القديس ماما الشهيد
ولد القديس ماما في القرن الثالث، في بافلاغونيا، في آسيا الصغرى الشمالية قرب البحر الأسود. اثناء حملـة اضطهاد للمسيحيين سُجـن والداه قبل ولادتـه. وُلد ماما في السجن حيث رقد والداه معتـرفين بالإيمـان. أخذت امرأة مسيحية ارملة الطفل وربتـه. بقي أخرس لا ينطق حتى الخامسة من عمره. واول كلمة لفظها “ماما” ودعي بهذا الاسم منـذ ذلـك الحين. نشأ ماما على التـقوى مجاهرا بإيمانـه المسيحي. حدثت موجة اضطـهاد ايـام الامبراطـور اوريليانس فقَبض الجنـد على ماما وساقـوه امام حاكـم قيصريـة الكبـادوك ثـم امام الامبراطور الذي حاول ارغامـه على تقديـم الذبـائـح لآلهـة الوثنيين. تحداه ماما ولم ينكر الرب يسوع المسيـح رغم التملـق والتهديد والعذاب الشديد. لما مات حرقا وطعـنـا بالحراب القى الجلادون جسده في البحر. هكذا قضى ماما شهيدا للمسيح سنـة 275.
التقط الـمـؤمنـون بقاياه ودفنـوه، ويقال ان العديد من الـمـرضى شفوا بشفاعته. لا يـزال الـمـؤمنـون يستشفعون القديس ماما ويشيـدون الكنـائس على اسمه.
القدّيس يوحنا الصوّام بطريرك القسطنطنيّة
ولد يوحنا ونشا في مدينة القسطنطينية. امتهن النحت كأبيه وكان محبا لله منذ نعومة أظفاره. عرف به البطريرك يوحنا الثالث فأرسل في طلبه وسامه، في الوقت المناسب، شمّاسا، وأسند إليه خدمة الفقراء. وكان يوحنا محبّا، شفوقا سخيّا لا يفرّق في خدمة الفقراء بين مستحق وغير مستحق. وقد ارتبطت لديه محبة الفقراء بالتقشّف والنسك الشديدين. وفي العام 582 فرغت سدّة البطريركية فاختير بطريركا جديدا فمانع ثم رضخ واتخذ اسم يوحنا الرابع. وامتدت خدمته ثلاث عشرة سنة، وهو أول من لقب بـ “البطريرك المسكوني”.
حافظ يوحنا، في البطريركية، على نسكه ومحبته للفقير ولم يتغيّر، فكان لا يشرب الماء إلا قليلا جدا ولا يتناول من المأكول سوى بعض الخسّ والبطيخ والتين المجفف والزبيب. ولهذا السبب لقبّته الكنيسة بـ “الصوام”. وكان يبدد كل ما لديه على المساكين تبديدًا.ويقال أنّه من كثرة ما أنفق، اضطر، في أواخر حياته، إلى الإستدانة من الأمبراطور.
رقد في سلام عام 595 بعد موته أراد الأمبراطور أن يسترد ما له من ديون على البطريرك. فلما كشفوا على قلاّيته لم يجدوا فيها سوى ملعقة من خشب وقميص من كتّان وجبّة عتيقة.
الطروبارية
+ يأنت أيها الشهيد ماما، نبت صالح في حقل الرّب، فقد كنت بالمخلص كارزاً وللعجائب بإسمه مجترحاً، ولآثار الشهداء مقتفياً. أيها الشهيد، تشفع بنا الى المسيح، أن يمنح الجميع الرحمة العظمى.
+ لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان وصورة للوداعة ومعلّماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة يوحنا، فلذلك أحرزت بالتواضع الرّفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله، أن يخلّص نفوسنا.