تذكار علامة الصليب التي ظهرت في السماء على مدينة أورشليم.
أنه على عهد الملك قسطنديوس بن قسطنطين الكبير في أيام كيرلس رئيس أساقفة أورشليم سنة 346 يوم العنصرة الساعة الثالثة من النهار ظهرت علامة الصليب من نجوم بهية ممتدة من الجلجلة إلى جبل الزيتون.
القدّيس نيلوس
ولد في السنة 1433م في كنف عائلة نبيلة في موسكو. كان مسؤولاً عن المحفوظات لدى الأمير الكبير. ترك كلّ شيء واعتزل في دير القدّيس كيرللس – البحيرة البيضاء. كيرللس هو أحد تلامذة القّيس سرجيوس رادونيج. وإذ وجد نيلوس أن الصرامة في دير القدّيس كيرللس ضعيفة، وأن الرهبان يتبعون مشيئاتهم أكثر مما يتمسّكون بتراث الآباء القدّيسين، ترك المكان وخرج يبحث عن مصادر أصيلة للحياة الرهبانيّة بمعيّة صديقه وتلميذه القدّيس أينوكنديوس، مؤسس دير كومل. زار الأثنان أديرة القسطنطينية وبقيا سنوات عديدة في الجبل المقدّس ليدرسا تقاليد الآباء القدامى ونمط الحياة الهدوئيّة التي ازدهرت. هناك تلقّن نيلوس اليونانيّة فصار بإمكانه أن يتأمّل كتابات الآباء في شأن حفظ الذهن وصلاة القلب.
عاد الصديقان إلى دير البحيرة البيضاء حوالي السنة 1480م وبنى أول قلاية بقرب الدير ثم ابتعد خمسة عشر كيلومترًا ليقيم في موضع موحش ليس فيه ما يجتذب الزائرين، أراد بذلك أن يستغرق في السكون والصلاة بلا تشتّت كذلك في دراسة الكتب المقدّسة، بما فيها كتابات الآباء القدّيسين وسير القدّيسين. بعد فترة اضطر لقبول عدد من النسّاك وسمح لهم ببناء قلاليهم الخاصّة بهم حول الكنيسة وتركهم يخوضون غمار حربهم الروحيّة على أساس شهادة الضمير. كان الأخوة يجتمعون مرّتين في الأسبوع ليقيموا سهرانة الليل بطوله ويختمونها بالقدّاس الإلهيّ والمائدة المشتركة.
ذاع صيته حتّى بلغ أكثر المراكز في روسيا، واشترك في مجمع موسكو في السنة 1490م، للنظر في وضع بعض المتهوّدين الهراطقة، كما اشترك في السنة 1530 في مجمع اقترح خلاله تجريد الأديرة المشتركة من ملكية القرى والأملاك الواسعة التي تلهي الرهبان عمّا يتفق والرهبانيّة ويحوّلهم غلى قوى إقطاعيّة. وبعد ذلك أمسك القدّيس عن الكلام واعتزل في إسقيط سورا وأمضى سنيه الأخيرة في الصلاة منشغلاً بنسخ مخطوطات القدّيسين الآباء.
القديسون الشهداء كودراتوس ورفيقاه
كان كودراتوس شابا نبيلا، غنيا، مثقفا، وهو من بين عدد من المسيحيّين الذين رفضوا تقديم الأضاحي للأوثان، وانتظروا الساعة التي سيؤدون فيها اعترافا بالربّ يسوع. ودخل السجن ليحث الضعاف على التشبث بالإيمان.
وأمام الحاكم، الذي طلب من المسجونين كشف هويتهم، هتف: “نحن جميعا هنا مسيحيون، وهذا الاسم هو عنوان مجدنا! نحن سكان أورشليم السماوية !” فوجىء الحاكم وأمر بإيقافه، فتقدم إلى أمام القاضي وأدان عبادة الآلهة المزيّفة. فمدّدوه وضربوه. ولما عرف الحاكم أنه من أصل نبيل، أوقف التعذيب ودعاه إلى الإشتراك بتقديم الأضاحي . وبعدما واجه منه كل الامتناع أسلمه إلى التعذيب من جديد. فأشبعه الجلادون ضربا، ولكن على غير طائل. ولما كان المساء أعيد الأسرى إلى السجن ومدّد كودراتوس على كسر الفخار وجعل حجر ثقيل على صدره.
وأخذ الحاكم معه الأسرى المسيحيين إلى نيقيا ليضحّي هناك. ومشى كودراتوس أمامهم كضابط، ولمّا بلغوا المكان تظاهر بأنه أذعن وطلب أن يحّل من قيوده. للحال اندفع إلى داخل المعبد وحطّم كل الأصنام فيه. قبض عليه الوثنيّون وقيّدوه ومزّقوا جنبيه بأظافر حديدية في حضور المسيحيّين الذين خارت عزائمهم ورضخوا وقدّموا الأضاحي. فاتّهمهم القدّيس كودراتوس بالجبن وقلّة الإيمان بقيامة الأموات، وذكّرهم بأنهم سيؤدّون حسابا عسيرا عن خيانتهم لدى منبر المسيح المرهوب. فحرّك كلامه قلوب بعض هؤلاء فتابوا بالنواح والاستسماح. فأمر الحاكم بإرسالهم إلى مواطنهم ليحرقوا هناك، فيما عذب للفور كل من ساتورنينوس وروفينوس وقطع رأساهما. أما الأسرى الباقون فأرسلوا إلى أبولونياس حيث جرت محاولة حملهم على التضحية من جديد على غير طائل. أما كودراتوس فنقل مجددا إلى هيرموبوليس، محمولا على عربة لأنه لم يكن بإمكانه أن يمشي لجراحه. هناك، بعدما استبان استجوابه عقيما عرّضوه للنار وأخيرا قطعوا رأسه.
الطروبارية لتذكار علامة الصليب
إن رسم صليبك قد أشرق ألآن بما يفوق الشمس بهاء، ممتداً من الجبل المقدّس إلى مكان الجلجلة، وبه أعلنتَ يا مخلّص قوّتك التي فيه، فلذلك أيّد ملوكنا المؤمنين وخلّصهم في كل حين بسلام، بشفاعات والدة الإله أيّها المسيح الإله وخلّصنا.