القدّيس أنستاسيوس
أصل القدّيس من قرية في منطقة يوانينا. كهن في رعيّة في نواحي القسطنطينية. إثر استشهاد القدّيس قسطنطين الروسيّ استبدّت فيه رغبة الإقتداء به. صلّى ليبيّن له الربّ الإله السبيل الذي يشاء أن يسلكه في هذا الشأن. فلمّا حصل أنّ راهبًا قبرصيًّا أعمى ارتدّ عن الإيمان إلى الإسلام، وإذ مرّ به قدّيس الله وسمعه يعلّم انتابه حزن شديد عليه. وإنّ متسكّعين لاحظوه وعرضوا عليه الإقتداء بهذا الأعمى ليحظى بالجنّة فأجابهم أنستاسيوس أنّ كلّ ما خرج من فم هذا الأعمى كذب وأنّ نفسه مضروبة بالعمى أكثر من جسده. فهجم عليه الأتراك ساخطين واستاقوه إلى أمام القاضي ومن ثمّ إلى أمام الوزير الأكبر. فلمّا أعاد أنستاسيوس ما سبق أن قاله في شأن الأعمى حُكم عليه بالنفي إلى خيو، فلمّا كان على وشك الإبحار إلى هناك طلب مجدّدًا أن يقابل الوزير، ظنّ الأتراك أنّه يريد أن يكفر بإيمانه ويشهر إسلامه. لكن ظنّهم خاب لمّا تفوّه بكلام قاس على الإسلام معترفًا بالمسيح إلهًا حقانيًّا. بنتيجة ذلك أصاب الحاضرين الذهول وأمر المفتي بقطع رأسه فتمّ ذلك أمام جامع “جاني تسامي” حيث أدّى أعترافه بالمسيح أولاً. وكان ذلك في الثامن من تمّوز ف العام 1743م.
القدّيس البار ثيوفيلوس المقدوني المفيض الطيب
ولد في مقدونيا من ابوين تقيّين فاضلين، وإذ اقبل كل يوم على مطالعة الكتب المقدسة، وانصرف، منذ سن مبكرة، عن ذويه وتخلى عن مقتنياته ليصير راهبا، ثم بعد ذلك بقليل كاهنا.كرّس نفسه لتعليم كلمة الله، وقدّم للمسيحيّين المعذبين نفسه مثالا طيبا للحياة الإنجيلية الحق. رافق صديقه أكاكيوس الذي كان رئيس كهنة كارديشا، إلى مصر. بعد إقامة في جبل سيناء، حجّ إلى الأرض المقدّسة عاد ثيوفيلوس إلى القسطنطينية حيث خدم بضع سنوات إكسرخوسا وأمينا للوثائق في الكنيسة الكبرى. رغم التقدير الذي تمتّع به أثر الاعتزال في جبل آثوس. انضمّ أولا إلى رهبان دير فاتوبيذي. جعل نفسه في خدمة أسقف ماتيمنا المعتزل هناك. ثم انتقل إلى دير الإيفيرون، وتعلم من الجميع. مارس مهنة الخط ونسخ، بعناية كبيرة، الكتب المستعملة في الخدم الإلهية. ذاع صيت فضائله. قصده العديدون مسترشدين، لا سيما من سكّان تسالونيكي الذين لم يعرفوا راعيا نظيره. ادّعى المرض وانكفأ،ثم أقام في قلاّية منفردة على ارض الإيفيرون. و لمزيد من الخلوة انتقل إلى قلاية أخرى تابعة لدير باندوكراتور. سلك في نظام صارم. اغتذى بالكتب المقدّسة. ونصوص الآباء القدّيسين. استغرق في صلاة القلب حتى استبان بكليّته مشبعا بمحبة الله ولمّا يعد هو يحيا بل المسيح فيه.
لمّا بلغ ملء قامة المسيح عرف بيوم مفارقته فامكنه أن يضع وصيّته كتابة. دعا الكهنة فأقاموا لديه صلاة الزيت. سأل المسامحة من الجميع. في اليوم التالي أقام في الصمت وساهم القدسات. ثم دعا تلميذه وأمره ألا يعلم أحدا بموته وأن يلقي جسده في الغابة لتفترسه الوحوش. وإذ تمدّد بسلام على مضجعه قال: ” ايها الربّ يسوع المسيح، أقبل روحي!” رقد رقود القدّيسين يوم الأحد في الثامن من تموز سنة 1558 مقبل شروق الشمس.
القدّيس الشهيد بروكوبيوس
ولد القدّيس بروكوبيوس في أورشليم من أب مسيحيّ وأم وثنيّة.
اسمه في الأساس كان نيانيس. إثر وفاة والده أنشأته أمّه بالكامل على الوثنيّة الرومانيّة. لمّا كبر، لاحظه الأمبراطور ذيوكليسيانوس فضمّه إلى موظفيه،وعندما أطلق الأمبراطور حملةً لاضطهاد المسيحيّين في الاسكندريّة، أرسله على رأسها. وفي الطريق حصل له شبه ما حصل مع شاوول الطرسوسيّ على طريق دمشق.
غيّر هذا الحدث حياته، وقلبها رأسًا على عقب، فوجّه الحملة ضدّ القبائل التي اعتادت أن تهاجم أورشليم لغزوها وسبي نسائها.
قيل أنّه حقق نصراً كاسحاً ودخل إلى أورشليم وأطلع أمّه على كونه صار مسيحيّاً. في ذلك الحين كانت لا تزال وثنيّة فوشت به. جيء به للمحاكمة فنُزِعَ عنه زيّه العسكريّ وأُُخضع للتعذيب وأُلقي في السجن..
لم يتزعزع إيمانه رغم تعرّّضه للعذاب، فصدر الأمر أخيرًا بقطع ر أسه، فتمّت شهادته.
الطروباريّة للقديس بروكوبيوس
شهيدك يا ربُّ بجهاده، نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين، وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلات شهيدك بروكوبيوس أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.