١١ تشرين الأول – تذكار القدّيس فيليبس الرسول أحد الشمامسة السبعة – القدّيس نكتاريوس الطرسوسي بطريرك القسطنطينية – القديس ثيوفانس المرنّم

March-2-2019

القدّيس نكتاريوس
جعل بطريركًا على القسطنطينية عام 381م. كان القدّيس نكتاريوس من مدينة طرسوس في كيليكيا، وكان عضوًا في مجلس الشيوخ في مدينته، امتاز بحكمته وحسن تمييزه وحلاوته.
عندما وقع عليه اختيار الامبراطور البيزنطيّ ليكون بطريركًا على القسطنطينية كان ما يزال علمانيًّا وفي مصاف الموعوظين. جرت عمادته على جناح السرعة وجعل بطريركًا وهو بعد في لباسه الأبيض. تابع أعمال آباء المجمع المسكوني الثاني فأدان مكدونيوس وأتباعه بعدما تعرّضوا لألوهة الروح القدس. في رئاسته اعتبرت القسطنطينية بمثابة “روما الجديدة” تتمتع بذات مكانة الشرف التي كانت لروما القديمة. استمرّ بطريركًا ستة عشر عامًا ثم رقد بسلام، فخلفه القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم.

القدّيس أبينا البار ثيوفانيس المرنم الموسوم
ولد القدّيس ثيوفانيس وترعرع في العربيّة في أسرة امتازت بفضائل ثلاث: التقوى والضيافة ومحبّة العلم. وقد وفّر له والداه، هو وأخاه الأكبر ثيودوروس، فرص تلقّن ما كان معروفًا في أوساطهما من علوم دينيّة وعلم إلهيّ. ثم أرسلاهما إلى دير القدّيس سابا في فلسطين لاستكمال معرفتهما، لاسيما في أصول الحياة الرهبانيّة.
برع القدّيس في فضائل الحياة الرهبانيّة الملائكيّة إضافة إلى نظم الأشعار الكنسيّة والترتيل، من هنا لقبه بالمرنّم أو المنشىء وقد سيم مع أخيه كاهنًا.
لمّا أثار الأمبراطور البيزنطي لاون الأرمني الاضطهاد على مكرمي الايقونات المقدّسة، شاء البطريرك توما الأورشليميّ أن يقارع لاون بالحجة علّه يرتدّ إلى صوابه، فأرسل إليه سفارة قوامها الأخوان العالمان ثيودوروس وثيوفانيس وأبوهما الروحي ميخائيل النائب.
حاول الأمبراطور في بادىء الأمر أن يستميل السفارة إلى حزبه، فلمّا تعذّر عليه ذلك أسلم الأخوين إلى المعذّبين، ثم نفاهما إلى إحدى جزر البحر الأسود وحظّر على أي كان أن يقدم لهما العون، حتّى في ضرورات عيشهما. وقد أقام الأخوان على هذه الحال ردحًا من الزمن إلى أن ثار عبيد لاون عليه وقتلوه ليلة الميلاد من العام 821م، وملك بعده ميخائيل الثالث المعروف بالألثغ فعرف مكرمو الايقونات في أيامه هدنة دون أن يحسم الأمر في النزاع القائم إلى هذا الجانب أو ذاك. وقد سمحت الحالة للأخوين أن يعودا إلى القسطنطينيّة حيث أخذا ينشران بهمّة واندفاع ما علّمه المجمع النيقاوي الثاني بشأن إكرام الايقونات. لكن حسد بطريرك القسطنطينيّة الهرطوقي آنذاك، يوحنا، أعادهما إلى المنفى من جديد.
وما أن ارتقى العرش ثيوفيلوس، ابن ميخائيل، حتّى اشتدّت قبضة الاضطهاد من جديد، فأرسل في طلب الأخوين من المنفى وحاول أن يكسبهما إلى معسكره فلم يفلح فأسلمهما للتعذيب ونفاهما من جديد إلى أفاميا في بيثينيا حيث أسلم الروح هناك ثيودوروس بعدما طعن في السن وقضى خمسًا وعشرين سنة في الاضطهاد.
أمّا ثيوفانيس فبقي في المنفى إلى أن مات الأمبراطور ثيوفيلوس سنة 842م ثم اختير أسقفًا على مدينة نيقية فأقام فيها راعيًّا لشعبها إلى أن رقد بسلام العام 847 للميلاد.
هذا وقد كتب ثيوفانيس خلال فترة الاضطهاد ما لا يقل عن مئة وخمسة وأربعين قانونًا ما يزال الكثير منها يرتل اليوم لا سيما في الأعياد السيديّة والقدّيسين.

فيلبس الرسول
إنّ المصدر الأساسي لمعلوماتنا عن القدّيس فيليبس هو كتاب أعمال الرسل. فالإصحاح
السادس يذكره بالاسم كواحد من الشمامسة السبعة الذين انتخبهم جمهور التلاميذ ووضع الرسل أياديهم عليهم وأقاموهم على خدمة الموائد أي توزيع المؤن على المحتاجين إليها من الجماعة.
ثم أنه بعدما رجم اليهود استفانوس الشماس وقتلوه، وبعدما قاد المدعو شاول حملة على المسيحيين، تشتّت التلاميذ، فانحدر فيليبس إلى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح. هناك في تلك المدينة، جرت على يده آيات عظيمة حتّى الأرواح النجسة تخرج والمفلوجون والعرج يشفون. وقد آمن ببشارة ملكوت الله رجال ونساء كثيرون. وكان من بين هؤلاء سمعان الساحر الذي اعتمد ولازم فيليبس بعدما اعترته الدهشة مما عاينه من آيات وقوات.
بعد السامرة كلّم ملاك الربّ فيليبس أن يذهب نحو الجنوب إلى غزة حيث التقى الحبشي الخصيّ وزير كنداكة، ملكة الحبشة، مسافراً فبشره بالمسيح وعمّده في الطريق. بعدما أنجز مهمته خطفه روح الربّ فوجد في أشدود، ومن هناك سافر إلى قيصرية عابراً بعدّة مدن ومبشّراً بالمسيح، ويرجح أن قيصرية كانت موطن فيليبس.
هذا كلّ ما يمدّنا به كتاب أعمال الرسل لجهة خدمة فيليبس وكرازته بالكلمة. أمّا في التراث فتردّد أنّه انتقل من قيصرية فلسطين إلى مقاطعة تراليا في آسيا الصغرى حيث جعل أسقفاً وهدى كثيرين إلى الإيمان ثم رقد بسلام في الربّ بعدما شاخ جداً.
وهناك معلومات تقول أنّه تزوّج وأنجب أربع بنات نذرن العذرية وكن نبيّات في مدينة أبيهن قيصرية. والكنيسة تعيّد لثلاثة منهن، القدّيسة هرميون المعترفة، والقدّيستين الشهيدتين خاريتيني وأوتيخي، في اليوم الرابع من شهر أيلول من كلّ عام.

الطروبارية
+ أيها الرسول القديس فيليبس تشفع إلى المسيح الإله أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا.

GoCarch