القدّيس ألديلم
خلال القرن السابع الميلاديّ، قدم راهب إيرلندي اسمه ميلدوب إلى غابة في الناحية الشماليّة الشرقيّة من ويلتشاير الإنكليزيّة. هناك نسك، وبمرور الوقت أخذ يجمع أولادًا من الجوار ويعلّمهم حتّى تحوّل منسكه إلى مدرسة استمرّت بعد وفاته واشتهرت كمدرسة للعلماء باسم مالمسبوري.
إلى هذا المركز التعليميّ أتى ولد مميّز اسمه ألديلم نسيب لملك ويسّكس. هذا قُيّد له أن يصير أول عالم إنكليزي مبرّز، بعدما درس على الراهب الإيرلنديّ ميلدوب ثم على القدّيسين أدريانوس وثيودوروس كانتربري. ويُظن أنّه صار راهبًا بندكتيًّا.
حوّل المدرسة في مالمسبوري إلى دير وصار رئيسًا له في العام 675م. كان يعرف اليونانيّة واللاتينيّة والعبريّة، وقد اجتذب العلماء من بقاع شتّى، كذلك كان شاعرًا وموسيقيًّا وأسّس عددًا من الشركات الرهبانيّة الصغيرة في الجوار. هذه كلّها اهتمّت بالعلم والتعليم.
أخبروا عنه أنّه كان يتألم من لامبالاة الناس حيال القداس الإلهيّ، فإنّهم كانوا إمّا يتغيّبون أو يسترسلون في الثرثرة أثناء الخدمة. لذلك وقف عند جسر البلدة ومثّل بعض الخدم الإلهيّة منشدًا أغاني شعبيّة، تارة يتلو آيات وتارة ينشد الأناشيد. كان يأمل أن يجتذب أسماع الناس ومن ثمَّ قلوبهم والنتيجة كانت أنّه جمع حشدًا من السامعين وتمكّن من تلقينهم بعض التعليم الدينيّ.
لعب ألديلم دورًا في الحوارات بين الكنائس المحليّة وبينهم وبين بعض الملوك. شرح في الرسالة التي بعث بها إلى جيرانت، ملك دومنونيا، تاريخ الفصح الواجب حفظه واشترك في مجمع محليّ.
صار أول أسقف على شيربورن، أسقفيته لم تدم طويلاً. كان أول من نقل المزامير إلى اللسان الأنكلوسكسوني وأنشد الكلمات الإنجيليّة بلغة الناس. كتاباته الإنكليزية وأناشيده وأغانيه وموسيقاه كلّها زالت ولم يبق منها شيء غير أن بعض أعماله باللاتينية موفور.
كان لألديلم تأثير واسع في جنوبيّ إنكلترا في زمانه. دُفِنَ في دير في مالمسبوري. يصوّرونه في الفن الكنسيّ أسقفًا في مكتبة.
الوجود الثالث لهامة السابق المجيد القدّيس يوحنا المعمدان
بعدما كانت الكنيسة المقدّسة قد عيّدت في 24 شباط لإيجاد هامة السابق المجيد، القدّيس يوحنا المعمدان، للمّرة الأولى و الثانية، تعيّد اليوم لوجوده الثالث. خبر ذلك أن الهامة التي وجدت، قبل ذلك، في مدينة حمص السورية، فقدت مرة أخرى، في حدود العام 820 م، ربما خشية وقوعها بين أيدي المسلمين. وقد قيل إنها نقلت إلى كومانا التي سبق أن جرى نفي الذهبي الفم إليها. الوقت، يومذاك، كان وقت الطعن بالإيقونات المقدّسة، وما يمت إليها بصلة. هناك، في الأرض، في مكان ما، جرت مواراتها. فلما استعيد إكرام الإيقونات، مرة أخرى، حدث، فيما كان القدّيس البطريرك أغناطيوس القسطنطنطيني قائما في صلاة الليل، أن عاين، في رؤية، الموضع الذي كانت فيه هامة السابق المجيد مخبأة. فنقل الخبر إلى الأمبراطور الذي أوفد بعثة إلى كومانا ليستطلع الأمر. وبالفعل جرى الكشف عن هامة السابق في المكان المعيّن. كان ذلك في حدود العام 850 م. على الأثر جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث أودعت في إحدى كنائس القصر الملكي وصار يحتفل بوجودها الثالث في 25 أيار من كل عام. يذكر أن الهامة التي كانت في كنيسة القدّيس يوحنا المعمدان في القسطنطينية انتقلت، فيما بعد، إلى دير ديونيسيو، في جبل آثوس، لكن قراصنة سرقوها. وإن أجزاء من الجمجمة موجودة حاليا في دير القدّيس يوحنا المعمدان في القدس وفي دير دوخياريو في جبل آثوس، فيما تتوزع قطع من بقية أعضائه على عدد كبير من الأديرة والكنائس في اليونان وفلسطين وقبرص وسواها.
الطروبارية
+ إنّ المسيح أعلن لنا هامتك المكرمة أيّها النبي السابق، كذخيرة إلهيّة مخفية في الأرض فإذ قد اجتمعنا بوجودها نسبح بالتسابيح الملهمة من الله المخلص الذي خلصنا من الفساد بتوسلاتك