القدّيس غريغوريوس
كان من عائلة شريفة تقية في بيثينيا. تلّقى نصيبًا وافرًا من العلوم الدنيويّة. حاول خلال حياته البحث عن رجال الله القادرين على تعليمه بمثالهم وفضائلهم. انضمّ إلى دير انصرف فيه إلى الجهاد ضد الأهواء والأفكار الموحى بها من الأبالسة. تعلّم ضبط النفس بصرامة وتربّى على أصول الصوم وتلاوة المزامير والصلاة المشتركة والصلاة الشخصيّة، كما تعلّم تمييز الأفكار وحفظ الذهن.
اتهّموه يومًا بسرقة الأواني فلم يشأ تبرير نفسه فغادر الدير لئلا يكون عثرة لمتّهميه. احبّه الأخوة في الدير الجديد لنسكه وتواضعه ووداعته. لبس الإسكيم الرهباني الكبير وصُيّر كاهنًا. بعد ثلاث سنوات اعتزل على مرتفع يعرف باسم الياس النبي، شمالي خليج نيقوميذية. رقد في الربّ بسلام وهو في الخمسين من عمره.
القدّيس البار استفانوس العسقلاني الساباوي المعروف ب”العجائبيّ”
ولد القدّيس في أحدى قرى عسقلان الفلسطينيّة. قيل عنه، إنّه من الشيوخ القدماء المشهور بجودة العقل. جذبه إلى الرهبانيّة عمّ له الذي كان راهبًا في دير القدّيس سابا، أقام طائعًا خمس سنين وكانت نعمة الروح القدس عليه. صار للأخوة نافعًا ومعزّيًا. ولئلا يتآكله السبح الباطل أخذ يعتزل ببركة الأباء.
تعرّض في اعتكافه لهجمات شيطانيّة شرسة، ثبت واثقًا بالله قأثمر ثباته. كان مدمنًا التعب والسجود والامساك. بعد أن رسم كاهنًا صارت تشمله نعمة الله ويملأ النور مكانه فخشي العُجب وطلب أن يقبض الرب الإله عنه المواهب فكان له ذلك.
كان حاضرًا، بالروح، مع تلاميذه، جادًا في الاهتمام بهم، حريصًا على خلاصهم، دائم الامتداد في الصلاة إليهم، يعرف كلّ أحوالهم حتى في غيابه عنهم. كان شغف الشيخ بتعليم تلاميذه كبيرًا. يُقَال أنّه كان أكثر حنانًا ورحمة من أي انسان آخر. هذا خبره وشهده كثيرون.
عاد الشيخ إلى دير القدّيس سابا في آخر حياته وذلك قبيل أسبوع الآلام العظيمة، وفي يوم الخميس من أسبوع التجديدات ظهرت عليه علامات المرض وبقي إلى صبيحة الأثنين بعد الأحد الجديد، حيث أسلم الروح وكان ذلك سنة 794م.
الطروبارية
+ للبرية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعت، وبالتنهدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعف، فصرت كوكباً للمسكونة متلآلئاً بالعجائب يا أبانا البار استفانوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.