القدّيس البار موسى الحبشيّ الأسود
المعلومات التي تتعلق بمرحلة ما قبل توبة القديس موسى الحبشي قليلة بعض الشيىء.
لقبه الأسود عائد إلى كونه أسود اللون، قيل أنّه من الأحباش وآخرين يقولون أنّه من قبائل البربر. حياته مليئة بالشرور حتّى قيل أنّه لا توجد رذيلة إلاّ واقترفها. يُقدّر أن ميلاده كان ما بين العامَين 330م و340م. كان عبداً مملوكاً لشيخ قبيلة تعبد الشمس. طرده سيّده لكثرة شروره. نهب وسطا وقتل. كان ضخم الجثة جبّاراً وصار رئيس عصابة.
رغم شروره، كان يخاطب الشمس كأنّها الإله سائلاً إيّاه أن يكشف له ذاته. جاء يوم وسمع فيه صوتاً يدعوه إلى البرّية، إلى رهبان برّية شيهيت الذين ذاع خبرهم في ذلك الزمان.
ذهب إلى هناك حاملاً سيفه. التقى القسّ إيسيدوروس، وكان خارجاً من قلايته ليذهب إلى الكنيسة، فارتعب من منظره. واعترف له بكلّ ما صنع من شرور. فلمّا تأكد له صدقه أخذ يعلّمه ويعظه بكلام الله ويخبره عن الدينونة العتيدة. ثم غادره لتأمّلاته.
ذرف موسى الدمع وركع أمامه وأدّى اعترافاً بصوت عال وانسحاق قلب وهو يبكي. أخذه إيسيدوروس إلى الأنبا مكاريوس الذي رعاه وعلّمه وأرشده برفق وعمّده ثم سلّمه إلى الأنبا ايسيدوروس ليتابع العناية به.
مّا تقدّم موسى في المعرفة طلب أن يصير راهباً، فشرح له إيسيدوروس أتعاب الرهبانيّة ومحاربات الأبالسة وحاول أن يصرفه إلى أرض مصر، كان هذا ليختبر تصميمه فلمّا رآه ثابتاً صادقاً أرسله إلى القدّيس مكاريوس أب البريّة.
سكن موسى في البداية بين الأخوة الرهبان، لكنّه لكثرة الزوّار طلب أن ينعزل في قلاية منفردة أرشده إليها القدّيس مكاريوس.
حورب بالزنى بضراوة ولم يطق الجلوس في قلايته فرجاه إيسيدوروس العودة لكنّه لم يعد بل حاول إنهاك قواه بالوقوف طويلاً في الصلاة والصوم والمطانيّات، وفعل ذلك حتى ضجر الشيطان منّه وتركه إلى حين.
عاش كلّ أيامه منكراً لنفسه. منحه الربّ موهبة صنع العجائب لحبّه وتواضعه وجهاده ونسكه الشديد.
في العام 407م. هاجم البربر الدير وقتلوه مع تلاميذه وكان في الخامسة والثمانين من عمره، هكذا نال في حياته ثلاثة أكاليل، إكليل الرهبنة و الكهنوت والشهادة.
هذا ويُعتبر موسى أوّل شهيد في الإسقيط وجسده محفوظ مع الأنبا إيسيدوروس بدير البراموس.
القدّيس البار سابا في بسكوف وكريبّتس
القدّيس سابا راهب صربي الأصل قدم إلى روسيا. أقام في دير والدة الإله في بسكوف. أثار إعجاب الجميع بسيرته. هرب إلى دير القدّيس أفروسينيوس ثمّ إلى المنطقة الجرداء في بحيرة كريبّتس. واجه الشياطين. بنى في المكان كنيسة صغيرة على اسم القدّيس يوحّنا اللاهوتي. أقام بضع قلال للرهبان الذين اجتمعوا إليه. إلا أنّ الشركة تمت وتأسّس دير ساسه القدّيس بحكمة كبيرة. كانوا يأتون من البعيد ليسمعوا وصاياه. أما أمير بسكوف، ياروسلاف فاسيلييفيتش الذي يكنّ له إعجابا كبيرا، فقد قدّم للدير عطايا سخيّة وكان يتردّد عليه ليحظى ببركته وتوجيهاته. شفى القدّيس مرّة زوجة الأمير من مرض ألمّ بها دون أن يسمح لها بدخول حرم الدير. رقد بسلام وانتسيت رفاته. بعد ستين عاما ظهر لكاهن راهب اسمه إشعياء كان جالسا عند قبره وقال له: “أنا سابا الخاطىء، حافظ هذا الدير، الذي تجشّم أعباء جمّة، في هذا الموضع، من أجل الربّ. لقد حان الوقت، كما سرّ الله، لأن أكون معروفا برفاتي”. على هذا انكشفت رفاته وحصلت بها أشفية جمّة.
القدّيسة سوسانيك
القدّيسة سوسانيك هي ابنة جنرال أرمني. عاشت في التقوى ومخافة الله منذ طفولتها. تزوّجت الأمير الجيورجيّ فارسكن الذي ساد على منطقة كارتليز. هذا كان مسيحيًّا لكنّه انجرّ، جسدًا وروحًا، للديانة المازدية الفارسيّة وأعطاه ملك الفرس ابنته زوجة ثانية وجعله نائبًا للملك. قاومته سوسانيك لارتداده عن الربّ الإله فعاملها أسوأ معاملة وعرّضها للضرب والتعذيب والسجن. بقيت مقيّدة ست سنوات في القلعة ثابتة في الأصوام والأسهار. جرت عجائب عدّة بيدها. تقرّح جلدها فلم تذعن لزوجها وحافظت على أمانتها للربّ يسوع. رقدت في المسيح في 17 تشرين الأول في العام 466 أو 472م. نُقلت رفاتها إلى تيبيليسي حيث لا زالت إلى اليوم.
الطروبارية
+ ظهرت في البريّة مستوطناً وبالجسم ملاكاً وللعجائب صانعاً وبالأصوام والأسهار والصلوات تقبّلت المواهب السماويّة فأنت تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بايمان يا أبانا المتوشح بالله موسى الحبشي فالمجد لمن وهبك القوّة، المجد لمن توّجك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع.