١٣ تشرين الأول – الشهيد في الكهنة يعقوب الحمطوري – الشهداء كربس وبابيلس واغثوذورس واغاثونيكا – القدّيسة الشهيدة خريسي – القدّيس بنيامين.

March-2-2019

نَسَكَ القدّيس يعقوب الحمطوري في دير حمطورة أواخر القرن الخامس العشر (1450م) وبرز روحيّاً بنشاطه الذي فيه ثبّت الحياة الرهبانيّة في منطقة الدير بعد أن دمّره المماليك. وإذ أعاد البناء وجدّد الحياة الرهبانية ونشّطها، التفت المماليك إليه وقرّروا تغيير عزمه وثنيه عن نشاطه وتحويله عن إيمانه إلى مسلم فلم يقبل رغم الشدّة. وجرياً على عادة المماليك بتعذيب أخصامهم والتنكيل بهم أخذوه من دير القدبس جاورجيوس في أعلى الجبل المدعوّ حمطورة حيث كان ينسك وجرّوه إلى مدينه طرابلس أمام الوالي.
فبدأت محاكمته تارةً يتملّقوه وأخرى يتّهمونه ضاغطين عليه بتعذيبات شديدة وتهويلات. فلم يقبل ولم ينثني. أخيراً قطعوا رأسه بقساوةٍ في الثالث عشر من تشرين الأوّل. وإمعاناً بالتعسّف أحرقوا جسده لئلا يسلموه إلى الكنيسة، فيتمّ تكريمه ودفنه كشهيد؛ وكما يليق بالقديسين المجاهدين. لكن الله توّجَهُ بأكاليل لا تذبل ومتّعه بالنعيم بعد الهوان في زمنٍ قليل. فبرز في استشهاده كما كان بارزاً في حياته بل وأكثر من ذلك، إذ أعلنته الكنيسة قديساً تكرّمه وتستشفع به.
ولكن نتيجة الضعف الروحي وعدم القراءة والمعرفة في زمن العثمانيين نُسيَ القديس؛ غير أنّ زوار الدير وحجّاجه كانوا يشعرون بحضوره وقد ظهر لكثيرين وصنع المعجزات والأشفية ممجّداً الله وهو مستترٌ؛ إلى أن وجدنا ذكراً واضحاً له في مخطوطٍ لدير البلمند يوضح أنّ الكنيسة تعيّد له في الثالث عشر من تشرين الأول.
وقد أحيا الدٌير تذكاره لأوّل مرّة في 13/10/2002 في سهرانية اشترك فيها عدد كبير من الكهنة والشمامسة والأخوة المؤمنين مرنّمين خدمة العيد التي نظَمها الأرشمندريت بندلايمون فرح، رئيس الدير.

الشهداء كربس وبابيلس واغثوذورس واغاثونيكا
كان كربس كاهنا للأوثان، ثمّ اهتدى الى المسيح واعتمد وصار أسقفا على كنيسة ثياتيرا المجاورة لأفسس وهي كنيسة أسسها القديس يوحنّا الحبيب.
أما بابيلس فكان شمّاسًا له. في العام 251م صدرت إرادة امبراطوريّة بوجوب تسليم المسيحيّين الأواني الكنسيّة والثياب الكهنوتيّة تحت طائلة المسؤوليّة. ولمّا لم يستجب كربس وبابيلس ألقت السلطات القبض عليهما.
مَثَلَ الاثنان امام فاليريانوس القنصل فعاملهما معاملة فظّة وأسلمهما للجلد. وفيما كان كربس تحت السياط أشرقت عيناه وعلت شفتيه ابتسامة خفيفة. فاستغرب جلاّدوه وسألوه عن سبب ذلك، فأجاب بما نطق به أوّل الشهداء، استفانوس الشمّاس، “ها أنا أنظر السماوات مفتوحة والربّ جالسًا على عرشه تحتف به الشاروبيم والسارافيم”.
وحدث أن أحد خدّام كربس، المدعو اغثودوروس، تبع معلّمه دون أن يدري أحد بأمره. هذا لمّا رأى أسقفه مضروبًا مهانًا احتّدت روحه فيه فتقدّم واعترف بأنّه هو أيضًا مسيحيّ. فألقى الجنود عليه الأيادي وأشبعوه ضربًا حتى لفظ أنفاسه.
بعد ذلك ألقي كربس وبابيلس للوحوش وسط هتاف الجماهير، ولكن، حدث ما لم يكن في الحسبان، فإنّ أسدًا اتخذ صوت انسان وانتهر الولاة على وحشيّتهم تجاه قدّيسي الله. ثمّ ألقي الأسقف وشماسه لألسنة اللهب. هنا أيضاً احتدّت روح إحدى الحاضرات فيها، وهي اغاثونيكا التي يُظنّ انّها أخت الشمّاس بابيلس، وكانت صبيّة ولها ولد صغير، فتقدّمت ودخلت في وسط النار ووقفت بجانب الأسقف وشمّاسه فلم تمسّها النار بأذى. إذ ذاك عيل صبر فاليريانوس القنصل فأمر بهم سيّافه فقطع هاماتهم جميعًا فحملتهم الملائكة الى حضن الآب.

القدّيسة الشهيدة خريسي
ولدت القدّيسة خريسي في قرية فقيرة من قرى بلغاريا اسمها سلاتينا. كان ذووها يعانون من ضيق العيش وكان لها أخوات ثلاث. امتازت بالوداعة والتُّقى وكانت بارعة الجمال.
حدث ذات يوم أن خرجت إلى بئر ماء قريب لتستقي فوقع نظر بعض الأتراك عليها وأراد مقدّمهم أن تكفر بالمسيح وتكون له زوجة فأجابت دونما خوف أو تردّد: “أنا أؤمن بالمسيح ولا أعرف إلا هو عريسًا، ولن أكفر به أبدًا ولو عذبت ألف مرّة وقطّعت إربًا”.
وجاء والداها وأخواتها ليقنعوها بالاستسلام، وبكوا ليكسروا قلبها، فلم تستسلم لا لدموع أهلها ولا لكلامهم، فأودعها الأتراك السجن ثلاثة أشهر وجلدوها عدّة مرّات، ولمّا بقيت ثابتة في عنادها اغتاظوا فأخرجوها وقطّعوها إربًا.

القدّيس بنيامين
كان القدّيس بنيامين شمّاس القدّيس عبدا الفارسي في بلاد فارس. قضى في أيام الملك يزدجرد الأول. قبض عليه حنود الملك بعدما صدر أمر بدك الكنائس والأديرة وبإزالة معالم العبادة المسيحيّة وإحالة الكهنة والشمامسة ورؤساء الأديرة إلى المحاكمة. ألقي بنيامين في السجن سنتين. تدخّل الأمبراطور ثيودوسيوس الصغير لدى ملك الفرس بشأنه فأعفى عنه شرط أن يتوقّف عن كلّ عمل تبشيريّ، جواب بنيامين كان دونما تردّد: “ولكن من غير الممكن أن أتوقف عن نشر نور معرفة الله بين القائمين في الظلام لئلا أحسب كالعبد الذي أخفى وزنة معلّمه في الأرض فألقي في الظلمة البرّانيّة”. لم يفهم الملك الفارسيّ من اعتراض بنيامين شيئًا مطلقًا فأطلق سراحه، وتابع بنيامين الكرازة بالإنجيل كأن شيئًا لم يكن وداوم على ذلك بضع سنوات، إلى أن انتهى خبره إلى الملك من جديد فألقى القبض عليه وأمره أن ينكر المسيح فأجاب: “إذا كان من يكفر بملكك أو يحتقره التماسًا لملك غيرك يستحق الموت جزاء فكم يكون فظيعًا عقاب من يتخلّى عن الملك الأزليّ وخالق الكل ليعبد الخليقة الفانية؟!”. غضب الملك لجوابه غضبًا شديدًا وأسلمه للمعذبين فقضى تحت التعذيب.

الطروبارية
+ ظهرتم وارثين للمسيح، إذ سلكتم عيشةً إلهية، وبجهاداتكم ظفرتم على العدو، يا كاربوس الحكيم وأغاثوذوروس الشهيد، ويا أغاثونيكس وبابيلوس المجيدين. فيا أيها الشهداء الإلهيين تشفعوا إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.
+ مثل أرزة لبنان تنمو، غير هياب موت الشهادة، هكذا غدوت يا يعقوب منتصرا، إذ غلبت الموت في جسدك حينما ضبطت الأهواء بتواضعك، و باشتعالك كالبخور ذبيحة، تشفع إلى المسيح الإله، أن يمنحنا الرحمة العظمى.

GoCarch