١٢ آب – القدّيسين الشهيدين فوتيوس وأنيكيتوس – أبينا الجليل في القدّيسين الشهيد اسكندر أسقف كومانا – القدّيس البار بلامون المصريّ

November-8-2018

القدّيس اسكندر

عاش القدّيس اسكندر في بلدة كومانا القريبة من قيصريّة الجديدة. اهتمّ بإشعال الفحم. لمّا رقد أسقف كومانا، دُعِيَ القدّيس غريغوريوس العجائبيّ، أسقف قيصرية الجديدة، ليرأس مجمعًا يهتمّ باختيار الأسقف الجديد. كان هناك في المجمع عدد من الأكليروس والعامّة. تعذّر عليهم الإتفاق في من يكون. المشكلة كانت إن مقاييسهم كانت خارجيّة. قال لهم القدّيس غريغوريوس إنّ عليهم أن يهتمّوا بنفس الأسقف وقابليته الروحيّة ولا يؤخذوا بمظهره الخارجيّ. أحد الحاضرين هتف بسخرية: إذًا علينا بالإسكندر الفحّام!” فأثار الإقتراح الضحك بين الحاضرين. أمّا غريغوريوس العارف بعمل الله فسأل من يكون الرجل. جيء به فكان مظهره أسود من السخام، وأثارت هيأته موجة من القهقهة من جديد، انتحى به غريغوريوس منفردًا وسأله أن يقول الحقّ عن نفسه. فأخبره الإسكندر أنّه كان فيلسوفًا يونانيًّا ينعم بالمكانة والكرامة، ولكنّه استغنى عن كلّ شيء وجعل نفسه متبالهًا لأجل المسيح منذ أن قرأ وفهم الكتب المقدّسة. فأمر القدّيس غريغوريوس بجعله يستحم وإلباسه ثيابًا جديدة، ثم توجّه وإيّاه إلى المجمع وشرع يسأله ليمتحنه في الكتب المقدّسة، فأذهلت أجوبته الجميع لحكمته والنعمة التي كانت عليه. ثم بعد أخذ ورد اختاروه بصوت واحد أسقفًا لهم.

حظي الإسكندر بمحبّة شعبه لقداسة سيرته وحكمته وصلاحه. وقد قضى شهيدًا في زمن ذيوكليسيانوس قيصر.

القديسان الشهيدان فوتيوس وأنيكيتوس

عاش القديسان فوتيوس وأنيكيتوس في نيقوميذية، العاصمة الشرقيّة للأمبراطورية الرومانيّة، زمن الأمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس. فوتيوس كان ابن أخ أو ابن أخت أنيكيتوس. في ذلك الزمان أصدر ذيوكليسيانوس مرسوماً أوجب فيه على كلّ مواطن أن يظهر ولاءه للأمبراطور بتقديم العبادة للأصنام، وهدّد المسيحيّين بكلّ أنواع التعذيب والنفي إلى أقصى الأرض إذا لم يذعنوا. هذا أحدث في العاصمة اضطراباً ليس بقليل. وقد عمد عدد كبير من المسيحيّين إلى نكران الإله الواحد، خوفاً من العذابات، وخضعوا لأوامر قيصر، فيما قاوم الراسخون في الإيمان، بجرأة، كلّ تهديد. وإذ تسلّحوا بعلامة الصليب الظافر اعترفوا، بالفم الملآن، باسم المسيح وبذلوا أنفسهم للتعذيب. امتدّ الاضطهاد إلى مختلف مدن الأمبراطورية وتسبّب في وقوع الضحايا لا تعدّ ولا تحصى.

وعلى مدى سنتين كان ذيوكليسيانوس يتنقّل بين تسالونيكي ونيقوميذية ليقف على سير تنفيذ مراسيمه في الشأن المذكور. وقد جمع المشيخة، بحضور العسكر، وأمر بعرض أدوات التعذيب، المنجيق، والعجلة، والمشواة. مجرد النظر إلى هذه الأدوات كان يثير الهلع. ثم خطب في الجموع. وفيما عمّ الاضطراب الشديد، تقدّم عضو في المشيخة، الكونت أنيكيتوس، المعروف بسعة ثقافته وحكمته. تقدّم من الأمبراطور وتوجّه إليه بجسارة وسخرية من التهديدات الباطلة الّتي أطلقها صوناً لأوثان لاحياة فيها ولا طاقة لها على الدفاع عن نفسها. ثم اتّهمه بإعلان الحرب على الإله الحيّ وأنّه يجبر الناس، المخلوقين على صورة الله ومثاله، على السجود لحجرة منحوتة ولخشب محفور. أضاف: وحده المسيح هو السّيد الحقيقيّ للسماء والأرض وبه تعطى كلّ سلطة للملوك والحكّام، إذ هو وحده مزيّن السماء بالنجوم والأرض برونق النباتات والحيوانات خدمة للإنسان وحثّاه على تمجيد الله.

أغاظ هذا الكلام الأمبراطور فاتّهم أنيكيتوس بالتجديف على الإلهةفأجابه القدّيس أيّا هي حسنات الأصنام الّتي لا يمكننا بحال، أنّ نسميها آلهة لأنّها بحاجة للنحت والتزيين. ثم اعترف بإيمانه بإله واحد في ثلاثة أقانيم، يسبغ على المسيحيّين نعمة الظفر على أمير هذا العالم. استبان الجمهور مائلاً إلى أنيكيتوس، ولولا تدخّل الجنرال بلاسيديس لكان الأمبراطور فتك بالناس.

عمد عندها ذيوكليسيانوس إلى جلد القدّيس وأطلق عليه أسداً الذي لم يؤذه. عند ذلك تمّصلبه وعرضه للنار لكن الممحاولة باءت بالفشل، فانضمّ إليه فوتيوس ومجّد الله معه، فألقيا اٌثنان بحفرة ومثلا في اليوم التالي أمام الأمبراطورن وبعد ثلاثة ايام تمّ القضاء عليهما بالنار.

القدّيس بلامون المصري

سمع القدّيس باخوميوس أبي الشركة الرهبانية، بالمتوحد بلامون فجاء إليه وقرع بابه. استطلعه الشيخ من الكوّة وسأله: “من أنت أيّها الأخ وماذا تريد؟” اجاب باخوميوس: ” أنا، أيها الأب المبارك، طالب السيّد المسيح الإله الذي انت تتعبّد له. أطلب من أبوّتك أن تقبلني لديك وتجعلني راهبا”. قال له بلامون: ” لكنّ، ليست الرهبنة يا بنيّ، بالأمر الهيّن ولا يأتي إليها الإنسان كيفما كان. فإنّ كثيرين طلبوا الرهبنة وهم يجهلون تعبها. ولما سلكوا فيها أعيتهم ولم يستطيعوا الصبر عليها. ثم أنت سمعت عنها سماعا ولا تعرف مقدار ما تستدعيه من جهاد”.

استرسل بلامون في الكلام على الرهبنة ومتاعبها وحدّثه عن حروب الشيطان.فبدل أن يثني كلام بلامون باخوميوس عن عزمه زاده شوقا إلى الرهبانية. فلما رأى بلامون أنّ باخوميوس ثابت في قصده وعزمه فتح له الباب ورحّب به. وبعد ثلاثة أشهر قصّ شعره والبسه إسكيم الرهبنة بعدما قضى ليلة كاملة في الصلاة. وقد سكنا معا كشخص واحد.أهتم بلامون بتلميذه من كل جانب روحي.وكان يطلب منه مرارا أن يسهر معه حتى الصباح. وكانا يقضيان الوقت ما بين الصلاة وعمل اليدّين. هذا وقد درّب بلامون تلميذ على الحياة النسكيّة القاسية الممتزجة بحياة الحب الإلهي حتى يرفع قلبه وحياته فوق احتياجات الجسد.

هذا وقد ساعد بلامون تلميذه في تأسيس نظام رهباني جديد بعدما ظهر ملاك الربّ لهذا الأخير ودعاه لتأسيس نظام الشركة. وكان يزور أحدهما الآخر مرّة في السنة بالتناوب. ثم بعد سنوات قليلة رقد بلامون في الربّ إثر مرض طفيف ألمّ به.

الطروباريات

* شهيداك يا ربُّ بجهادهما، نالا منك الإكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوّتك فحطّما المغتصبين، وسحقا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهما أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

* لما تجلّيت أيّها المسيح الإله في الجبل، أظهرت مجدَكَ للتلاميذ حسبما استطاعوا، فأَطلع لنا، نحن الخطأة، نورَكَ الأزليّ. بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور، المجدُ لك

GoCarch