نقل يمين السابق المجيد من أنطاكية إلى القسطنطينية
حدث ذلك في زمن الأمبراطورين البيزنطيّين قسطنطين السابع البرفيري ورومانوس الثاني ليكابينوس. فإن شمّاسًا من كنيسة أنطاكية يدعى أيّوب قام بسرقة يمين السابق من الموضع الذي كانت به، ثم ذهب بها إلى القسطنطينية وسلّمها إلى العاهلين هناك. وقد صدف ذلك مساء عيد الظهور الإلهيّ.
يُذكر أين يمين السابق أتى بها لوقا الإنجيلي، الأنطاكي الإنتماء، بعدما استخرجها من الموضع الذي دفن فيه جسد السابق المجيد في سبسطيا التي هي السامرة. وإلى يمين السابق في أنطاكية تنسب عجائب جمّة منها أن بطريرك أنطاكية كان يخرجها مرّة في السنة للبركة فكانت تظهر أحيانًا منقبضة، فدرج الناس على اعتبار أن لوضع اليد مدلولاً، فإن انقبضت استدلّوا منها أن السنة المقبلة عليهم سوف تكون سنة عوز وضيق وأن انبسطت استدلّوا منها أنها ستكون سنة وفرة وبحبوحة. هذا وقد استقرّت يمين السابق أخيرًا في دير ديونيسيو في جبل آثوس.
تذكار حافل للنبي الكريم السابق المجيد يوحنا المعمدان
نقيم اليوم تذكارا حافلا للقديس النبي السابق المجيد لأنه أداة عيد الظهور الإلهي. والنبي الكريم السابق المجيد اليوم، هو مسار سماوي للثالوث ومصباح بالجسم وغصن للعاقر وصديق مولود البتول مريم. زيّنته حكمة الله وتلألأ بمصابيح الفضيلة الفائقة الطبيعة وأظهر سيرة عادمة الهيولى. يعتبر أرفع الأنبياء شأنا وأعظم مواليد النساء. هذا بشهادة الرب يسوع نفسه (متى 11). وهو الوسيط بين العهدين القديم والجديد وخاتمة الأنبياء، مقاما من الشريعة والنعمة في آن، مختتما الأولى و مفتتحا الثانية خاتمة .الناموس وباكورة النعمة الجديدة. وهو مساو للملائكة بسيرته الغربية وقد أجاز حياته كمثل ملاك على الأرض وسكن القفر “منذ عهد الأقمطة”. كما أنه بارتكاضه في الحشا (لوقا 1 :44) أنبأ بسرور بالثمر البتولي في بطن مريم وسجد له .
ويبقى السابق المجيد في الكنيسة بعد شهادته سابقا للمسيح في حياة المؤمنين في كل جيل. فهو النموذج الزهد والبتولية وحياة التوبة واللاهوى. وهو زعيم الرهبان وساكن القفار لا يكفّ عن الإعداد لمجيء السيد فينا. “أعدّوا طريق الرب. اجعلوا سبله قويمة”. ونحن باتباعنا صوته الداعي إلى التوبة نستعدّ حسنا لإقتبال المعمودية المقدّسة وتفعيلها، ونحفظ، في خطّه الزاهد المتقشّف، نعمة الله المستودعة بالمعمودية وننميها إلى ان يستقر الرب يسوع المسيح فينا بالكلية في ملء قيامته المجيدة.
القدّيس الشهيد أثناسيوس أتاليا المستشهد في أزمير
كان القدّيس أثناسيوس مقيمًا في إزمير، اعتاد الإحتكاك بالأتراك كلّ يوم واحتمال التحقير والتجريح منهم. مرّة، ومن دون انتباه، خرجت من فمه القولة الإسلاميّة “لا إله إلاّ الله” فسمعه بعض الأتراك فاستاقوه إلى القاضي مدّعين أنّه شهر إسلامه وهو شهود لذلك، لكن أثناسيوس أنكر أن يكون قد تخلّى عن إيمانه بالمسيح واقتبل الإسلام وإن ما تفوّه به أن هو سوى صيغة كلاميّة عامّة ليست حكرًا على الإسلام، بل يقصد بها الإله الذي يؤمن هو به كمسيحي. أُودع السجن وتعرّض للاستجواب الصوري، كما تعرّض للضرب بالسياط ولألوان أخرى من التعذيب. كلّ هذا لم يزعزع أيمانه بالربّ يسوع بل بقي ثابتًا صامدًا، وإذ عيل صبر القاضي أمر بإعدامه فقُطع رأسه وألقي للكلاب. لكن الكلاب لم تمسّه، إلى أن جاء بعض الأتقياء وأخذوه. بعد ثلاثة أيام وواروه الثرى بلياقة.
الطروبارية
+ باعتمادك ياربّ في نهر الأردن ظهرت السجدة للثالوث لأن صوت الآب أتاك بالشهادة مسميّاً إياك ابناً محبوباً والروح بهيئة حمامة يؤيد حقيقة الكلمة فيا من ظهرت وأنرت العالم أيّها المسيح الإله المجد لك.
+ أيها النبي السابق لحضور المسيح إننا لا نستطيع نحن المكرمين إياك بشوق أن نمدحك بحسب الواجب لأن بمولدك الشريف الموقر انحلّ عقر امّك ورباط لسان أبيك وكرز للعالم بتجسد ابن الله.