١٣ آب – نقل رفات القدّيس مكسيموس المعترف – القدّيس البار ساريدوس الغزاوي – القدّيسة أفدوكيا الملكة – وداع عيد التجلي

November-8-2018

القدّيس ساريدوس

أصل القدّيس ساريدوس من سوريا، عاش في فلسطين وترهّب هناك. أسّس ديرًا جنوبي غزّة رَأَسه سنين طويلة، كان دير شركة. كما كانت العادة أن يضمَّ نسّاكًا في حرمه أو في الجوار، احتضن دير الأنبا ساريدوس الشيخين القدّيسين برصنوفيوس ويوحنّا النبيّ. ساريدوس، عمليًّا كان تلميذًا لا يأتي عملاً إلاّ بمشورة الشيخ الكبير، أي القدّيس برصنوفيوس، كان هو الوسيط بينه وبين الطالبين المشورة.
أبدى ساريدوس اعتدالاً منذ فتوّته، سلك في التقشّف حتّى مرض مرضًا شديدًا. نال البرء بصلاة القدّيس برصنوفيوس الذي أوعز إليه بأن يتعاطى جسده بتميّيز بحيث يكون جسده ملحقًا بالخدمة الروحيّة، لكي يقوى على سياسة الإخوة. مدحه القدّيس برصنوفيوس باعتباره إبن أتعابه، لا ينظر إلى الآخرين إلاّ بصفتهم واحدًا وإيّاه ويحسب خاصة له منفعة الجميع.

أخذ عن أبيه الروحيّ مواهبه وتمييزه وكان أبًا كلّه صلاح وحكمة، مصدر فرح وسلام لكلّ من يدنون منه. وفضائله أكسبته شهرة حتّى اعتبره بعض الرهبان وكأنّه فاق ما للبشر، مرض مرضًا لا شفاء منه صلّى إلى الربّ أن يمنحه الصبر والشكران، حتّى انتقل إلى ربّه.

القدّيسة أفدوكيا الملكة

ابنة فيلسوف يوناني شهير. تلقّت تعليما مميّزا،التمست أن تكون في عهدة بلخاريا، أخت الأمبراطور ثيودوسيوس الثاني. اقتبلت في القصر الملكي. أثارت إعجاب الجميع لتمّزها وحكمتها. عمّدها البطريرك القدّيس أتيكوس. وزفّت إلى الأمبراطور ثيودوسيوس، وجرى إعلانها صاحبة الجلالة. حجّت سنة 438 إلى أورشليم بإيعاز من القدّيسة ميلاني الصغرى التي كانت لها بمثابة أم روحيّة. اشتركت في تكريس أول كنيسة للقدّيس استفانوس. حملت معها إلى العاصمة بعض رفات الشهيد الأول. جرى نفيها سنة 422 م إلى فلسطين بتهمة الخيانة. بقيت هناك إلى آخر أيّامها. شيّدت الكنائس وشجعّت الحجّ. كانت معجنة بالرهبان، لا سيما القدّيس أفثيموس. بنت بجوار اللافرا التي أقامها برجا تسمّى باسم “برج أفدوكيا”. خلال الاضطرابات التي أعقبت مجمع خلقيدونيا وقسمت رهبان فلسطين في شأن قانونية القدّيس جوفينال. قلقت أفدوكيا فبعثت إلى القدّيس سمعان العمودي تستشيره، فكان جوابه: “عندك أفثيميوس المتوشح بالله. اتبّعي تعاليمه وإرشاداته واخلصي!” وإذ لجأت بثقة إلى القدّيس أفثيميوس، عادت إلى الفريق الأرثوذكسي ورقدت بسلام في الربّ سنة 460 م. جرى نقل جسدها، فيما بعد، إلى كنيسة الرسل القدّيسين في القسطنطينية.

نفل رفاة البار مكسيموس المعترف

ولد القديس مكسيموس المعترف في القسطنطينية (580م) لعائلة مرموقة .

درس العـلوم الدنيـوية المـتنوِّعة وأجـاد فـيها حـتى أن الامـبراطور هـيراكلـيوس – منذ استلامه للعرش – جـعـله أمـين سـرّه الأول .

هذه الكرامات البشرية والغنى لم تروي ظمأ القديس مكسيموس فترك القصر الملكي وترك هذه الوظيفة بعد ثلاثة أعوام وانتقل إلى دير والدة الإله قرب القسطنطينية ليكون راهبا ً فيه ويحيا الحياة الملائكية .

أمضى في الهدوئية ما يقارب العشر سنوات ثم انتقل إلى دير صغير للقديس جاورجيوس في كيزيكوس وهناك باشر بكتابة مؤلفاته .

كتب عن عقيدة التأله بعمق لم يسبقه أحد ٌ إليه كما كتب في عدة مواضيع بالغة العمق ..

له كتابات كثيرة دفاعا ً عن الإيمان الأرثوذكسي (الإيمان المستقيم) ضد الهراطقة مثل هرطقة الطبيعة الواحدة و هرطقة المشيئة الواحدة .

حاول الامبراطور هيراكليوس إيجاد حلول وسطى توفيقية ليوحد الأرثوذكسيين (المستقيمي الإيمان) مع هراطقة الطبيعة الواحـدة ، فكانت النتيجة أن شكـّل ذلك هرطقة جديدة هي ( هرطقة المشيئة الواحدة ) ، وفـرض الامـبـراطور هذا الإيمان الهزيل المعوجّ بالـقـوّة عـلى الجميع ، وتبـعه قـسـم كـبيـر مـن الـشـعـب – ومن رجال الدين أيضا – فتصدى له القديس مكسيموس وشرح الإيمان المستقيم وفضح هذه الهرطقة ، واستخدم الأمبراطور كل الوسائل ليستميله إليه فلم يفلح ولم يرضى قديسنا أن يتخلى عن استقامة إيمانه مقابل أي شيء ، فتم وضعه في السجن ثلاثة أشهر ثم قدموه للمحاكمة بتهم سياسية ملفقة ثم تم نفيه إلى بيزيا في ثراقيا ، وبعد فترة طويلة قضاها قديسنا في منفاه ، كان الأمبراطور قد لاحظ أنه لن يتمكن من كسب تأييد الأرثوذكسيين (المستقيمي الإيمان ) بدون أن يكون القديس مكسيموس إلى جانبه ، فأرسل إليه سفارة من ثلاثة أشخاص – أسقف ونبيلين آخرين – ليحاوروه ، فوجدوا إيمانه ثابتا ً كما كان دائما ً ، دخلوا معه في نقاش لاهوتي ليقنعوه باتباع هرطقتهم – المشيئة الواحدة – فنسف لهم حججهم الرديئة وأظهر لهم بطلان إيمانهم ، وقال لهم : “الكنيسة : ليست هي الأكثرية ، بل هي الإيمان بالرب يسوع المسيح إيمانا ً مستقيما ً وخلاصيا ً”.

فأوسعوه ضربا ً وشتماً وانصرفوا .

وتم نفيه إلى منطقة بربريس ستة أعوام ، وتعرض طيلة ما بقي من حياته إلى مختلف صنوف الاضطهاد، حتى لفظ لأنفاسه الأخيرة في منفاه في قلعة لازيكوس في أقاصي جبال القوقاز في 13 آب سنة 662م عن عمر ناهز الثانية والثمانين . وقد نـُقـل أن ثلاثة قناديل زيت كانت تشتعل على قبره من ذاتها كل ليلة .

فـما أحـوجنا في هذه الأيام – التي تجتاحنا فيها الـهـرطقات المتنوعة من كــلِّ الجهات – إلى التمثل بالقديس مكسيموس المعترف وكل القديسين الذين أرضو اللـه باستقامة إيمانهم وحُسن عبادتهم ،

الطروباريات

* يا مكسيموسْ، بكَ الكنيسة، فاضت أنهراً من العقائد، بإلهام الروح يا كلِّيَّ المديح. فقد ملأتَ فراغ اللاَّهوتيينْ، وبالجهاد لمَعتَ مُعترفاً. فيا أبانا البارّ، توسَّل إلى المُخلِّصِ، أن يمنحَ الجميعَ الرَّحمةَ العُظمى.

* لما تجلّيت أيّها المسيح الإله في الجبل، أظهرت مجدَكَ للتلاميذ حسبما استطاعوا، فأَطلع لنا، نحن الخطأة، نورَكَ الأزليّ. بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور، المجدُ لك

GoCarch