القدّيس خاريطن
ولد القدّيس خاريطن ونشأ في مدينة إيقونية، في آسيا الصغرى، أيام الأمبراطور الروماني أوريليانوس. في العام 304 للميلاد حمل الأمبراطور ذيوكليسيانوس على المسيحيين فكان القدّيس من أوائل من عانوا من هذه الحملة. فقد قبض عليه الجند بعدما كان صيته في ايقونية ذائعاً كواحد من رجالات الله الغيارى. ولمّا مثل أمام الوالي اعترف، وبجرأة، بالمسيح ورفض الأصنام. جلدوه وأمعنوا في تعذيبه ثم القوه في السجن، حيث قضى أياماً قليلة فيه، غير أنّه تمكّن من الفرار قبل أن يمثل مرّة ثانية أمام الوالي ولجأ إلى مصر وبقي فيها حتّى اعتلى العرش قسطنطين الكبير وأصدر مرسوماً اعترف فيه بحق المسيحيين في العبادة.
سلك القدّيس في النسك والتقشف ونسك في مغارة في برية فاران، سكن فيها ردحاً من الزمن إلى أن أخذ خبره ينتشر فصار الناس يؤمون المكان بكثرة سائلينه النصح في شأن السلوك في الحياة الملائكيّة. ولمّا رأى أن اقبال الناس عليه يحرمه من الخلوة الّتي أحّبها أسند أمر الاهتمام بالقادمين الجدد إلى واحد من خيرة تلاميذه، وانصرف هو إلى موضع آخر أكثر هدوءاً في نواحي أريحا. وقد أوصى تلاميذه أن يحفظوا الاعتدال في الطعام والمنام وأن يصلّوا في الليل كما في النهار، في الأوقات الّتي عيّنها لهم، وأن يقبلوا الفقير والغريب كما لو كان المسيح بالذات.
لم يدم المقام لمنعم في منسكه الجديد طويلاً لأن الناس اهتدوا إليه وعكّروا عليه خلوته فانتقل من جديد إلى مكان أبعد ومكث فيه إلى أن أعلمه الله بساعة رقاده، فعاد إلى فاران، إلى الشركة الّتي أسسها أولاً. وهناك زوّد تلاميذه بإرشادات وعهد روحيّ جديد، رسم لهم بموجبه الطريق الأكيد إلى الإتحاد بالله. رقد في الربّ في السنة 350.
القدّيس باروخ النبي
كان باروخ تلميذ أرميا النبي وكاتبه. ارتبط بمعلمه بمحبّة عميقة حتى يصار وإياه روحًا واحدًا. بعدما سقطت أورشليم بيد نبوخذ نصّر في العام 578ق.م.، فرّ إلى مصر مع معلمه، ومن هناك انتقل إلى بابل مع المسبيين من المدينة المقدّسة. يُقال إنّه انعزل في مغارة ليبكي خطايا إسرائيل. رقد بسلام بعد وقت قصير من وفاة إرميا. تنبأ في الكتاب الذي خطه في بابل بمجيء المخلص فقال في الاصحاح الثالث من نبوءته: “هذا هو إلهنا ولا يعتبر حذاءه آخر. هو وجد طريق التأدب بكماله وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه. وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردّد بين البشر”. (3: 36 – 38)
الطروبارية
+ للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعفٍ، فصرت كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البارَّ خاريطُن، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا .