٢٤ تموز – القدّيسة الشهيدة خريستينا الصوريّة – القدّيس البار بوليكاربوس لافرا المغاور في كييف

November-8-2018

القديسة خريستينا الصوريّة

وُلدت القدّيسة خريستينا في مدينة صور الفينيقية للحاكم الوثني اوربانوس. هيأ لها والدها أسباب الراحة في برج عال، كي يخفي جمالها، ووضع فيه الأصنام الفضية لتقدم لها خريستينا ضحايا يومية، فاختنقت بالجو الوثني الذي حجزت فيه وكانت تتأمل من خلال نافذتها الشمس في النهار والنجوم في الليل، وهذا ما اتى بها الى الإيمان الراسخ بإله حيّ واحد. فلما استبان توقها الى الحق أُرسل إليها ملاك، رسم عليها إشارة الصليب وأسماها عروس المسيح وعلمّها ما يختص بالله. حطمت خريستينا الأصنام، فغضب والدها والقاها في السجن ناويا قطع رأسها في اليوم التالي. لكنه مات في الليلة عينها.

شجاعتها في مكابدة الآلام والتعذيب دفعت العديد من الوثنيين، الى اقتبال المسيح.

يُحكى أنّ الحاكم ذيون سقط صريعًا بين الناس فيما كان يحاكمها، ويوليانوس قام بقطع ثدييها ولسانها فالتقطت الشهيدة لسانها وألقته في وجهه فعمي للحال.

واخيرًا جرى قطع رأسها.

القدّيس الجديد في الشهداء ثيوفيلوس زاكنثوس

كان في عمر الثامنة عشر عندما صار بحّارًا. شطّط يومًا في خيوس ودخل في خلاف مع قبطان السفينة. أحد البحّارة الأتراك انتهز الفرصة وأراد أن يأخذه في عهدته. فلمّا امتنع ثيوفيلوس اتّهمه لدى القاضي المحلي بلبس الطربوش الإسلاميّ.

قاوم القدّيس كلّ الضغوط والوعود لحمله على شهر إسلامه. نجح الأتراك في ختنه بالقوّة، وأزمعوا أن يقدموه هدية للسلطان في القسطنطنيّة في اليوم التالي. في تلك الليلة تمكّن ثيوفيلوس من الإفلات واختبأ ثلاثة أيام ومن ثم انتقل إلى ساموس ثمّ عاد إلى خيوس.
للحال استعرف الأتراك إليه فقبضوا عليه واستاقوه إلى أمام القاضي واتّهموه بالارتداد عن الاسلام فصرخ ثيوفيلوس: “أنا مسيحي وأريد أن أموت كمسيحيّ! لا شيء في العالم يجعلني استبدل نور ديانتي بالظلمات!”

اُلقي في حبس مظلم، وأخرج بعد ثلاثة أيام ليُعرض للمحاكمة من جديد، وإذ أعلن تمسّكه بالمسيح جلدوه. ثمّ بعد استجواب ثالث حكم عليه بالموت حرقًا.

أسرع القدّيس الخطى باتجاه موضع الاعدام كما لو كان ذاهبًا إلى مأدبة ملكيّة. حمل على ظهره الحطب الذي سيستعمل للنحرقة. فلمّا بلغوا دير القدّيس جاورجيوس أعدّ الأتراك المحرقة فدخل القدّيس فيها من ذاته. وفيما كان ينشد الشكر أسلم روحه إلى الربّ وكان ذلك في السنة 1735م.

القدّيس بوليكاربوس

سلك القدّيس بوليكاربوس منذ دخوله المغاور في كييف في جهادات بطوليّة. كان هناك في عهدة قريب له هو القدّيس سمعان المعيّد له في 10 أيار. أثمر ثمارًا روحيّة يانعة ليس بعد ذلك بفترة طويلة. لمّا تسقّف سمعان على فلاديمير أخذ بوليكاربوس معه وتابع تنشيئته في العلم الروحيّ، بالأقوال والأفعال معًا. أطلعه على أخبار آباء كييف القدّيسين الذين سبقوه وكذا جهاداتهم وكيف أرضوا الله. وإذ رغب بوليكاربوس في تعميم الفائدة، من هذا الميراث، على كلّ العطاش إلى الخلاص، عمد إلى تدوين الأخبار التي نقلها له سمعان، ثم أرسلها إلى رئيس دير المغاور أكندينوس.

عاد بوليكاربوس إلى الدير وسعى رغم البعاد عن أبيه الروحيّ إلى السلوك وكأنّه حاضر لديه. فلمّا رقد أكندينوس اختارته الشركة بالإجماع عليها. أنفق بوليكاربوس قواه في حفظ التقليد المسلّم من القدّيس ثيودوسيوس بأمانة. كان للإخوّة مرشدًا قديرًا نشيطًا في اقتيادهم على درب الخلاص. انتشرت شهرة اللافرا في كلّ مكان وكثر الذين يتهافتون على طلب مشورة القدّيس في شأن سلوكهم في حياة الفضيلة. من بين هؤلاء كان بعض أعيان القصر وأقوام من كلّ المشارب. بعض هؤلاء قرّر أن يتخلّى عن كلّ شيء ليحيا في الدير في عهدته. الأمير الكبير روتيسلاف Mstislavovitch، بعدما اقتبل نصائح القدّيس بوليكاربوس، أخذ يشترك في القدسات كلّ أسبوع ودموع التوبة على خطاياه تملأ وجهه . وهو نفسه طلب من القدّيس عدّة مرّات أن يقبله كراهب، جواب القدّيس كان: “الله يأمرك، أيّها الأمير التقي، بأن تبقى في الحال التي أنت فيها، لتحكم بالعدل وتقف أمام الصليب غير متزعزع”.
بعد وفاة القدّيس بوليكاربوس التي حصلت في 24 تموز في العام 1182م بقيت اللافرا طويلاً من دون رئيس، لا لأنّه لم يكن فيها قدّيسون يسوسون الإخوة بل لأنّ هؤلاء الآباء المغبوطين كانوا متّضعين لدرجة أنّه لم يشأ أحد منهم أن يقبل أن يكون رئيسًا. هذا الوضع سبّب اضطرابًا في الشركة. وقد صلّى الإخوة مجتمعين وطلبوا من القدّيس بوليكاربوس أن يعينهم فسمّى لهم كاهنًا مترمّلاً من خارج اللافرا اسمه باسيليوس وقال لهم أن يجعلوه رئيسًا عليهم. فعمل الإخوة بما أشار به القدّيس بوليكاربوس عليهم. واستبان، في الوقت المناسب، أنّ باسيليوس هذا كان رجل فضيلة وساس الإخوة بحكمة كبيرة إلى أن رقد رقود الأبرار.

الطروبارية

نعجتك يا يسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلة: ياختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبةً إياك، وأُصلَبُ وأُدفن معك بمعموديّتك، وأتألّم لأجلك حتّى أملك معك، وأموت عنك لكي أحيا بك. لكن كذبيحةٍ بلا عيبٍ تقبّل الّتي بشوقٍ قد ذُبحت لك. فبشفاعاتها أيّها المسيحُ الإلهُ خلّص نفوسنا.

GoCarch