القدّيس تيطس
كان هناك في مغاور كييف، في القرن الثاني عشر، أخوان بالروح متحابان حبًّا عميقًًا يعجب له الجميع أفغريوس الشمّاس وتيطس الكاهن. هذان دخل بينهما عدو الخير وجعلهما يتعاديان مثيرًا الحقد في نفس كلّ منهما، ورجاهما الأخوة أن يتصالحا فلم يشاءا.
حدث أن مرض تيطس مرضًا شديدًا فعاد إلى نفسه وبكى بكاءً مرًّا على عداوته للشمّاس وتاب توبة عميقة، وإذ رغب بمصالحته أبى أفغريوس الأمر وترجاه الأخوة لكنّه رفض الأمر نهائيًّا وفيما يحلول تيطس طلب السماح ولايزال افغريوس يرفض وقع الخير أرضًا ومات.
بعد هذه الحادثة تعافى تيطس وأمضى بقية حياته في التوبة ومحبّة الأخوة إلى أن رفد بالربّ بسلام قرابة العام 1190م.
القدّيسين بورفيريوس
هو المعروف عندنا ببروكوبيوس البانياسي. قيل إنّه من فلسطين، من المدن العشر، وقيل لا بل من المدن العشر الايصافريّة، وهي ناحية جبليّة من آسيا الصغرى تابعة لسلوقيا. عاش في زمن الأمبراطور البيزنطيّ لاون الثالث الإيصافري (717 – 741)، مضطهد الإيقونات ومكرميها. ورد أنّه ترهّب في القسطنطنيّة وتطهّر من الأهواء بالنسك والصلاة الصامتة. وبعدما نما في الروح القدس نموًّا كافيًّا واقتنى ثباتًا وثقة داخليين، خرج وتلميذ له اسمه باسيليوس جائلين يرومان دحض الهراطقة الذين تنكّروا لحقيقة تجسّد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح من خلال نبذهم إكرام الإيقونات المقدّسة. لم يقتصر بروكوبيوس على نشر الكلمة، بل كابد، إليها، الآلام والأتعاب. فلقد عُذّب بوحشية وسُجن وجُلد وضُرب بالحديد. لا شيء حمله على التراجع عن يقينه وعزمه على الشهادة للحق. كابد ذلك كلّه بفرح. فلمّا مات لاون استكان العنف على مكرمي الإيقونات، فعاد بروكبيوس إلى ديره وعاش سنين عديدة بعدها إلى أن رقد بسلام، في الربّ، في مطلع القرن التاسع الميلاديّ
الطروباريّة
للبرية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعت، وبالتنهدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعف، فصرت كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار بروكوبيوس، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.