القدّيسين الشهداء القرطاجيين
بعد استشهاد القدّيس كبريانوس بفترة قصيرة استمرّ اضطهاد فاليريانوس (253م – 260م) مستعرًّا في كلّ الأمبراطورية الرومانيّة. والي قرطاجة أثار هياجًا سعبيًّا لتون له الفرصة أن ينتقم من المسيحيّين. أُوقف مونتانوس ولوقيوس ويوليانوس وفلافيانوسوانوا هنة وشمامسة، كما أُوقف عددٌ من للموعوظين بقصد إحراقهم أحياء، لكن ندىً سماويًّا أطفأ النار فألقوا في السجن العام، في موضع لا نور فيه والتهوئة سيئة، ما امتُحنوا بالجوع والعطش.
انقضت بضعة أشهر فمثل الموقوفون أمام الوالي وبعدما اعترفوا بإيمانهم بالربّ يسوع تلقّوا حكم الموت الذي صدر بحقّهم، وهكذا قدّموا ذواتهم للربّ ذبيحة.
القدّيس يوحنّا المعمدان
بعدما قطع هيرودوس، رأس يوحنا المعمدان”تقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه”. اما رأسه فأخذته هيروديا على طبق ودفنته في مكان غير لائق بالقرب من قصر هيرودوس.
ويستفاد من التقليد ان قبر يوحنا المعمدان كان، في القرن الرابع، في السامرة موضع إكرام المؤمنين. ثم دكّه يوليانوس الجاحد وبعثر عظامه. لكن بعض المسيحيين تمكنوا من إنقاذ ما أمكن وأتوا به إلى أورشليم ودفعوه إلى رئيس أحد الديورة واسمه فيليبوس الذي نقل الرفات إلى القدّيس أثناسيوس الإسكندري. غير ان الحج إلى المدفن في سبسطيا استمر بضعة قرون. وثمة تقليد وصل إلى السلافيين يفيد ان حنة، امرأة خوزي، وكيل هيرودوس،التي أمست إحدى حاملات الطيب لم تطق ان يكون رأس السابق المجيد في مثل الموضع غير اللائق الذي كان فيه، فقامت وأخذته سرا إلى أورشليم، إلى جبل الزيتون، حيث وجده فيما بعد رجل من النبلاء صار راهبا.
بعد ذلك بزمن طويل وصل إلى فلسطين راهبان من المشرق بقصد السجود للأماكن المقدّسة. فظهر لهما السابق في حلم الليل، كلا على حدة، وقال لهما: “توجها إلى قصر هيرودوس فتجدان هامتي تحت الأرض”.وإذ قادتهما النعمة الإلهية سهل عليهما نبش الرأس فشكراالله وعادا بالهامة أدراجهما من حيث أتيا. وفي الطريق التقيا فخّاريا من اصل حمصي، كان بائسا وترك موطنه سعيا وراء الرزق. هذا، يبدو ان السابق ظهر له في الحلم. وعلى الأثر خطف الهامة وعاد إلى حمص. هناك تيسّرت اموره ببركة السابق. ولما كان مشرفا على الموت، جعل الرأس في صندوق وسلّمه إلى شقيقة له، طالبا منها إلا تفتحه إلا بأمر المودع فيه، وان تسلّمه، متى أتت الساعة، إلى رجل تقي يخاف الله.
انتقلت هامة السابق من شخص لآخر إلى ان وصلت ليد كاهن راهب، اسمه أفسطاتيوس، اتخذ لنفسه منسكا في مغارة بعيدة عن مدينة حمص.اعتنق هذا الراهب الآريوسية وادعى أن الأشفية التي جرت بوساطة السابق هي منه، وعندما بانت هرطقنه وسيئاته طرد من ذلك الموضع. وبقي رأس السابق موارا في المغارة إلى ان ظهر لراهب تقي هو مركلوس، فقاده إلى زاوية المغارة، فباشر مركلوس بالحفر، فبان له الراس، تحت بلاطة من المرمر، في جرّة. فنقله أسقف المحلّة إلى الكنيسة الأساسية في حمص فأضحى للمدينة برمتها نبع بركات وخيرات فيّاضة. دام هذا إلى زمان الأمبراطور ميخائيل الثالث (842 -867) وبطريرك القسطنطينية القدّيس أغناطيوس حين تم نقله إلى المدينة المتملّكة. نقل الهامة الذي جرى يومذاك كان في أساس العيد الذي نحتفل به اليوم.
الطروباريّة
لقد بزغت من الأرض هامة السّابق، فخلقت للمؤمنين أشعة الأشفية العادمة الفساد، فهي تجمع من العلوّ جماهير الملائكة، وتستدعي من أسفل أجناس البشر، ليوجهووا بأصوات متّفقة مجداً للمسيح الإله.