١١ أيار – القدّيس الشهيد موكيوس المقدونيّ المستشهد في بيزنطية – القدّيسين البارين المعادلي الرسل كيرللس (قسطنطين) ومثوديوس – تكوين أو تجديد مدينة القسطنطينية

September-6-2018

القدّيسين كيرللس (قسطنطين) ومثوديوس

القدّيسان الرسولان الجديدان أخوان بالجسد من مدينة تسالونيكية. إليهما يعود الفضل في تبشير الشعوب السلافيّة. ولدا من لاون وماريا، في عائلة كريمة المحتد طائلة الثروة. وجدا منذ الطفوليّة في تماس مع السكان السلافيين الذين نزلوا تلك النواحي. هكذا تعلّما اللغة المحكية للسلاف وأخذا عنهم عاداتهم.
مثوديوس، وهو البكر، كان من مواليد العام 815م. اتّسم بالهدوء والوداعة. تسنّى له أن يتلقّى القلوم القانونيّة فبرز فيها لدرجة أنّه عيّن حاكمًا لمقاطعة كان السلافيون يقيمون فيها في أوبسيكيون. في غضون سنوات قليلة أدرك أنّه يرغب في الحياة الرهبانيّة فانتقل إلى دير في جبل الأوليمبوس حيث سلك في الطاعة وانكبّ على دراسة الكتب المقدّسة.

أمّا قسطنطين، فهو من مواليد العام 827م. تمتّع بذكاء خارق وذاكرة غير عادية. حفظ أشعار القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ غيبًا وهو في عمر الرابعة عشر. ذاع صيت مواهبه حتّى بلغ أذني المستشار الملكي العظيم الشأن ثيوكتيستوس، فاستقدمه إلى القسطنطينية وتعّهده، وأكمل قسطنطين علومه العالية ولُقِبَ بـ”الفيلسوف” وبات معروفًا في أواسط القصر. تبوأ مركز استشاريّ في البطريركيّة لدى البطريرك القسطنطينيّ القدّيس أغناطيوس، لكنّه غادر وظيفته إلى دير كليديون على البوسفور.
في غضون ستة أشهر استُدعي إلى العاصمة المتملّكة حيث رضخ لطلب المستشار ثيوكتيستوس وقبل أن يكون أستاذًا للفلسفة, لم يكن قد جاوز الرابعة والعشرين من العمر. بعد اغتيال ثيوكتيستوس على يد برداس انضمّ إلى أخيه مثوديوس في جبل الأوليمبوس، وهكذا اجتمع الأخوان ليصليا معًا ويدرسا معًا.
في العام 860م, أُرْسِلَ قسطنطين وأخاه ليبشرا شعب الخازار الذي هو شعب تركي اعتنق اليهودية. فلمّا بشراه أصبحوا من المسيحيين كما ردّوا من الوثنيّة عددًا من شعوب البحر الأسود، وقد أرسله الأمبراطور ميخائيل الثالث إلى مورافيا ليبشر الشعب هناك باللغة السلافيّة بعد أن كانت رومية أرسلت مبشرين حدثوهم باللغة اللاتينيّة التي لا يفقهها شعب تلك المنطقة، فتعلّم اللغة وترجم الصلوات والقراءات الإنجيليّة الليتورجيّة على مدار السنة إلى لغتهم.
خلال سفره وعمله في البشارة في تلك البلاد مرض مرضًا شديدًا فتلقى الأسكيم الرهباني وتسمّى باسم كيرللس ورقد في الربّ ودفن في بازليك القدّيس كليمنضوس، وتابع أخوه القدّيس مثوديوس المهمة بتبشر الشعوب منتقلاً من مكان إلى آخر تحت طلب الأمراء (أمراء تلك المناطق في أوروبا).

القدّيس الشهيد في الكهنة موكيوس المقدوني المستشهد في بيزنطية

ولد موكيوس في أمفيبوليس المقدونية في كنف عائلة تنتمي إلى طبقة النبلاء ذات أصل رومي. سيم كاهنا, فأبدى غيرة متّقدة في الكرازة بالإنجيل وحثّ مواطنيه على نبذ عبادة الأوثان. وشى الوثنيّون به للقنصل لاوديكيوس، الذي أرسل فقبض عليه. وقف موكيوس أمام المحكمة كله ثقة بالله، فأثارت جسارته حفيظة لاوديكيوس ، فامر بتمديده على منصة التعذيب. وبدا كأن موكيوس يستمد، من معين غير منظور، قوة جديدة بإزاء ما ينزلونه به.
أمر القنصل بإشعال النار به واستيق إلى هيكل ديونيسيوس، وما إن دخل وتدرّع بعلامة الصليب ودعا باسم الرب يسوع، حتى أطيح بالصنم الأصم فسقط أرضا وتحطم. فألقي موكيوس في السجن. وبعد ذلك بثلاثة أيام ألقي إلى الوحوش، فلحست جراحاته، فطالب الجموع بإطلاق سراحه. فتم إرساله إلى هيراقليا ثم إلى بيزنطية, حيث وقف أمام المحكمة المحلية، وهناك تلقى الحكم عليه بالموت فشكر الله. سأل الصفح عن هذا الشعب وان يأتي إلى معرفة الحقّ. وقد ورد أن أساقفة واروا جسده التراب على مقربة من المدينة. هناك شيّدت كنيسة كبيرة على اسم القدّيس موكيوس أضحت، في وقت من الأوقات، إحدى أبرز كنائس القسطنطينية، كما ألحق بها دير عامر.

الطروبارية

+ صرت مشابهاً للرسل في أحوالهم، وخليفة في كراسيهم، فوجدت بالعمل المرقاة إلى الثوريا أيّها اللاهج بالله، لأجل ذلك تتبعت كلمة الحق باستقامة، وجاهدت عن الايمان حتى الدم، أيّها الشّهيد في الكهنة موكيوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
+ إن مدينة والدة الإله تتقدم إليها، وتجعلها ثباتاً وتمكيناً لها، لأنها تعتضد بها وتتأيد، وتخلص وتنجو وتستمر ثابتة هاتفة نحوها: السلام عليك يا رجاء أقطار الأرض كلها.

GoCarch