تذكار القدّيسين الشهداء أفتروبيوس وكلاونيكس وباسيليسكوس
هم رفاق السلاح للقدّيس ثيودوروس التيروني. فبعد إتمام شهادته بقوا في السجن طويلا لأن حاكم أماسيا أخذ بجسارة ثيودوروس فلم يشأ، ربما لبقيّة أصالة فيه، ان يهلك رفاقه.
فلما وفد حاكم جديد أسمه أسكلابيودوتس تغّير الحال. كان أقسى ممن سبقه وأكثر استعدادا للفتك بالمسيحيّين تنفيذا لتوجيهات مكسيميانوس غاليريوس قيصر. أوقف الثلاثة أمامه. ئافتربيوس وكلاونيكوس كانا أخوين وباسيليسكوس قريبا للقدّيس ثيودوروس. أواصر المحبة بين الثلاثة كانت شديدة وكان كل منهم يدعو الآخرين إخويه.
حاول الحاكم أخذهم، أول أمره، بالتملّق. وإذ لاحظ ان أفتروبيوس عرض عليه رشوة. دعاه، بادىء ذي بدء إلى تناول العشاء معه فصدّه. عرض عليه مبلغا كبيرا من المال فردّه. إذ ذاك تغيّرت لهجة الحاكم فأخضع الثلاثة للإستجواب والتعذيب. وقد ورد أنّه أذاقهم من العذاب ألواناً شتى. أخيرا لفظ حكمه في حقّهم. أسلم أفتروبيوس وكلاونيكوس للصلب نظير المعّلم وباسيليسكوس لقطع الهامة. شهادة الثلاثة تمت قرابة العام 308.
طروبارية القدّيس أفتروبيوس وكلاونيكس وباسيليسكوس
شهداؤك يا ربُّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.
القدّيسة بيامون
نذرت عفتها ليسوع وأقامت على الصوم والصلاة في بيت أمّها. منّ عليها الربّ الإله بموهبة التبصّر. قيل أنّها عرفت بعزم رجال إحدى القرى القريبة على مهاجمة قريتها لخلافٍ حول المياه. صلّت وسألت العون فأوقفت بنعمة الله تقدم المهاجمين الذين استشعروا قوة الله فاختشوا وعادوا أدراجهم من حيث أتوا. رقدت بيامون بسلام حوالي العام 377م.
القدّيسة فتاة الاسكندرية
هذه القدّيسة لا نعرف اسمها. فقط قصّتها. من عائلة ثريّة. كان والدها رجلاً صالحًا لكنه عانى كثيرًا ومات مينة صعبة، وكانت امّها شريرة لكنّها نعمت بحياة رغدة وماتت بسلام وإكرام. اختلط الأمر على الفتاة، أي مثال تتبع، مثال والدها أم مثال أمّها. في حيرتها عاينت في رؤيا ما صارت إليه حال والدها وما صارت إليه حال أمّها. عاينت أباها في ملكوت الله وأمّها في الظلمة والعذاب. هذا جعلها تصمّم أن تكرّس حياتها لله وتسلك في وصاياه نظير والدها دونما اعتبار لأي اعتراض او ضيق أو معاناة تكابدها. سلكت في الأمانة لله إلى المنتهى فاحصيت في عداد مواطني الملكوت.