١٠ آب – القدّيسين الشهداء سيكستوس الثاني الروميّ ولافرنديوس رئيس الشمامسة وهيبوليتوس – القدّيس هيرون الفيلسوف الإسكندري

November-8-2018

القدّيس هيرون الفيلسوف

أصل القدّيس هيرون من عائلة مسيحية اسكندرانية لها في عدادها شهداء. احتقر المجد والغنى ليمتهن الفلسفة بغية إخضاع الأهواء وأن يفتح في نفسه طريقا إلى الفضيلة من خلال احتقار المحسوسات والعابرات.

ورغم أنّه كان يلبس معطف الفلاسفة والوثنيين فإنه سلك في حقيقة الإيمان المسيحي واحتقر مجادلات المدارس الفلسفية ليسمو إلى علو الوصايا الإنجيلية. لم يقم طويلا في التنظيرات البطّالة فكان شغفه، أولا وقبل كل شيء، ملازمة الحقّ والعدل بإزاء المقترعين وتهدئة اضطرابات الناس وكبح إباحية الكبار وإرساء السلام في العائلات المفككة وإصلاح خشونة الجهلة وتلطيف عنفوان العلماء وتباهي الأغنياء وضبط توثبات الغضب والحقد لدى الفقراء وإلهام الجميع محبّة الفضيلة. وقد كان مقدرا لصمته وحياته وتعففه واحتشامه ووداعته وسائر الفضائل التي أحلّته فوق ما هو مألوف بين الناس. لعب دورا، خلال تفشّي الهرطقة الأريوسية وما نجم عنها من مفاسد، في الدفاع عن الكلمة المتجسّد والكلام في المحافل العامة والطعن بالمقتدرين بكل جسارة. وقد قبض عليه الهراطقة وأخضعوه للجّلد. لكنه بقي غير متأثر وكأن الجلد وقع على غيره لا عليه. وإذ لم ينفع الكلام صمت صمتا نبيلا إثباتا للحقّ الذي لا يقهر. نُفِي إلى واحة في الصحراء حوّلها إلى منبر خطابي ذاع منه تعليمه حتى إلى أقاصي الأرض. إثر عودته من المنفى، بعد أربع سنوات، وجّه إليه القدّيس غريعوريوس اللاهوتي مديحة مؤثرة وشجّعه على الاستمرار في أداء الشهادة للفلسفة الحقانية ضد الوثنيين والهراطقة. وكمثل الحديد الذي يلقى في الماء البارد ليقسو بعد أن يكون قد جعل في النار، استمر هيرون الفيلسوف، بعدما محّصته المحن، يعلم أن الوحدة الحق موجودة في ثالوث الأقانيم الإلهية.

الشهداء سيكستوس الثاني الرومي ولافرنديوس رئيس الشمامسة وهيبوليتوس

كان الأمبراطور استفانوس الاوّل ينظر، بعطفٍ، الى المسيحيّين، لكنّه ما لبث ان وقع تحت تأثير السحرة فأصدر مرسومًا منع فيه الممارسة العامّة للعبادة المسيحيّة. وطالب الإكليروس جميعًا بتقديم الأضاحي للآلهة، مهددًا بنفيهم، وكان اول ضحايا هذا الاضطهاد القدّيس استفانوس، وما لبث ان تكثّف الاضطهاد وصدر مرسوم قضى بإعدام الأساقفة والكهنة والشمامسة، وعلى هذا جرى إيقاف القدّيس سيكستوس الثاني وفي الطريق التقاه لافرانديس رئيس شمامسته، الذي اراد مرافقته فقال له سكستوس ان هناك جهاد ينتظرك، فأسند اليه العناية بإدارة خزينة الكنيسة.
اتم لافرانديوس المهمة الموكلة اليه فشفى مرضى وغسل أقدام المؤمنين على غرار السيد. وما لبث ان استاقه الجنود وسلم الى القاضي هيبوليتوس، الذي سأله ان يسلمه الكنوز التي لديه فطلب ان يعطى ثلاثة ايام وان تفرز له عربات لهذا الغرض، وفي تلك الاثناء استدعى هيبوليتوس عميانا وعرجا ومرضى وبائسين من كل لونن اركبهم العربات وجاء بهم الى القصر الملكي واعلن “هذه هي الكنوز الأبدية للكنيسة، لا تنقص وتزيد ابدا”.

فصاح فاليريانوس :”ضحّ للآلهة وانس ما تلجأ إليه من سحر، أجابه القدّيس ان ليس ما يجعله يؤثر عبادة الشياطيين على خالق الكل، فسلم للتو للتعذيب، وابدى من الصبر قدرا وافرا، حيث اهتدى احد الجنود المدعو رومانوس وصير الى إعدامه على الفور.

دعي لافرانديوس، للمرة الأخيرة، للتضحية للآلهة فرفض وامر بتجريده من ثيابه ومدّه على ما يشبه السرير الشبكي فوق مجمرة، وبعد عذاب لم يثنيه عن جهاده، لفظ صلاته الأخيرة واسلم الروح.
خرج به القاضي هيبوليتوس سرا الى ملكية الأرملة كيرياكي لمواراته الثرى.

استاق جمع من الجند هيبوليتوس الى الأمبراطور الذي وعده بكرامات عظيمة لكنه تمنى ان يتشرف بالخدمة في عسكر المسيح. فأوثق الى خيل برية جرّرته طويلا، وعلى هذه الصورة حاز إكليل الظفر. وما لبثت ان لحقت به مرضعته واهل بيته الذين هداهم.

هؤلاء استشهدوا عام 258م.

الطروباريات

* شهداؤك يا رب بجاهدهم نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا لأنه أحرزوا قوّتك فحطموا المغتصبين وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

* لما تجلّيت أيّها المسيح الإله في الجبل، أظهرت مجدَكَ للتلاميذ حسبما استطاعوا، فأَطلع لنا، نحن الخطأة، نورَكَ الأزليّ. بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور، المجدُ لك.

GoCarch