القدّيس إسحق
استمدت سيرته من كتاب “القدّيسون المنسيّون في التراث الأنطاكي”. والنص الأساسي أُخِذَ من مخطوط باريس العربيّ 254 العائد إلى القرن الخامس عشر. قُبض على القديس إسحق لأجل إقراره بالمسيح. جاهر بأنّ المسيح هو ابن الله وأنّه إله صادق وأن دينه أشرف وأفضل الديانات، ولأنّه كان عزيزًا عند الحكّام يقوم بخدمتهم، أخذوه برفق وطمأنة وجعلوا يلاطفونه ويعدونه بأموال جزيلة إن هو انتقل عن رأيه وعن دينه إلى دينهم، لكنّه عنّفهم ورشقهم بأقوال كثيرة تدّل على تمسّكه بإيمانه، عندئذ حكم عليه القضاة بضرب العنق بالسيف، ثم أخرجوه خارج مدينة حماة، إلى الموضع الذي قبل فيه الشهادة، وبعد قطع رأسه أخذه المؤمنين وأودعوه المكان المقدّس، يُذكر أن القدّيس إسحق هو من ناحية حناك في حماة السورية، وفق الدارسين أبرشية أوخاييطا القديمة في حماة كان اسمها حناك، ومركز هذه الأبرشية كان البلدة المعروفة اليوم باسم “محردة”.
الرسول تدّاوس
ثمّة تقليدان في الكنيسة في شأن القدّيس الرسول تدّاوس، أوّلهما يجعله أحد الإثني عشر، استناداً إلى ما ورد في إنجيل متى (10: 3)، وإنجيل مرقص (3: 18) بدلاً من الرسول يهوذا أخي يعقوب. هذا التقليد يميّز ما بينهما ولا يماهيهما. أمّا التقليد الثاني فيجعل تدّاوس أحد الرسل السبعين. نطاق كرازته كان، تراثيّاً، في الرها.
تدّاوس معرّف عنه، أحياناً، باسم لبّاوس، ويظنّ أنّه أساساً، من الرها عينها من عائلة يهودية، اقتنى في كنفها معرفة جيّدة للكتاب المقدّس. حجّ إلى أورشليم. سمع القدّيس يوحنّا المعمدان يدعو إلى التوبة. غار لنمط حياته الملائكيّة واعتمد منه. التقى الربّ يسوع، وإنّ العجائب الّتي قام بها السيد وتعليمه السامي جعلاه يؤمن بأنّه المخلّص الذي تكلّم عليه يوحنّا والأنبياء. انضمّ إلى تلاميذه وتبعه إلى آلامه المحيية. قيل أنّه عمّد الملك الأبجر وشفاه من برصه. كرز وعمّد العديد ينفي الرها. هذه كانت أوّل أمّة اقتبلت المسيح. أنشأ هناك العديد من الكنائس. تابع خدمته وأذاع بالإنجيل في مدن أخرى من سورية وبلاد ما بين النهرين. بلغ بيروت الفينيقيّة وعمّد فيها عدداً كبيراً من الوثنيّين قبل أن يرقد بسلام في الربّ. نُقلت رفاته إلى القسطنطنيّة مع رفات القدّيس أندراوس.
القدّيسة الشهيدة باسي وأولادها الثلاث: ثيوغينوس وأغابيوس وبيستوس
قضت الشهيدة باسي وأولادها للمسيح زمن الأمبراطور مكسيميانوس اي أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع للميلاد . قضى أولادها في الرها المقدونيّة، أمّا هي ففي جزيرة هالونا.
زوج باسي كان كاهناً وثنيّاً وأحد أعيان المدينة. وهي كانت مثالاً صالحاً لأولادها لذلك آمنوا بالربّ يسوع وتبعوها على طريق الشهادة .
ابنها ثيوغنيوس عُذب ومات تحت التعذيب، فيما كانت أمّه تشدّده وتحثّه على الثبات. وأخوه أغابيوس مات أيضاً تحت ضربات التعذيب. والثالث بيستوس جرى قطع رأسه. أخيراً جرى قطع رأس والدتهم بعدما سُجنت وعذّبت.
بقي إكرامها في آسيا الصغرى إلى أن جرى طرد الأرثوذكس من هناك سنة 1922م.
القدّيسين البارّين إبراهيم سمولنسك وتلميذه افرام الروسيان
كان القدّيس إبراهيم إبن عائلة تقيّة. منّ به الربّ الإله إثر صلوات والديه. امتاز، في المدرسة، بذكائه ورغبته في التعلّم. كان يحبّ، أن يقرأ ويرتل في الكنيسة. إثر وفاة والديه وزّع خيراته على الكنائس والفقراء. وإذ امتنع عن الزواج، لبس ثيابا حقيرة وجال مستعطيا. أسلم نفسه لعناية الله وتباله. صار راهبا في دير والدة الإله قريبا من سمولنسك. سلك في نسك شديد. كتب تلميذه ومترجمه أفرام يقول إنّ عظامه وأعضاءه كانت عارية كالرفات المقدّسة ووجهه شاحب من الأسهار والأصوام. اعتاد أن يمضي لياليه في الصلاة راكعا يذرف الدمع بسخاء ويقرع صدره باستمرار راجيا الربّ الإله أن يرأف بكل الناس. درس بنهم الكتب المقدّسة وحياة القدّيسين. نسخ، بعناية، كتابات الآباء القدّيسين ووضع المواعظ وصنّف المختارات للبناء الروحي للشعب. صار راهبا كاهنا. كان يقيم القدّاس الإلهي كل يوم. في مواعظه كان يحث على التوبة استعدادا ليوم الدينونة. هذه جذبت إليه عددا كبيرا من المؤمنين. أمضى إبراهيم ثلاثين سنة في الدير. حرّكت شهرته حسد بعض الرهبان الذين تمكّنوا من طرده، فانتقل إلى دير الصليب المقدّس في سمولنسك. استمرّ الشعب يتحلق حوله. حسّاده لاحقوه واتهموه بالهرطقة لدى الأسقف. رغم أنّ شيئا لم يثبت عليه في شأن تعليمه فقد حرّم الأسقف عليه التعليم وإقامة الخدمة الإلهية. بنتيجة ذلك أصاب المدينة جفاف ونزل بها الطاعون. بعض الأبرار عرفوا أنّ سبب ذلك كان الظلم الذي لحق بإبراهيم. أخيرا رفع الأسقف الحرم وطلب المسامحة من قدّيس الله. حالما وقف إبراهيم يصلّي نزل المطر بغزارة. سمّي رئيسا لدير على اسم والدة الإله. هناك رقد بسلام، بعد خمسين سنة من الأتعاب النسكيّة. جرى إخفاء رفاته المقدّسة خلال الغزوة البولونية، وقد بقيت مخفية إلى اليوم.
الطروبارية
+ أيها الرسول القديس تداوس تشفع إلى المسيح الإله أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا.
+ في ميلادك حفظت البتوليّة وصنتها، وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الإله، لأنّك انتقلت إلى الحياة، بما أنك أم الحياة، فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا.