القدّيسة أغنيس
أغنيس، الإسم، معناه عفيفة. هذه كانت الصفة الأبرز في سيرة القدّيسة، أنّها كانت عفيفة. عاشت في زمن الأمبراطور الرومانيّ ذيوكليسيانوس. كانت ترشد النساء إلى المسيح وهي بعد في سن الثانية عشرة. وصل صيتها إلى حاكم رومية فأرسل جنده وقبض عليها. أبت أن تتنكّر المسيح فألقيت في بيت من بيوت الدعارة. كلّ الذين حاولوا الإقتراب منها أبعدتهم قوّة غير منظورة وتركتهم في دهش. لمّا حاول أحد العنفاء أخذها بالقوّة ضربته قوّة فسقط على الأرض ميتًا. لمّا نُقِلَ الخبر إلى الوالي استقدم القدّيسة وسألها كيف قتلت الرجل، فأجابت: رأيت ملاك الربّ في هيئة شاب مجلّل بالبياض ينزل ويردّ الوقحينعنّي ويضرب بالموت من كان اشدّهم عنفًا. لم يصدّق الوالي مقالة القدّيسة، رفعت أغنيس عينيها إلى السماء وصلّت فعاد الميت إلى الحياة. كلّ ذلك على مرأى جمع من الوثنيّين فهتفوا: “عظيمة قوّة المسيحيّين!”. غير أن بعض الأشرار قالوا: “إنّما حدث هذا سحرًا! فأخذ الوالي بقولهم. ألأقيتفي النار فأكملت شهادتها وماتت. حظي المؤمنون برفاتها وبنوا فوقها كنيسة على اسمها.
القدّيس البار مكسيموس اليوناني
القدّيس مكسيموس من عائلة عريقة في البليوبونيز. ولد قرابة العام 1470م. ذهب حدثًا إلى أيطاليا ودرس على معلّمين مشهورين بثقافتهم الهيلينيّة. ترهّب في دير فاتوبيذي في الجبل المقدّس (آثوس). امتاز بتواضعه وخفره. كرّس معظم وقته للدرس والتأمل. بعد عشر سنوات أوفد إلى روسيا بدعوة من الأمير الكبير باسيليوس إيفانوفيتش. مهّمته كانت أن ينقل إلى السلافيّة كتاب المزامير وسائر الكتب الليتورجيّة الأخرى. الترجمة الموفورة عن اليونانيذة كانت معيوبة. الشعب الروسيّ آنذاك كان في جهل، لا سيما بعد غزوات التتار. الجوع الروحيذ كان شديدًا، رغم مقاومة البعض، حقّق مكسيموس إنجازًا طيّبًا. أُلزم البقاء في روسيا لمزيد من الترجمة وتنقيح الكتب الليتورجيّة وتوعية الناس. ذاع صيته فحسده بعض الرهبان الروس. وجد نفسه من حيث لا يدري وسط صراع حول الأوقاف الديرية. اتهّم فيما بعد، بالتآمر على الأمير وحكمت عليه محكمة نسيّة، سنة 1525م، بالهرطقة. نفي إلى أحد الأديرة. عانى من البرد والجوع. عامله أعداؤه بقسوة. بات محرومًا من كلّ شيء. مع ذلك كتب مقالات لاهوتيّة بالفحم على جدران قلاّيته. نُقَل إلى دير في “تفير”، ورغم كلّ الصعوبات التي الصعوبات التي وجد نفسه فيها تابع عمله اللاهوتي وكتب العديد من الرسائل. نُقَل في أواخر أيامه إلى لافرا الثالوث القدّوس، القديس سرجيوس حيث نَعِم بحرّية الحركة. استمرّ في إنتاجه الأدبي إلى أن رقد في الربّ عن عمر ناهز السادسة والثمانين. القدذيس مكسيموس هو أكثر الكتبة خصبًا في روسيا القدذيمة. عمل على صدّ التيارات الفكريّة الغربيّة ونقل للشعب الروسيّ كنوز الروح والأدب البيزنطيّ. بعد موته بفترة قصيرة أُكرم كشهيد واعتُبر بمثابة منير لروسيا.
القدّيس البار مكسيموس المعترف
ولد القديس مكسيكوس المعترف في القسطنطنية لعائلة مرموقة سنة 850م. كان على ذكاء خارق وتمتّع بقدرة خارقة على التأملات الفلسفيّة السامية. درس ولمع وانخرط في السلك السياسيّ، اختاره الأمبراطور هيراكليوس، سنة 610م، أمين سرّه الأول، لكنّه تخلّى عن مهمته بعد ثلاث سنوات، وترهّب في دير والدة في مدينة بالقرب من القسطنطنيّة، حيث غذّى نفسه بالصلاة وبالنسك، وارتقى في التأملات الإلهيّة.
أمضى القدّيس في الهدوئيّة ما يقرب من العشر سنوات، تحوّل بعدها برفقة تلميذ له يدعى أنستاسيوس إلى دير صغير للقدّيس جاورجيوس في كيزيكيوس، هناك باشر بكتابة أولى مؤلفاته وكانت عبارة عن مقالات نسكيّة تناولت الصراع ضد الأهواء، والصلاة، واللاهوى والمحبّة المقدسة. لكن أحداثاً عسكريّة أجبرت الرهبان على مغادرة أديرتهم في القسطنطنيّة. مذ ذاك سلك القدّيس في التشرّد، فأقام في جزيرة كريت لبعض الوقت، حيث شرع يقاوم لاهوتين، من أصحاب الطبيعة الواحدة، وبعد ذلك انتقل إلى قبرص ومنها إلى قرطاجة.
بين السنة 626م و634م تسنّى للقدّيس أن يعرض بعمق لعقيدة التأله مقدّماً الأسس الفلسفيّة واللاهوتيّة للروحانيّة الأرثوذكسيّة. ففي المقالات التي كتبها نجد حصيلة (synthese) لاهوتيّة بشان تأله الخليقة. فالانسان جعله الله في العالم كاهناً يقيم سرّ الشكر الكونيّ، وهو مدعو إلى جمع الكائنات المخلوقة كلّها لتقريبها إلى الكلمة الإلهيّ.
خلال حكم الأمبراطور هيراكليوس حاول هذا الأمبراطور أيجاد صيغة لاهوتيّة واحدة تجمع المسيحيين في أمبراطوريتهم بعد سيطرة النزاع حول طبيعة المسيح وطاقته، ووضع هذه الصيغة بأمر من الأمبراطور البطريرك القسطنطيني سرجيوس، وبعد نشر هذه الصيغة، خرج القدّيس صفرونيوس الأورشليمي عن صمته ودافع عن القول بطبيعتين في المسيح يسوع، وانتقل إلى الأسكندرية وإلى القسطنطينيّة ليبحث الأمر مع البطاركة هنال.
القدّيس مكسيموس تولّى الدفاع عن عقيدة الطبيعتين لمسيح في قرطاجة بالرغم من صدور قرار من الأمبراطور يحظّر النقاش بهذا الأمر، خاصة بعد موت القدّيس صفرنيوس فراسل أسقف رومية وذوي الشأن في الأمبراطوريّة موضحاً لهم طبيعتيّ يسوع وطاقتيه.
جرى توقيف القدّيس مكسيموس وأودع مع أثنين من تلاميذه في السجن أشهراً طوالاً ًقبل ان يمثلوا أمام المحكمة. في المحاكمة وجّهت إلى مكسيموس تهم سياسيّة بالدرجة الأولى، وحكم عليه بالنفي ولتيق إلى بيزيا في تراقيا.
في السنة 662م مثل أمام بطريرك القسطنطينيّة ومجمعه للمحاكمة وسألوه عن الكنيسة التي ينتمي إليها فأجابهم: ” إن الكنيسة الجامعة هي الاعتراف بالايمان الصحيح والخلاصيّ بإله الكون”.
هدّد بالموت فأجاب: “ليتحقّق فيّ ما رسمه الله من قبل الدهور لأعطي لله المجد الذي له من قبل الدهور!” فلعنوه وأهانوه وسلّموه إلى حاكم المدينة الذي حكم عليه بالجلد وقطع لسانه ويده اليمنى اللذين اعترف بإيمانه. وبعدما استاقوه في شوارع المدينة مدمّى كلّه أودعوه قلعة في أقاصي القوقاز، في لازيكوس. هناك لفظ أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز الثانية والثمانين.
الطروبارية
+ يا مكسيموسْ بكَ الكنيسة، فاضت أنهراً من العقائد، بإلهام الروح يا كلِّيَّ المديح. فقد ملأتَ فراغ اللاَّهوتيينْ، وبالجهاد لمَعتَ مُعترفاً. فيا أبانا البارّ، توسَّل إلى المُخلِّصِ، أن يمنحَ الجميعَ الرَّحمةَ العُظمى.