الكنيسة الارثوذكسية تقوم على التقليد الرسولي المستمر منذ عهد الرسل حتى اليوم. وهو متمثل بالتعليم الرسولي الشفهي والكتابي (1 تسالونيكي 2: 15)،العهد الجديد نفسه هو قطعة من التقليد. والمجامع المسكونية جمعت عددا من الاباء تمثل تقليد الكنيسة الحي. فهناك عشرات من مجامع الهراطقة التي لفظتها الكنيسة. الاريوسيون عقدوا مجامع عديدة واصحاب الطبيعة الواحدة وايضا اصحاب المشيئة الواحدة.
ضغط الاباطرة على الاساقفة مرارا فخضعوا لهم. اقسنيطيوس ابن قسطنطين ارهق الكنيسة فتمرد عليه اثناسيوس الكبير وهيلاريون اسقف بواتيه.
فاسيليكوس الامبراطور المغتصب انتزع في القرن الخامس 700 توقيع من الاساقفة. حتى القديس اندراوس الدمشقي خضع للضغط وخضع للمشيئة الواحدة. ولكنه تاب وانشأ القانون الكبير اشهر التراتيل الكنسية.
المجامع المسكونية السبعة لها طبيعتها الخاصة. المجمع المسكوني لا يقرر العقيدة بل يعلنها ولا يصبح مسكونيا الا اذا اعترفت به الكنيسة. ولذلك المجمع المسكوني السابع اعترف بالمجامع السابقة. لقد رفضت الكنيسة العديد من المجامع لانها خالفت التقليد الكنيسة الروح القدس الساكن في الكنيسة الذي يحمي ايمانها من الزواغان والضلال.
بالنسبة للايقونات والتماثيل ليس في اقوال اللاهوتين اي ذكر للتماثيل. لقد انصب جميعا على الايقونات. وأحد الارثوذكسية هو احد تكريم الايقونات لا التماثيل. منذ باسيليوس الكبير حتى يوحنا الدمشقي وثيئوذوروس الستوديتي وفلاديمير لوسكي (دمشق ولاهوت الايقونة) لايوجد اي ذكر للتماثيل. كلنا انحصرنا بالايقونات وقلنا كلنا ان اكرام الايقونات ينصرف الى شخص المرسوم عليه لا للتماثيل والحجارة. الايقونة ابداع فني روحي لاهوتي. يوحنا الدمشقي المناضل الاكبر عن تكريم الايقونات. وكل اللاحقين نهلوا من تعليمه. والمجمع السابع المسكوني هو عمليا من بنات افكاره. النص اللاهوتي في المجمع المذكور بانشاء تلاميذه بطاركة الاسكندرية والانطاكية واورشليم. رفض النص رئيس المجمع البطريرك طاراسيوس واخذ بالنص البطاركة المذكورين لانه مشبع بتعليم استاذهم البعيد نسبيا. المجمع الهرطوقي المنعقد 750- 754 طعن في يوحنا الدمشقي. الحرب ضد الايقونات استمرت حوالي 100 عام. لم يذكر احد فيها ان التحطيم شمل التماثيل. انحصر التحطيم بالايقونات. بدأت الحرب في دمشق في عام 723 وانتقلت الى القسطنطينية في عام 726. رفعت الامبراطورة ثيودورا الايقونات في عام 843. كل شيء حتى ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا دار حول الايقونات لا حول التماثيل. ولذلك فالتقليد الكنيسة مستمر حتى يوم بدون تزعزع. سقط الكثيرون من الشهداء وبينهم ( رهبان كثيرون) في سبيل عقيدة تكريم الايقونات. نهب الحكام الهراطقة الكنائس والاديرة وثرواتها عبثا. لم ولن نركع باي مبتدع لا في القديم ولا في الحديث. ايماننا الارثوذكسي اقوى من وجودنا. وجودنا فداء ايماننا لا ايماننا فداء وجودنا. ان حفاظ على ايمان الكنيسة الارثوذكسية الجامعة الرسولية كلف الارثوذكس عبر التاريخ اكثر من 50 مليون شهيد. وما زلنا على استعداد للاستشهاد في سبيل هذا الايمان الالهي. الذي لم تستطع الزوابع ان تزعزعه طوال عشرين قرنا من الزمن. عاشت الارثوذكسية وعضدا اركان الى ابد الابدين.
عيد القديس جاورجيوس (2009)
الشماس اسبيرو جبور