القدّيس لولوس أسقف تروي الفرنسيّ
درس القدّيس لولوس الآداب الكلاسيكيّة. تزوّج ثمّ افترق وزوجته ليتكرّسا للحياة الرهبانيّة. انتُخب أسقًا لتروي في العام 426م. حافظ على نسكه في سعيه الرعائيّ، يفترش الأرض ويلبس المسح. لا يأكل ولا ينام إلاّ يومًا كلّ يومين، ويبدي محبّة ثابتة للفقراء والمساجين. ساهم في مقاومة الهرطقة البيلاجانيّة. خلال غزوة قبائل الهانز في العام 451م واجه أتيلا بعدما صلّى هو وشعبه وإذ ترك في نفسه انطباعًا جيدًا عفا أتيلا عنه وعن المدينة. وجرت به عجائب جمّة. صار العديد من تلاميذه أساقفة مشهورين. رقد في الربّ في 29 تمّوز من العام 479م بعد أسقفيّة دامت أثنين وخمسين عامًا. دعاه القدّيس سيدوان أبوليناريوس، أسقف كليرمونت، أب الآباء وأسقف الأساقفة والقدّيس يعقوب عصره
القدّيس الولد الراهب بوغوليبوس الروسيّ
كان هذا القدّيس ابنًا لزوجين فاضليين يعيشان في الوادي الأسود في ناحية أستراخان. دعي في المعمودية بوريس، أصابه البرص وهو في سن السابعة. فيما كانت الأسرة في اضطراب وفد عليه راهب وطلب أن يضيفوه. وما أن رأى الولدُ الراهبَ حتّى اشتعلت فيه المحبة الإلهيّة وطلب من ذويه أن يلبسوه الثوب الرهبانيّ ويعطوه اسم بوغوليبوس فنزلوا عند رغبته واقتبل الاسكيم الرهباني الكبير وبعد ثلاثة أيام رقد. استبان قدّيسًا وحاميًّا لمدينة الوادي الأسود. ولمّا أراد التتار أخذ المدينة عاينوا على أسوارها ولدًا يلبس ثوب راهب وهويصرخ في وجوهم: “إذهبوا يا ملاعين! لن تتمكنوا من هذه المدينة لأنّ الله جعلني حارسًا لها!” حاولوا اقتحامها فردتّهم قوّة غير منظورة وضُربوا بالعمى. كما شفى العديد من المرضى وأعاد السمع والنطق لأصم أعقد منذ ولادته.
الشهيدان كلينيكوس وثيودوتي
أصل القدّيس كلّينيكوس من كيليكيا. كريم الخلق راسخ الإيمان منذ الطفوليّة. جاب الأصقاع والقرى مذ يعاً بالإنجيل، مجتذباً نفوساً عديدة إلى الخلاص. بلغ أنقرة في غلاطية فشرع في الكرازة وأخذ يحثّ الوثنيّين على رفض عبادة الأصنام الباطلة الّتي لا حياة فيها وصولاً إلى معرفة الله، خالق كلّ شيء.
أثارت نجاحاته حقد بعض الوثنيّين الذين وشوا به إلى الحاكم ساسردوس، فمثل أمامه فاعترف بكونه خادماً لله الحيّ وبأنّه يكرز بتعليم المسيح خلاصاً للناس من الجهل وابتغاء الحياة الأبدية حسب وعد الكتاب المقدّس. وإذ دعا الحاكم نفسه إلى نبذ الوثنيّة اغتاظ ساسردوس وأسلمه للتعذيب.
فشكر قديسنا الربّ لأنّه أتاح له أن يتألم من أجل محبّته. مزّقوه بأظافر الحديد فسخر من جلاّديه لأنّهم لا يقوون على رجلٍ عارٍ لا سلاح له. ألبسوه حذاء حديديّاً مسمّراً ذا أنصال قاطعة. جرّروه وراء أحصنتهم حتى غنغرة في لفلاغونيا ليحرقوه هناك. أعانته نعمة الله فجرى وراءهم ستين ميلاً، تحت شمس حارقة، بفرح، وكان أحياناً يتقدّمهم. فلمّا بلغ موضعاً يعرف بـ”ماتريكا” عجز الجنود عن متابعة السير، وقد أضناهم العطش. صلّى كلينيكوس فاستنبع لهم ماء استقوا منه وارتووا. فلمّا بلغوا غنغرة تردّد الجنود في تنفيذ أوامر الطاغية، فشجعهم القدّيس على إعداد المحرقة. فلمّا ارتفعت ألسنة اللهب ألقوه فيها وهو يمجّد الله فاستكمل الشهادة.
أضحت رفاته، فيما بعد، لمسيحيّي غنغرة، بركة وعونًا في الضيقات والشدائد.
الطروباريات
شهيدك يا رب بجاهده نال منك الأكليل غير البالي يا إلهنا لأنه أحرز قوّتك فحطم المغتصبين وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.