن قف عن جريك، وتقبَّل السَّيد بفرحٍ آتياً ليعتمد، ويا آدم إبتهج مع الأمِّ الأولى، ولا تُخفيا ذاتكما في الفردوس قديماً لأنَّه لمّا نظركما عريانَينْ، ظَهرَ لكي يُلبسكما الحلَّة الأولى، المسيح ظهر مريداً أن يجدِّدَ الخليقة كلَّها.
+ إننا معيّدون لتذكار نبيّك ملاخيا، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلّص نفوسنا.