١٢ شباط – أبينا الجليل في القدّيسين ملاتيوس رئيس أساقفة أنطاكية – القدّيس الجليل في القدّيسين ألكسي، متروبوليت موسكو

September-4-2018

القدّيس ألكسي

القدّيس هو رئيس كهنة بارز في الكنيسة الروسيّة. عاش في زمن الإحتلال المغولي. نشأ في عائلة من الأشراف. تلقّى قسطًا وافرًا من علوم زمانه. اتّقن اليونانية ونقل الإنجيل إلى السلافيّة. أضحت ترجمته أساس الطبعة السلافيّة اللاحقة. جمع التقى إلى محبّة الكلمة الإلهيّة إلى الصلاة. ترهّب في سن العشرين في أحد أديرة موسكو. عرف القدّيس سرجيوس رادونيج وصادقه من خلال استفانوس، أخ القدّيس سرجيوس. استفانوس كان راهبًا في الدير عينه الذي كان فيه ألكسي. لاحظه المتروبوليت ثيوغنوسطوس وجعله ممثلاً له في فلاديمير، الكرسي القانوني لمتروبولية روسيا. أبدى ألكسي قدرة فائقة على تعاطي القضايا الكنيسة. شاءه ثيوغنوسطوس خلفًا له. بعد وفاة هذا الأخير أمضى فترة في القسطنطينية لدى البطريرك فيلوثاوس القدّيس. أُعطي لقب متروبوليت كييف – فلاديمير وكلّ روسيا. مرّت الكنيسة في زمانه بفترة حرجة وكانت منقسمة على نفسها بسبب الصراع بين أمير موسكو من جهة وملك بولونيا وأمير ليتوانيا من جهة اخرى. زار خان التتار مرتين، في المرة الأولى شفى امرأة الخان بصلاته فصار عزيزًا في عينيه، وفي المرة الثانية ليتوسط للشعب الروسيّ بعدما غضب الخان عليه، وليضمن حرّية الكنيسة. كان مشجّعًا للحياة الرهبانيذة وأسّس ديرًا جديدًا. شاء أن يكون القدذيس سرجيوس رادونيج خلفًا له لكن هذا الأخير امتنع تواضعًا. رقد بسلام بالربّ في السنة 1378م، لم يبل جسده عبر الزمن وهو ماثل اليوم في كاتدرائيّة الظهور الإلهيّ في موسكو.

القدّيس ملاتيوس رئيس أساقفة أنطاكية

ولد القدّيس ملاتيوس الإنطاكي في ملاطية، وترعرع في كنف عائلة ميسورة على محبة الله والعادات الكنسيّة الطيبة.لكنه سلك منذ شبابه في الإمساك والصلاة. حصل على قسط وافر من العلوم ، ولفتت الأنظار إليه طيبة قلبه وأمانته وحبه للسلام، وكان صاحب شخصية جامعة إلى حد بعيد.

أختاره أتباع آريوس أسقفا على سبسطية ،وليس هناك ثمة ما يشير إلى اقتباله الآريوسية .غير ان الاضطراب الحاصل في سبسطية حال دون بقائه فيها. فغادرها إلى الصحراء ثم انتقل إلى مدينة حلب السورية.

في تلك الأثناء كانت انطاكية مستأسرة لشتى الفرق الآريوسية. وعندما فرغت سدة رئاسة الأسقفية ، اتى فريق آريوسي بملاتيوس ليملاء الفراغ، وقد وافق عليه الأرثوذكسيون لأنهم كانوا على معرفة بطينة هذا الرجل.

ومنذ اليوم الأول لتبوءه سدة أنطاكية واجه استحقاقا صعبا.حين شاء قسطنديوس الملك ان يفسروا له وللشعب معنى ما ورد في سفر الأمثال الإصحاح 8، الآية 22 ” الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله”. وهذه كانت بعامة، إحدى الآيات التي اعتاد الآريوسيون الأستناد إليها لتبرير قولهم بأن الإبن الذي هو حكمة الله مخلوق .فدعا ملاتيوس المؤمنين إلى المحبة والسلام وساق الآيات الكتابية التي تورد ولادة الأبن من الآب وعلاقته به . اعترف بأن المسيح هو ابن الله، إله من إله. وواحد من واحد. كلام ملاتيوس كان كافيا. الأرثوذكسيون باركوا والآريوسيون خابت آمالهم، ورفعوا أصواتهم احتجاجا على إجراءاته وطالبوا بعزله وإبعاده فجرى نفيه إلى أرمينية. وجعل مكانه أفظويوس الآريوسي. ولم يطل الزمن حتى أخذت رياح التغيير تنفخ، عندما حل يوليانوس الجاحد مكان قسطنديوس الملك، وأعاد الأساقفة المنفييّن إلى كراسيهم ومبقيا على الآريوسيين.

ولما بلغ ملاتيوس أنطاكية ألفى الوضع في أسوء حال. خمس فئات متناحرة برزت على الساحة، يومذاك. فأخذ ملاتيوس يرعى شعبه ويلملم شتاته وينفخ فيه روح الثبات والمواحهة بإزاء الضغوط الوثنية المتنامية التي عمل يوليانوس على إزكائها بقوة وعنف. وبقيت الحال مشدودة عل هذا النحو إلى ان قضى يوليانوس نحبه، وخلفه جوفيانوس الأرثوذكسي .وبعد أشهر قليلة رقد فحّل والنس على أمبراطورية الشرق محّله، وما لبث هذا ان وقع تحت تأثير زوجته الآريوسية فانحاز إليها مذهبا.

عادت الآريوسية إلى الواجهة وبوشر بإخراج الأساقفة الأرثوذكسيين من كراسيهم. وملاتيوس كان في عداد هؤلاء، فتم إبعاده إلى أرمينية إلى ما بعد وفاة والنس في 9 آب 378 م.

هناك عدة عوامل أساسية كان لها فعلها في الحفاظ على أرثوذكسية انطاكية، في حين قضى ملاتيوس اكثر الأوقات كأسقف في المنفى.منها تأثير ملاتيوس على المؤمنين،وقد أضحى رمزا للكنيسة الصامدة. والعامل الآخر كان في بقاء الشعب على اتصال براعيه والتسلح بتوجيهاتيه. ومن جهة أخرى كان المؤمنون حفظة الكنيسة في غياب راعيها عنها. وكذلك لعب الرهبان والنسّاك دورا مشهودا له في تثبيت المؤمنين في أرثوذكسية الرأي.

وفي خريف 379 م دعا ملاتيوس إلى مجمع في انطاكية ضمّ مئة وخمسين من الأساقفة. وقد تبيّن ان هذا المجمع كان بمثابة تمهيد للمجمع المسكوني الثاني 381 م.والذي كان ملاتيوس الأب والشيخ الأبرز فيه. وما إن تقدم المجمع المقدّس في أبحاثه قليلا حتى مرض ملاتيوس ومات. فبكاه آباء المجمع ورثاه عدد من الآباء البارزين. ثم جرى بعد ذلك نقله إلى أنطاكية ودفن بجوار ضريح الشهيد بابيلا. بعض من رفاته اليوم موجود في كنيسة القيامة في القدس وبعضها في المعهد اللاهوتي في خالكي، اسطنبول.

هذا هو القدّيس ملاتيوس الذي ترك لنا نفسه كلمة من الكلمة. وكما قال عنه القدّيس غريغوريوس النيصصي :” انه يرى الله الآن وجها لوجه ويصلي من أجلنا ومن أجل جهالة الشعب” بركاته تشملنا، آمين.

الطروبارية

+ لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان وصورة للوداعة ومعلّماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة ملاتيوس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرّفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله، أن يخلّص نفوسنا.

GoCarch