١٠ شباط شباط – القدّيس الشهيد في الكهنة خرالمبوس – القدّيس البار بروخوروس الكييفيّ

September-4-2018

القدّيس بروخوروس

عاش هذا القدّيس في من الأمير الكييفي الروسي سفجاتوبولك (1093 – 1113م). هذا كان، أول أمره، ظالمصا عنيفًا عبثيًّا فسادت في أيامه الصراعات الداخليّة والناعات الإقليميّة وضربت الأرض المجاعة. في ذلك الوقت قدم بروخوروس من سمولنسك إلى دير الكهوف في كييف لتيرهّب. أعطى نفسه بالكليّة للطاعة والنسك. حرم نفسه ختّى الخب. أخذ يجمع نباتًا مرًّا يشبه السبانخ فيطحنه ويصنع منه خبزًا. هذا كان كلّ طعامه. كان يعدّ خبزه الخاص مرّة في السنة. لم يذق خبز القمح إلا في القدسات. وقد نظر الربّ الإله طول أناته ونكران ذاته فجعل لأرغفته طعمًا حلوًا. امّا شرابه فكان الماء الزلال وحسب. كان دائم الفرح بخدمته للربّ. الغزوات لم تكن تخيفه، لم يكن يخشى المصير. كان كواحد من العصافير.

وحدث نتيجة الصراع بين الأمراء أن الملح صار قليلً في الأرض الروسيّة ، والموجود احتكره التجذار ورفعوا سعره، إذ ذاك طاف بروخوروس على الرهبان وأخذ منهم كلّ ما عندهم من الرماد وبالصلاة حوذل الربّ الرماد إلى الملح فكان لحاجة الرهبان ثم صار بركة يتهافت عليها الناس، واعطى الكل ما يحتاجون، هذا أثار غضب التجّار فتقلوا إستياءهم إلى الأمير الذي لجشعه احتكر الملح دون التجّلر ليصيب ما طاب له من الربح. فبعث بمن صادر الملح الذي كان بحوزة القدّيس، فلمّا وصل إليه تحوّل إلى رماد فألقاه خارجًا أثناء الليل. أمّا النالس فاستمرّوا يتدفقون على القدذيس طلبًا للملح، فكان يقول لهم إذهبوا إلى دار الأمير ومتى لاحظتم أنّه يلقي بالرماد خارجًا التقطوه فإنّه يصير لكم ملحًا. ففعلوا كما أوعز إليهم وجرى كما قال لهم، فلما درى الأمير بالأمر تعجّب جدًا وتاب عن عيّه وصار يوقّر الرهبان والقدّيس توقيرًا كبيرًا. وأخذ على عاتقه أن يدفن قدذيس الله بنفسه إذا ما رقد قبله. وطلب أن يواريه القدّيس الثرى إذا ما كان هو السبّاق.

سلك القدّيس في النقاوة بريئًا من العيب سنين طوالاً وكان مرضيًا لله. فلما مرض مرضًا شديدًا عرف أن نهاية رحلته على الأرض وشيكة. كان الأمير يومها في إحدى حملاته العسكريّة، فبعث إليه القدّيس يدعوه إلى إتمام نذره وإلا ما أصاب نجاحًا. فصرف عسكره بسرعة وجاء إلى القدّيس. فلما وصل إليه وعظه القدّيس عن الرأفة والدينونة الآتية والحياة الأبدية والعذاب الأبديّ. وبعدما استكمل الكلام أعطى الجميع البركة وقبّلهم ورفع يديه وأسلم الروح. فحمله الأمير على كتفه ودفنه في الكهوف كما وعد. مذ ذاك سلك الأمير باستقامة وتغيّر حال الرعية وحقّق انتصارات جمّة على أعدائه.

القدّيس الشهيد في الكهنة خرالمبوس (فرح)

استشهد القدّيس خرالمبوس في زمن الأمبراطور الروماني سبتيموس ساويروس (194 -211 م) وحاكمية لفيانس لمدينة مغنيزية القريبة من أفسس حيث عاش خرالمبوس وقضى. هناك خدم كاهنا للمسيحيين سنوات طويلة. وقد ذكر انه لما أتته الشهادة كان في سن متقدمّة جدا حتى لا يبدو في التاريخ ان أحدا من الشهداء عمّر بمقدار ما عمّر هو. بعض المراجع أحبّ ان يجعله في سن المائة وسبع سنوات وبعضها في سن المائة والثالثة عشرة.

وإذ اندلعت على المسيحيّين، في ذلك الزمان، موجة من الاضطهاد، أتهم خرالمبوس بإثارة الشغب واعتبر خطرا على أمن الدولة فتّم القبض عليه واستياقه إلى لفيانس. كان بثوبه الكهنوتي فيما يبدو، فهددّه الوالي بأشد العقوبات فأجاب: أنت تعرف ما هو نافع لي. لذا أقول لك، ليس أطيب إلى قلبي من مكابدة العذابات لأجل المسيح. فأنزل بجسدي الهرم هذا، وبأسرع ما يكون، أيّا تشاء من العذابات التي تحسبها مستحيلة الحمل لتعلم قدرة مسيحي التي لا تقهر. فجرّدوه من ثيابه ومزّقوا جسده بمخالب جديدة فلم تخرج منه أنّة واحدة بل قال :” أشكركم يا إخوتي لأنكم بتمزيقكم جسدي الهرم تجدّدون روحي وتعدّونها للطوبى”.

أذاقوه من التعذيب ألوانا شتّى فكانت كأنها تنزل بغير جسده. وقد ورد أنه جرت به آيات عدّة وان لفيانس اهتدى لمرآه وقوة نفسه ونعمة الرب الإله عليه. كذلك اهتدى اثنان من جلاّديه، برفيريوس وبابتوس، وثلاث نساء وغالينة ابنة الأمبراطور. أيضا ورد انه مثل أمام الأمبراطور في أنطاكية بيسيدية وانه أخرج شيطانا من أحد الممسوسين لديه. كان الشيطان قد أقام في ذلك الإنسان خمسة وثلاثين عاما. فلما أشتمّ رائحة القداسة تفوح من رجل الله صرخ: أبتهل إليك يا خادم الله الا تعذبني قبل الأوان! مرني وأنا أخرج من الرجل! ولو رغبت قلت لك كيف دخلت إليه. فأمره القدّيس بأن يتكلم. فأجاب: هذا الرجل رغب في سرقة جار له وفكّر في نفسه هكذا، إن لم أقتله أولا لا يمكنني ان اضع يدي على خيراته. فذهب وقتله. وأنا قبضت عليه في هذا الفعل فدخلت فيه واستوطنت كل هذه السنين. فلما قال هذا أمره القدّيس بالخروج من الرجل فخرج للحال وهدأ الإنسان.
أخيرا بعدما نفذ صبر الأمبراطور أمر بخرالمبوس فجرى قطع رأسه. وقد وارته غالينة، ابنة الأمبراطور، الثرى. جمجمته محفوظة اليوم في دير القدّيس استفانوس في المتبورة في اليونان، فيما بقية أعضائه موزّعة في أمكنة عدّة بينها جبل آثوس وفلسطين وقبرص والجزر اليونانية وكريت وتركيا. وله في بلاد اليونان إكرام جزيل وتنسب إليه عجائب كثيرة

الطروبارية

+ لقد ظهرت أيها الحكيم فرح مثل عمود لكنيسة المسيح غير متزعزع، ومصباح للمسكونة دائم الإنارة، وتلألأت في العالم بواسطة الاستشهاد، فأزلت ظلمة العبادة الوثنيّة أيّها المغبوط ،فلذلك تشفع بدالة إلى المسيح في خلاصنا.

GoCarch