١١ كانون الثاني – القدّيس البار ثيودوسيوس رئيس الأديار – القدّيس البار ميخائيل المتباله – القدّيس البار فيتاليوس

August-26-2018

تذكار البار ثيودوسيوس رئيس الأديار

ولد ثيودوسيوس في قرية كبّادوكية تدعى موغاريسوس لأبوين تقيّين اسم ابيه كان بروهيريسوس واسم أمه أفلوغيا، ترهّبت، في كبرها، وصار ابنها ثيودوسيوس أباها الروحي. كان قوي البنية. أمرا واحدا كان يملأ جوارحه : الرغبة في رؤية الأرض المقدّسة. اعتاد ان يقرا الكتاب المقدّس باستمرار.

لما بلغ ثيودوسيوس انطاكية ذهب ليتبرك من القدّيس سمعان العمودي ويأخذ منه كلمة منفعة. بعد ذلك أسرع الخطى إلى أورشليم، فهداه الرب إلى أب شيخ مبارك يدعى لونجينوس، فأقام معه زمانا طويلا ثم انتقل إلى قلاية صغيرة على طريق بيت لحم، وما لبث أن ذاع اسمه فأخذ الناس يقبلون عليه مما ضايقه لدرجة انه ترك الموضع وانتقل إلى أعلى الجبل حيث استقر في مغارة.
واختيار ثيودوسيوس لهذا المكان الجديد كان ليتمكن من إتمام عمل الرهبنة.

ذكر الموت بالنسبة إلى ثيودوسيوس كان عماد الحياة النسكية والدافع الأقوى إلى حياة الفضيلة. لذلك جعل تلاميذه يبنون لأنفسهم قبرا ليرى كل منهم إلى أين هو ذاهب وما ستؤول إليه حاله فيعد نفسه لرحلة العمر إعدادا جيدا.

وازداد عدد الإخوة يوما بعد يوم لهذا السبب لذا بنى الإخوة كنيسة وديرا ومستوصفا ومضافة.
بلغ عدد الرهبان في الدير 793 راهباً. وقد ابتنى لهم القدّيس اربع كنائس.

يذكر ان القدّيس ثيودوسيوس تعيّن رئيسا لأديرة الشركة في فلسطين وكان في ذلك الحين الأمبراطور البيزنطي أنسطاسيوس على هرطقة أفتيشيوس بشأن طبيعة المسيح الواحدة، وقد بعث لثيودوسيوس مبلغا من المال مدعيا إنه للفقراء والمحتاجين ، فقبل القدّيس الهدية لئلا يتسبّب في فضيحة، فأرسل إليه الأمبراطور يدعوه إلى إعلان إيمانه على مذهب الأمبراطور فكان جوابه حازما ، وأرسل للملك جوابا جاء فيه :” لما كنت قد جعلتنا أمام خيارين: اما ان نحيا بمذلة من دون حرية… او نواجه ميتة عنيفة ولكن مشرّفة، فيما خصّ التمسك بعقيدة الآباء القدّيسين الصحيحة، فإننا نقول لك إننا نفضّل الموت! ولا نقول فقط إننا نرغب في الحيدان عن الإيمان، بل ندين ايضا كل من يشتركون معك في آرائك.. لن نتخلى عن الأرثوذكسية أبدا ولن نحيد عنها قيد شعرة، ولا نبالي حتى لو أضرمت النار في الأرض المقدّسة او كبدّتنا المشقّات ….”

ورد عن القدّيس ثيودوسيوس انه اجترح عددا كبيرا من العجائب محبة بالمؤمنين. عاش القدّيس ثيودوسيوس إلى سن المائة وخمس سنوات. وقد عانى من أوجاع مبرّحة طيلة سنة كاملة قبل رقاده. وأمضى فترة آلامه بصبر وشكر وتسبيح. كان يصلي كل ساعة ولا يكفّ عن الإنشاد. ولما عرف ان ساعته دنت جمع الإخوة وحثّهم على الصبر في الملمّات إلى المنتهى وأن يخضعوا لرئيسهم. ثم بعد ثلاثة أيام ودّع وصلّى صلاة عميقة وجعل يديه على صدره بشكل صليب وغادرهم إلى ربّه بسلام.

القدّيس البار فيتاليوس

عاش القدّيس فيتاليوس في دير الرهب سريدون، ومن ثم ذهب إلى الإسكندرية ومارس حياة تعرّض من خلالها لاتّهامات الناس، لكنّها كانت بالنسبة إليه سببًا لغناه بالمواهب الإلهيّة.
كان عمر هذا الشيخ قد بلغ الستين سنة، عندما دخل المدينة. كان عمله الرسميّ إحصاء الزواني المحترفات في المدينة. كان يتقاضى لقاء هذا العمل راتبًا قدره عشرة مثاقيل في اليوم، يشتري بمثقال ترمسًا ويأكله بعد غروب الشمس، ويذهب كلّ ليلة ويوزّع الباقي على الزواني ويعطي لكل منهن مثقالاً واحدًا قائلاص لها: “خذي هذا المثقال واحفظي نفسك نقية هذه الليلة” وكان بعد ذلك يقضي الليل كلّه في إحدى زوايا ذلك المكان راكعًا يصلي رافع يديه نحو اللهولسانه يهذّ بالمزامير ختّى طلوع الفجر. وقبل أن يفلرق ذلك المكان كان يقسم عليها ألا تخبر أحدًا بالأمر على الإطلاق. كان عمل هذا الشيخ سبب خلاص لكثيرين من النساء الزانيات. وهكذا قضى هذا البار حياته المرضيّة لله في الخفاء، دون أن يعلم به أحد.

وبعد مرور زمن طويل انتقل الرجل الشريف فيتاليوس إلى الربّ فيما كان ساكنًا في منطقة إيليوبوليس في قلاّية صغيرة بناها هو بنفسه بجاني بيت صغير قد وهبه إياه سكان ذلك الجوار، وكان يقيم فيه الإجتماعات الدينيّة باستمرار.

القدّيس البار ميخائيل

القدّيس ميخائيل من دير كلوبس قرب نوفغورود الروسيّة. لم يدر أحد من يكون لأنّه كان يتظاهر بالإختلال العقليّ. قبله رئيس الدير لأنّه كان ذا بصيرة حسنة وكان شديد لتقشّف، كامل الطاعة. تبيّن فيما بعد أنّه من إحدى العائلات الأميريّة. كانت له موهبة التنبؤ بالمستقبل.

الطروبارية

+ باعتمادك ياربّ في نهر الأردن ظهرت السجدة للثالوث لأن صوت الآب أتاك بالشهادة مسميّاً إياك ابناً محبوباً والروح بهيئة حمامة يؤيد حقيقة الكلمة فيا من ظهرت وأنرت العالم أيّها المسيح الإله المجد لك.

+ للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعفٍ، فصرت كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البارَّ ثاودوسيوس، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.

GoCarch