القدّيسين مانوئيل وثيودوروس وجاورجيوس وجاورجيوس الآخر وميخائيل
إثر الثورة اليونانيّة (1821) انتقم الأتراك من الناس لا سيما في تراقيا وجزيرة ساموثراكي. أخذ الأتراك يفتكون بالذين كانوا يرفضون الكفر بالمسيح ويرحّلون النساء والأولاد. هؤلاء القديسون الشهداء شهروا، تحت الضغط، إسلامهم. وحده ميخائيل كان كهلاً فيما الباقون أولادًا بيعوا عبيدًا. فلمّا استتبّ السلام عادوا إلى موطنهم وتصالحوا مع الكنيسة.
فلما وصل خبرهم إلى السلطات التركية قبضت عليهم وهدّدتهم، لكن أُطلق سراحهم لقاء رشوة ماليّة. ثم عادت قضيتهم فأثيرت من جديد. نُصحوا بالفرار إلى منطقة اليونان المحرّرة فرفضوا، وشاؤوا أن يقدموا للمسيح شهادة الدم. سُجنوا وعُذّبوا إلى أن قضي عليهم بميتات مختلفة يوم الأحد الأول بعد الفصح، وبالرغم من كلّ الصعوبات والمضايقات نجح بعض المؤمنين في مواراتهم الثرى بإكرام
تذكار أبينا الجليل في القدّيسين أفتيخيوس بطريرك القسطنطينية المعترف
ولد القديس أفتيخيوس في بلدة من لإقليم فيرجيا، اهتم جده لأمه بتربيته على التقى والفضيلة.وإذ كان هذا بارا طبع في قلب حفيده محبة الله،وقال له تذكر انك عاهدت الله على ان ترفض الشيطان وكل اعماله وكل عبادته وكل أباطيله.ولما بلغ الإثنتي عشرة أرسل إلى القسطنطينية ليدرس على معلميها فبرع. واضحى أحد اكثر اهل عصره ثقافة. وبانت الحكمة البشرية في عينيه عديمة القيمة قياسا بمعرفة الكشف الإلهي. ورغب في خدمة الله صيرّ شماسا إنجيليا ، وآثر الانكفاء في احد الديورة. هناك برز وشعّت فضيلته فأقامه أسقف المحلة رئيسا على الرهبان المنشرين في أرجاء أسقفيته.
ابلى أفتيخيوس في مهمّته البلاء الحسن. ولما انعقد المجمع المحلي للبت في امر ” الفصول الثلاثة”، وكان هذا الامر قد احدث اضطرابا في الكنيسة و المملكة معا . وفي ذلك المجمع لمع نجم قدّيسنا فأحبّه بطريرك القسطنطينية واحتضنه، لا سيما، بعد رؤيا إلهية أنبأته بأن أفتيخيوس سيكون خليفته العتيد. فلما رقد ميناس بالرب سمّاه الامبراطور خليفة له، فعمّت الفرحة الشعب على الآثر.
وضعت قرارات المجمع الأمور في نصابها، ولكن إلى حين فقط.فبعد اثني عشر عاما طرأت مشكلة جديدة،أغرت الامبراطور. وهي الصيغة التي ترضي فريق الطبيعة الواحدة، والصيغة تقول بأن جسد المسيح منزّه، بطبيعته، عن الألم والفساد، وا كان بإمكانه، ان يكابد الالم بغير عجيبة نابعة من إرادته.
فتصدى لهذه الصيغة أفتيخيوس وقاوم مروّجيها. فكانت النتيجة ان اقتحم العسكر قصر هورميسداس، وسحبوا البطريرك واحتجزوه في احد ديورة خلقيدونيا.وقضت المحكمة الأسقفية التي ضمت متزلمين للملك، بإقالة البطريرك والحكم عليه بالنفي بحجّة انه كان يأكل لحوما شهية ويصلي على ركبتيه ساعات طويلة(!).
دام إبعاد قدّيس الله اثنتي عشرة سنة، وقضى أيامه بالصوم والصلاة. وقد منّ عليه الربّ الإله بموهبة صنع العجائب فشفى المرضى وطرد الشيطين.
استدعى إلى القسطنطينية، وقد استقبل بالهتاف، وذكر انه بدخوله وضع حدا لوباء تفشى في المدينة يومذاك. وبقي يوزّع القرابين المقّدسة على الشعب مدة ست ساعات. ثبت خلال توليه الكرسي القسطنطيني الكنيسة في الإيمان القويم. وقد رقد في الرب يوم احد توما سنة 582 . وقد دفن في كنيسة الرسل القدّيسين، تحت المذبح، جنبا إلى جنب ورفات القدّيسين الرسل اندراوس ولوقا وتيموثاوس. وهامته اليوم موجودة في دير الخلندار الآثوسي.
الطروباية
+ شهداؤك يارب بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوتك فحطموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين التي لا قوة لها، فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلص نفوسنا.