١١ تموز – القدّيسة أولغا أميرة روسيا المدعوّة هيلانة في المعمودية المقدّسة – القدّيس الجديد في الشهداء نكتاريوس – أعجوبة القدّيسة أوفيميا بشأن اعتراف إيمان المجمع المسكونيّ الرابع

November-8-2018

القدّيسة أولغا

القدّيسة أولغا من عائلة نبيلة من بسكوف، امتازت بالذكاء والجمال، تزوّجت الأمير الكبير لكييف أيغور. ما لبث زوجها ان اغتيل، عادت إليها الوصاية على ابنها سفياتوسلاف فملكت على كييف، حكمت بالحكمة والرأفة. نجحت في جعل السلطة مركزية بعدما كانت مشتّتة. تمكّنت بذلك من وضع حدّ للغزوات القاتلة للقبائل السلافيّة. نظمت التجارة وأقبلت على التبادل التجاريّ والقسطنطينية، هدفها كان مساعدة شعبها على الإنفتاح على الحضارة. حوالي العام 955م قامت برحلة إلى القسطنطينية، فأحسن الأمبراطور قسطنطين السابع وفادتها، ويبدو أنّها اقتبلت المعمودية بيد البطريرك بوليفاكتوس واتّخذت هيلانة اسمًا لها. وإثر عودتها إلى روسيا جابت البلاد مبشّرة بالمسيح وأسّست مدينة بسكوف إثر ظهور إلهيّ. اهتمّت بتنشئة أحفادها الثلاثة في غياب ابنها سفياتوسلاف منصرفًا إلى معاركه العسكريّة. لم تتمكّن من تعميدهم لإعتراض أبيهم الذي استمرّ وثنيًّا. مرضت في العام 969م، وحاولت مرّة أخرى أن تهدي الأمير الكبير إلى المسيحيّة لكنّه بقي معاندًا. قيل أنّها تنبّأت بالهداية العتيدة لروسيا وبالنهاية الحزينة لإبنها الذي اغتيل بعد ذلك بثلاث سنوات. رقدت بسلام في الربّ في 11 تمّوز من العام 969م. نقل رفاتها إلى كييف القدّيس فلاديمير. أُخفيت لحفظها من أعمال النهب المتكرّرة للمدينة، لكن لم يبن لها أثر فيما بعد. رغم جهود القدّيسة لم يكن هدايتها تأثير مباشر على شعبها لكنّها هيّأت الأرضيّة المناسبة لذلك بتنشئتها حفيدها القدّيس فلاديمير. كانت لشعبها بمثابة خمير أو كالفجر يذيع بالنهار المشرق.

القدّيس الجديد في الشهداء نكتاريوس من ناحية القدّيسة حنّة

ولد في بورلا وهي قرية في أفسس. في سن السابعة عشرة مات أبوه ولأنّه كان فقيرًا دخل في خدمة تركي جعله على جماله. ضرب الطاعون المنطقة فتفرّق السكّان في الريف هربًا من العدوى، تبع معلمه نكتاريوس وسمع أن أمّه ماتت قبل أن يتخّذ الاسلام دينًا هو وستة خدّام مسيحيين آخرين، كن بعد أيام تبيّن أنّ أمّه كانت لاتزال على قيد الحياة فأسرع للسلام عليها بلباس التركيّ فلمّا نظرته صرخت في وجهه ورفضت رد السلام عليه وأنّبته على فعلته فانتبه لمّا قام به وانتقل إلى أزمير حيث أبحر إلى القسطنطنيّة ومن هناك إلى فالاخيا، واعترف بخطيئته لدى كاهن آثوسي، الذي نصحه بالانتقال إلى الجبل المقدّس حيث أقام في قلاية أحد مواطنيه الذي عرضه على عدّة أباء روحيين وكرّر الاعتراف ذاته وأعلن توبته العميقة ورغبته الجامحة في بذل دمه من أجل المسيح. لكن كلّ المعرّفين الذين كشف لهم قصده خافوا عليه لصغر سنّه وحاولوا صرفه عن قصده، وتعرّف هناك بمواطن آخر الذي عرض عليه البقاء معه في أسقيط القدّيسة حنة. اقتبل الثوب الرهباني باسم نكتاريوس وكان يقدّم نفسه للشهادة الطوعية كلّ يوم صومًا وسهرًا وبكاءً.

لمّا بلغ الثانية والعشرين حظي ببركة الآباء وترك الجبل المقدّس مقرّرًا المجازفة ليبلغ هدفه المنشود. وصل إلى بورلا مع مواطنه دانيال فاصطدم بذويه الذين أرادوا طردهما خوفًا من انتقام الاتراك، ولكي يسكّن نفوسهم لبس زيًّا تركيًّا إلى يوم صادف فيه عيد للمسلمين، عرض نفسه على القاضي المحلّي وأعلن عن خطئه باقتباله الاسلام ورغب بالعودة إلى المسيحيّة وأنّه مستعدّ للموت في سبيل ذلك، غير أن القاضي لم يسلمه للتعذيب بل صرفه ليفكر في الأمر، بقي في السجن خمسة أيام يتضرّع لوالدة الإله أن تمنّى عليه بهذه النعمة، فلمّا وقف في اليوم التالي أمام القاضي ثابتًا في موقفه فصدر الأمر بالتعذيب ولقتبل الحكم الذي صدر عليه بالاعدام وجرى قطع رأسه في 11 تموز سنة 1820.

أعجوبة القدّيسة أوفيميا بشأن اعتراف إيمان المجمع المسكونيّ الرابع

سعى آباء المجمع المسكونيّ الرابع المنعقد سنة 451م في مدينة خلقيدونيا في البازيليكا الفسيحة للقدّيسة أوفيميا إلى دحض الآراء الهرطوقيّة للأرشمندريت أفتيشيس المدعوم من رئيس أساقفة الإسكندريّة ديسقورس القائلَيْن بوحدانيّة الطبيعة في المسيح.

ولالتماس حكم قاطع من الله في هذا الشأن، اقترح البطريرك القدّيس أناتوليوس أن يحرّر كلٌّ من الفريقين كتاباً يضمّنه دستور إيمانه الخاص به، وأن تُجعل الوثيقتان في الصندوق الذي يضمّ جسد القدّيسة أوفيميا.

ولمّا وُضع الكتابان على صدر القدّيسة خُتم الصندوق وانصرف الآباء إلى الصلاة. بعد ثمانية أيّام عاد الجميع إلى المكان، فما إن فتحوا الصندوق حتّى اكتشفوا أنّ القدّيسة كانت تضمّ كتاب الإيمان الأرثوذكسيّ إلى صدرها فيما وُجد كتاب الهراطقة عند قدميها

الطروباريّة للقديسة أوفيمية

لقد أبهجتِ جداً المستقيمي الرأي وخذلتِ ذوي الرأي الوخيم يا أوفيمية بتول المسيح الجميلة لأنّك قد أثبتِّ المعتقدَ الحسن، معتقد آباء المجمع الرابع. فيّا أيّتها الشهيدة المجيدة ابتهلي إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.

GoCarch